قبل ثورة 26 سبتمبر كانت سلطة المشيخ في شمال الشمال مقصية وكان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر" يصرخ من داخل جروف عمران: نشتي العدل والمساواة. حينها لم يكن الإمام عبدالله بن الحسن وهو حاكم الأئمة الزيديين في "عمران" يستمع إلى صراخ الشيخ عبدالله. بعد ثورة 26 سبتمبر تغيرت المعادلة، وأصبح الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر هو الرمز القبلي والديني لكل "الصديقين" ليس في عمران لوحدها، بل في اليمن كلها عدا صعدة لكن هذا الرمز لم يحترم طيبة أبناء منطقته وخلاصهم إلى مشورته باعتباره الكبير، بل أحالهم إلى سلم لبلوغ المجد . في حقيقة الحال لم يتشرف أهالي عمران ومناطق شمال الشمال بالتعرف على ثورة سبتمبر 1962 وجها لوجه.. بل عرفوها عبر وجه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. يمكن القول أيضا بأن "عمران" ظلت منذ ما بعد 1962 العظيم "تتخاوص على الجمهورية مجرد مخاوصة " وظلت منذ ذلك الحين - بكل ما فيها من أرض وبشر مجرد محمية طبيعية لجمهورية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأولاده. ناضل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر خلال الثلاثة العقود الثلاثة الفائتة من عمر الجمهورية، من أجل بقاء "عمران" بلا تعليم. ليس لأنه لم يكن يحترم التعليم من أساسه، ولكن لأنه كان يعرف جيدا أن هؤلاء "الصديقون" لو تعلموا -سيصدقون - وستسرقهم بسرعة مغريات المعرفة وبعدا لاحق لك ربح فوق ضاحة ياشيخ عبدالله. على نضال الشيخ وأبنائه في سبيل تجهيل الناس لم يستطع الحفاظ على "إمبراطوريتهم" الأثيرة، قدرما ساعد في فداحة السقوط المهول لإمبراطورية المشيخ. خوف الشيخ من تعليم الناس، أحاطه لثلاثة عقود بالهيلمان، هذا صحيح. ثم – وفي ظرف شهرين فقط- تعرضت إمبراطورية الشيخ وتعرض أبناؤه إلى ما يمكن تسميته ب"كسر الناموس". عمران الآن في جيب "الحوثيين". بالتأكيد لم يخطفها "التعليم" ولا اختطفها "العصر" من جيوب أولاده العشرة، بل خطفتها بنادق "الغريم التقليدي" الذي ظن الشيخ وأولاده أنهم قد محوه تماما. وفي عمران الآن لم يعد هناك شيخ مشايخ.. أفسحوا الطريق ل "الصرخة وهيئوا "الصديقين" للسيد.