تجد بعض الإخوان الإصلاحيين، في منابر، ومواقع كثرة، ينعون ذهاب فضيلة الوفاء عن شركائهم، ولسان حالهم، قول شاعر عربي:"فعلمت أن المستحيل ثلاثة: الغول، والعنقاء، والخل الوفي".. يهاجمون شركاءهم الاشتراكيين، والناصريين، والمستقلين، وغيرهم، الذين أصبحوا يتذمرون من جني الإصلاح ثمار جهودهم الثورية! ومن سياسة الإقصاء التي يتميز بها الإخوان عن غيرهم.. يقول لهم الإصلاحيون- من باب الحط من قدرهم-: نحن قويناكم، وحشدناكم إلى ساحات الحرية وميادين التغيير، في 2011، بعد أن كنتم متفرقين ضعفاء، وشباب الإخوان كانوا يقيمون الحمامات المتنقلة، وينظفونها من قذاراتكم، بينما كنتم تثرثرون داخل الخيام، وشباب الإخوان كانوا يطبخون، وشبابكم يأكلون.. شبابنا كانوا يحمون الخيام وشبابكم فيها يشخرون وينخرون.. وكنا -نحن الإصلاحيين- نصول ونجول، وأنتم في الخيام تمضغون القات وتحلمون، وتتحدثون عن جيفارا، وعبدالناصر، وفتاح، وحسين الحوثي، وميشال عفلق.. وكان شبابنا في اللجان الأمنية يحرسون بالليل والنهار، وشبابكم نيام.. والإصلاح دفع تكاليف وجبات الطعام، والمستشفيات الميدانية، والخيام، واللجان التنظيمية.. ونحن –الإصلاحيين- اقتحمنا معسكرات جيش، وهاجمنا قوات الشرطة، وسرنا المسافات الطوال لمحاصرة مؤسسات النظام، وكنتم أنتم مجرد ملحقين في الصفوف الخلفية تحتمون بنا.. نحن الذين حمينا الثورة بجيش أنصار الثورة.. ونحن –الإصلاحيين- ضحينا بأحرارنا وحرائرنا، فعلنا ذلك وأكثر منه، فماذا فعلتم أنتم؟ واليوم تعيروننا أننا هتفنا "حيا بهم، حيا بهم"، وكأن تلك في نظركم لعنة.. واليوم- وبعد الذي قمنا به- تستكثرون علينا جني حصاد بذارنا وزرعنا، تستكثرون بعض الوظائف العسكرية والمدنية، والتعويضات والمواساة، تستكثرون علينا باسندوة وستة وزراء، هذا نكران للجميل.. هل كنتم تعتقدون أن تلك الجهود والأموال والتضحيات التي قدمناها، لا مقابل لها، أو تعتقدون أن قيامنا بذلك، مسألة أخلاقية، من أجل أن تقولوا لنا أيها الإصلاحيون شكرا لكم، كثر الله خيركم، قمتم بالواجب، فاجلسوا في بيوتكم؟ لا. يمنون على شركائهم هذا المن، والذي قد ينقطع بعد مبادرة أمس، بينما يعرف الشركاء أن الإصلاح لم يقدم ريالا واحدا، لأن التمويل الثوري للخبز، والدجاج، والأرز، والخيام، والدعاية، والسيارات، وخلافه، كان يأتي من قطر، صرف منه حزب الإصلاح الثلث في تلك الأبواب، وخص نفسه بالثلثين الآخرين.. ويعرفون أن الإصلاح لم يضحِّ، بل ضحى بالمتحمسين والمحتاجين والمغفلين، ثم "نذق" بهم بعد أن وصل لمبتغاه، وبعد أن وصل لمبتغاه في السلطة استأثر حتى بالمخصصات الحكومية لعلاج الجرحى، وترك الجرحى الآخرين غير الإصلاحيين، يضربون عند باب الحكومة، وفي النهاية قال إنهم ثورة مضادة!