وصلت وحدات كبيرة من الجيش الوطني الليبي إلى تخوم العاصمة طرابلس استعداداً لدخولها، وتمهيداً لمواجهة مليشيات فجر ليبيا. وكشف الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي- شرق ليبيا- العقيد محمد حجازي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أمس السبت، أن قوات الجيش التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر على وشك شن "معركة حاسمة" لاجتياح بنغازي وطرد التشكيلات المسلحة والمتطرفة الموجودة بها. وقال حجازي إن قوات الجيش الليبي نجحت على مدى اليومين الماضيين في إنزال هزيمة كبيرة وإلحاق خسائر فادحة ب"المتطرفين" على مستوى المقاتلين والعتاد العسكري. وقال حجازي: "إن قواتنا تتقدم في مختلف المحاور والاتجاهات، قتلنا أكثر من 200 من الخوارج المتطرفين، حملتنا العسكرية مستمرة ونحن بصدد القيام بعملية اجتياح لبنغازي". وأرجع حجازي تأخر الحسم العسكري في المواجهات الضارية بين قوات الجيش و"المتطرفين" إلى تحصن هؤلاء بالمناطق السكنية، مؤكداً أن الجيش يتفادى قصف المناطق المأهولة بالسكان، حرصاً على سلامة المدنيين. وأضاف: "قواتنا ما زالت مسيطرة على قاعدة بنينا الجوية"، نافياً بذلك مزاعم ما يُسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي، الذي يضم مقاتلين من تنظيم أنصار الشريعة وعدة تشكيلات إسلامية متطرفة متحالفة معه، عن اقتراب المتطرفين من القاعدة الجوية، موضحاً: "نحن نقوم بقصفهم بالمدفعية والطائرات، وأتحداهم أن يعلنوا حجم خسائرهم". وكشف حجازي النقاب عن وصول متطرفين من مقاتلي درع ليبيا الوسطى ومدينة مصراتة بغرب ليبيا إلى مدينة بنغازي أخيراً للانضمام لصفوف "المتطرفين"، موجهاً انتقادات عنيفة لمصراتة ووصفها بأنها مدينة خارجة عن الشرعية وتصدر الإرهاب. كما كشف حجازي أن مقاتلين من تنظيم "داعش" المتطرف، ويحملون الجنسيات الباكستانية والجزائرية والمصرية، انضموا حديثاً إلى الجماعات المتطرفة في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي. وتعهد حجازي باستمرار الغارات الجوية التي يقوم بها سلاح الطيران التابع لعملية الكرامة من أجل القضاء على "الإرهابيين" وقصف جميع مواقعهم العسكرية ودحرهم نهائياً، قائلاً: "الغارات الجوية ستتواصل، وسيتم تكثيفها على كل المدن المختطفة سواء درنة وبنغازي (شرقاً) وطرابلس (غرباً) وأي مواقع أخرى نعتقد أن فيها تجمعات للإرهابيين أو مخازن أسلحة تابعة لهم، لن نتوقف عن قصفهم باستخدام الطائرات". من جانبه أكد وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، أن ليبيا تعاني من مشكلة صعبة للغاية، مؤكداً في الوقت ذاته أن دول العالم المهتمة بالشأن الليبي وحلف شمال الأطلسي وكذلك دول المنطقة لديها بعض المسؤولية لمساعدة الشعب الليبي، بحسب ما نشرت "بوابة الوسط" الليبية. وقال هيغل رداً على سؤال في لقاء له بكلية الحرب البحرية في رود آيلاند حول تقييمه للأوضاع في ليبيا منذ توقف عمليات حلف الناتو تحت مظلة الأممالمتحدة لحماية المدنيين قبل ثلاث سنوات: "الجميع هنا يعرف أن مشكلة ليبيا تعد صعبة جداً، بدءاً من الشعب الليبي، أعتقد أننا- نحن ودول العالم الذين يهتمون بليبيا وحلف شمال الأطلسي وبلدان المنطقة جميعاً- لدينا بعض المسؤولية لمساعدة الشعب الليبي. ولكن، مرة أخرى، ما يمكننا القيام به يعدُّ محدوداً للغاية كما تعلمون، فنحن لا يمكننا فرض شيء من الخارج في ظل حالة الاختلاف وتضارب المصالح، لكننا يمكننا إيجاد أرضية مشتركة من خلال المساهمة في بناء تحالفات تساهم في حل الأزمات والعمل على إنهاء تلك الخلافات، وأعتقد أن لدينا بعض المسؤولية تجاه ذلك". وأضاف هيغل: "كما تعلمون، ما يحدث في ليبيا يعدُّ أمراً صعباً للغاية ومحزناً جداً حينما تشاهد حجم الدمار، خاصة وأن ليبيا لديها موارد كبيرة جداً، وحينما ننظر إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط سنجد الكثير من الأخبار المحزنة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة بأسرها".