أعلنت كتائب القسام مساء أمس مقتل 23 جندياً إسرائيلياً، منذ صباح أمس، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن سبعة جنود إسرائيليين قتلوا في اشتباكات مع حركة حماس، أمس، مما زاد عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 41 جندياً خلال يومين. ولم يعطِ الجيش مزيداً من التفاصيل.. وكانت وسائل إعلام محلية أفادت أنه كان هناك عدد من الوفيات حينما تسلَّل مقاتلون فلسطينيون تحت حدود قطاع غزة، في وقت سابق، عبر نفق. ويقول مسئولون في قطاع الصحة في غزة إن أكثر من 500 فلسطيني قتلوا في المواجهة. وتعاني الأزمة انسداداً سياسياً منذ بدء القصف الإسرائيلي على غزة، في الثامن من يوليو/تموز، وأسفر عن مقتل أكثر من 500 فلسطيني، وخاصة مع إصرار حركة حماس على رفض مبادرة كانت قد طرحتها مصر لوقف القتال من جانب الطرفين. وقالت الحركة إن المبادرة المصرية لا تحقق مصالحها. لكن ثلاثة مسئولين مصريين قالوا، أمس الاثنين، إن مصر يمكن أن تجري تعديلات المبادرة بما يلبي مطالب حركة حماس. وقال مسئول مصري كبير "مصر لا تمانع إضافة بعض شروط حماس، بشرط موافقة كل الأطراف المعنية". ومن بين شروط حماس رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، والإفراج عن عدة مئات من الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل في يونيو/حزيران خلال عملية البحث عن ثلاثة صبية يهود خطفوا في الضفة الغربيةالمحتلة. وعُثر على جثث الثلاثة، في وقت لاحق، فألقت إسرائيل بمسؤولية القتل على حماس. ويشتبه مسئولون مصريون في أن حماس رفضت مبادرة وقف إطلاق النار بطلب من قطر التي تحاول أن تكون لاعباً استراتيجياً في التوصل لاتفاق فعَّال، بحكم كونها تستضيف عدداً كبيراً من الإسلاميين المنفيين من كل أنحاء الشرق الأوسط، بمن فيهم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس. والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على خلاف مع قطر بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين التي أزاحها عن السلطة في مصر العام 2013 إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكم الرئيس المنتمي إليها، محمد مرسي، الذي يواجه الآن عدة اتهامات، من بينها التخابر مع جهات أجنبية وقتل المتظاهرين وإهانة القضاء. ومن المتوقع أن يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بمسئولين مصريين كبار بشأن أزمة غزة في إطار جولة بالشرق الأوسط. ومن المتوقع أيضاً أن يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات في القاهرة. أزمة بين حماس وقطر من جهتها كشفت مصادر فلسطينية عن اشتعال أزمة بين حماس وقطر بسبب قناة الجزيرة، وقالت المصادر إن "قيادات بارزة في الحركة أعربت أكثر من مرة عن استيائها مما تقوم به قناة الجزيرة، وما أسمته التوظيف القطري لمعاناة القطاع والعدوان الإسرائيلي على غزة، ولتبدو الدوحة وكأنها تتحكم في قرار حماس وتضع ضوابط وحدوداً لعلاقاتها الخارجية، متهمة إياها بضرب عمقها العربي". وأضافت المصادر وفقاً لما ورد على شبكة "كوفية برس" الفلسطينية، أن قيادات من حماس ومن فصائل أخرى غاضبة من حملات الجزيرة على دول خليجية وخاصة الإمارات، معتبرة أن هذه الحملات تدخل في سياق محاولة عزل القطاع وجعله ورقة بيد قطر تفاوض باسمه وتسوِّق به لنفسها ك"قوة إقليمية". ولفت الموقع إلى أن محمود الزهار، القيادي البارز في حماس، يعدُّ أحد أبرز المعارضين للدور القطري في غزة، وسبق أن رفض لقاء أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة في زيارته للقطاع أواخر 2012. ويقول مقربون من الزهار، إنه يرفض أن تتحكم دولة صغيرة بمصير الحركة وتقطع صلاتها مع دول ذات فضل تاريخي على القضية الفلسطينية، وإنه يتساءل كيف يمكن لمن يقيم علاقات مكشوفة مع إسرائيل أن يدعم القطاع.