أعلن الجيش الليبي السيطرة، ليل الخميس، على ميناء بنغازي البحري وسط المدينة، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القتال ضد ميليشيات إسلامية مسلحة. وقال مسؤول في الكتيبة 204 دبابات إن الكتيبة دخلت، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وسيطرت على ميناء بنغازي البحري ومحيطه الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات الإسلامية المسلحة منذ 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وكان هذا الميناء متنفساً للمسلحين الإسلاميين، ينقلون عبره جرحاهم ويتلقون من خلاله الدعم بالأسلحة والعتاد والمقاتلين، وتعد السيطرة عليه من قبل الجيش، حسب المسؤول العسكري، قطعاً لخط الإمدادات على هذه الميليشيات المسلحة. ويقع ميناء بنغازي البحري الذي كانت تصل إليه واردات القمح والبنزين والبضائع قرب منطقة الصابري التجارية التي تحوي النسبة الأكبر من الدوائر الخدمية والحكومية، إضافة إلى الأسواق والمصارف والورش. وأوضح المصدر أن "الكتيبة 204 دبابات سيطرت على الميناء وعلى مبنى فندق عمر الخيام القريب، إضافة إلى مصلحتي الجمارك والجوازات، وأصبحت قريبة من محكمة شمال بنغازي"، حيث ساحة الحرية التي شهدت اعتصامات الثورة على معمر القذافي في العام 2011. وأضاف أن "السيطرة على الميناء والمنطقة المحيطة به تجعل جيوب الميليشيات المسلحة في حصار شديد داخل منطقة (سوق الحوت) وسط المدينة". وخسر الجيش خلال هذه العملية سبعة من جنوده، فيما أعلن الإسلاميون خسارة أربعة، بينهم محمد بن حميد، القيادي في محور سوق الحوت. لكن ميليشيا "راف الله السحاتي" الإسلامية نفت الأمر، وقالت عبر حسابها على فيسبوك "إن الميناء وساحة المحكمة في قبضة شورى الثوار، وننفي السيطرة عليهما من قوات حفتر". وكان اللواء خليفة حفتر قد شن- بمساندة الجيش ومسلحين مدنيين من مختلف مناطق بنغازي في 15 تشرين الأول/أكتوبر- هجوماً لاستعادة المدينة التي وقعت في أيدي الإسلاميين في نهاية تموز/يوليو الماضي. قتيلان في هجوم انتحاري وأمس الجمعة أيضاً، أودى هجوم انتحاري بحياة طفل ووالده، وأدى إلى إصابة نحو 20 شخصاً معظمهم من الجنود كانوا متمركزين في منطقة الليثي معقل الجماعات الجهادية وسط مدينة بنغازي، حسبما أفاد مسؤول عسكري. وقال العقيد ميلود الزوي، المتحدث باسم القوات الخاصة للجيش الليبي، إن "انتحارياً تسلل عبر الطريق السريع إلى منطقة الليثي عبر شارع الحجاز، لكن قوات الجيش المتمركزة هناك تعاملت معه، ما أجبره على تفجير سيارته المفخخة قبل أن يصل الهدف".