ثالثة الأثافي أن تتوجه كل تلك الأسماء إلى صعدة لتعرض على قائد جماعة الحوثي حقائب في حكومة باسندوة .. أما لماذا هي ثالثة الأثافي فلأنها تكشف عن فهم كبار رجال الدولة والسياسة أن مشكلة اليمن هي في أن هذا الطرف السياسي أو ذاك ليس داخل الحكومة، ولذلك فإن الحاقّة بكشف الحكومة يعني أن كل شيء صار على ما يرام. أنا وأنت وهم كمواطنين ما الذي يهمنا إذا كان المؤتمر ممثل بنصف الحكومة أو أن الإصلاح يتحكم في الكل أو أن أنصار الله "الحوثيين" صاروا الثلث من ذلك الشيء المسمى حكومة، ما يهم الناس أن يكون في اليمن حكومة ترعى مصالحهم من خلال كفاءة الإدارة ونظافة اليد وعدالة النظرة وتكافؤ الفرص وعدم تعقيد الحياة أو تعطيلها.. أما الحصص في حقائب الحكومة وألوانها الحزبية والجهوية فهي آخر ما يفكر به المواطن المصدوم بهذا الترهل وهذا الاستئثار وهذا الغلاء الذي يلقي أسواطه على الظهور على ذمة رفع سعر المشتقات النفطية والفشل في تطبيق إصلاحات يتحمل أعباءها الجميع وتعود إيجابياتها على الكل . لا شأن للرعيّة بالتقاسم والمحاصصة فهم يشكون ويبحثون عن حلول لمشاكلهم .. مشاكل الجوع والفقر والبطالة والخوف وجميعها لا تقود إلا إلى الانهيارات المجتمعية واتساع حواضن التطرف والإرهاب هنا واليأس والإحباط هناك .. المواطنون الذين ينتمون إلى نبات الصبّار لا يعولّون كثيراً ولا حتى قليلاً على أي كلام لا يعقبه فعل .. فالجمهورية هي التي تعمل على تطبيق أهداف الثورة العظيمة على الواقع، والوحدة هي التي تحافظ على النسيج المجتمعي من التشظّي النفسي والجغرافي الذي شاهدنا واحدة من إفرازاته في ذبح الجنود بالبطاقة ومحل الميلاد . ما هذه الحلول العرجاء التي تساوِم بالحقائب ولا تصالح الناس بتصورات واقعية لحل مشاكلهم ..إن ما يجب أن تفكر به جحافل القيادات الحكومية والحزبية والجهوية ليس بهذه الجولات والعروض الحصصية التقاسمية وإنما إيجاد كفاءات بخطة وآليات فاعلة قادرة على فرض واقع عادل، نظيف، منتج، ومواجهة الأخطاء بالسرعة المطلوبة وتحويل مخرجات الحوار واقع .. في مجتمع يعاني من البطالة ويشكو إهدار المال العام وضغط الغلاء وسوء التفاعل مع المعاناة تصبح فكرة حل الاحتباس بالحقائب والمحاصصة مجرد تضخيم للورم الحكومي بحقائب إضافية فيما النتيجة.. لم ينجح أحد .. !