التقى الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، أمس، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني. ونُقل الزياني رفقة دبلوماسيين خليجيين لحظة وصولهم عصراً مطار عدن إلى قصر المعاشيق، مقر إقامة، هادي، حاليا، حيث جرت مشاورات مغلقة لنحو ساعتين، وفقاً لمصادر "اليمن اليوم". وقال الزياني في مؤتمر صحفي أعقب لقاءه بهادي إن زيارته تأتي دعما من دول الخليج "للرئيس هادي"، مشيرا إلى أن اللقاء ناقش سبل عودة القوى السياسية إلى العملية السياسية والمبادرة الخليجية والحوار الوطني. وتعتبر زيارة الزياني إلى عدن الأولى لمسئول خليجي رفيع المستوى منذ وصول هادي إليها مطلع الأسبوع، فيما حذر رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي حسن باعوم "إقحام الجنوب في صراع صنعاء" حد قوله. في سياق متصل، ذكرت مصادر في مطار عدن استمرار وصول قيادات "الإخوان" إلى عدن. وقالت المصادر إن عددا من القيادات، الوسطية في حزب الإصلاح، عادت اليومين الماضيين أبرزها محافظ عدن السابق، وحيد رشيد، الذي كان غادر إلى تركيا عقب سقوط مقرات حزبه في صنعاء. كما وصلت قيادات أخرى قادمة من تركياوالقاهرة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن ترتيبات تجرى في عدن لاستقبال قيادات بارزة في حزب الإصلاح من منفاها خارج الوطن. وداخلياً قالت ل"اليمن اليوم" مصادر في مأرب إن محافظ المحافظة القيادي الإخواني سلطان العرادة وقيادات من المعسكرين في السحيل ونخلا اتجهوا أمس إلى عدن. وفي العاصمة المصرية، القاهرة، تجري قيادات جنوبية تحضيرات واسعة لعقد لقاء سياسي يضم ممثلين عن، هادي، وقوى سياسية أخرى. وقال القيادي في الحراك الجنوبي، حسين زيد بن يحي، ل"اليمن اليوم" إن اللقاء يعد له الرئيس الجنوبي السابق، علي ناصر محمد، ورئيس حكومة ما بعد الوحدة، حيدر العطاس، مشيرا إلى أن علي ناصر دعا للقاء عقب عودته من الإمارات، قبل أيام. ويمثل القياديان السابقان تيار الحراك الجنوبي المطالب بدولة فيدرالية من إقليمين (شمال – جنوب). وفيما توقع مشاركة ممثلين عن هادي والإصلاح وقوى أخرى استبعد، بن يحي، مشاركة كبرى فصائل الحراك الجنوبي في اللقاء المرتقب خصوصا تيار فك الارتباط "الانفصال" بقيادة البيض وباعوم. ويأتي المؤتمر المرتقب في وقت تعد فيه ما تسمى "الهيئة الوطنية المؤقتة للتحرر والاستقلال" التابعة لرئيس حزب الرابطة عبدالرحمن الجفري لمؤتمر مماثل في عدن متوقع انعقاده في غضون أسبوعين. والهيئة السابقة أسسها الجفري، مؤخرا، عقب عودته من السعودية، وتطالب بدولة اتحادية في الجنوب تضم إقليمين "شرقي – جنوب". وقال بن يحي القيادي في تيار نائب الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، إن تحضيرات ميدانية تجرى حاليا لما وصفها ب"الانتفاضة" ضد هادي، ومشروعه الذي وصفه ب"التآمري لتحويل الجنوب إلى رأس حربه في صراعات قادمة". واتهم بن يحي، هادي بقيادة "تحالف للحرب من عدن واستعادة منصبه ". كما دعاه للذهاب إلى وادي عبيدة في مأرب لأن "مشروعه ليس له علاقة بالقضية الجنوبية"– حد قوله. من جانبه حذر القيادي البارز في الحراك، حسن باعوم، من مساعي وصفها ب"إقحام الجنوب بحروب الأطراف المتصارعة في صنعاء ". وجدد بيان صادر عن رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري باعوم، رفضه أي "مشاريع تنتقص ما أسماه "حق الجنوب في التحرر والاستقلال". وتوعد باعوم بتصدي "الجنوب" لما وصفها ب"محاولات إدخال أبنائه في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل"- وفقا لما تضمنه البيان. وفي محافظة أبين قالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية إن قيادتي اللواءين 119 مدرع و115 مشاه أعلنتا تأييدهما للرئيس المستقيل هادي. وأضافت المصادر إن العميد الركن فيصل رجب قائد اللواء 119 مدرع اتفق مع قائد لجان شعبية أبين عبداللطيف السيد، على نشر نقاط تفتيش مشتركة في مديريتي خنفر وجعار وتعزيز مسلحي اللجان المتمركزين في مديرية (سرار يافع) استعدادا لصد أي هجوم للحوثيين من محافظة البيضاء. وأشارت المصادر إلى أن قائد اللواء 115 مشاه المرابط في مديرية لودر العميد الركن عبدالله محمد شمبا أعلن تأييده لهادي ومساندته للجان الشعبية في المديرية وأنه أرسل هو الآخر تعزيزات إلى المناطق الحدودية مع مديرية مكيراس التابعة إدارياً لمحافظة البيضاء. وفي ذات المديرية وفي إطار التحشيد، شكل وجهاء ومشايخ المديرية لجانا شعبية من أبناء المديرية لحمايتها من أي تمدد حوثي. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن وجهاء ومشايخ وأعيانا من مديرية مكيراس عقدوا اجتماعاً أمس بحضور قيادات اللجان الشعبية في مديريات مودية والوضيع ولودر، وتم الاتفاق على تشكيل لجان شعبية إلى جانب اللجان السابقة التي تم تشكيلها من المديرية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تأتي بعد سيطرة جماعة الحوثي على معظم مديريات البيضاء والخشية من التمدد إلى المديرية التي تعد المدخل إلى أبين. إلى ذلك قالت المصادر ذاتها ل"اليمن اليوم" إن قيادة اللواء 39 مدرع المرابط في مديرية المحفد اتفقت مع مشايخ ووجهاء قبائل باكازم واللجان الشعبية في المديرية بالوقوف إلى جانبهم ومساندتهم في حال تقدمت جماعة الحوثي أو القاعدة لإسقاط المديرية. وأضافت المصادر أن عملية الاتفاق تمت بعد التواصل بقيادة المنطقة العسكرية الرابعة وموافقتها على حياد اللواء وأن يقوم بدوره في حماية المديرية من أي اعتداءات خارجية سواءً من جماعة الحوثي أو تنظيم القاعدة. وتابعت المصادر أن قائد اللواء 111 ميكا المرابط في مديرية أحور اتفق أيضاً مع القبائل واللجان الشعبية على مساندتهم في حماية المديرية والمحافظة من أي اعتداءات من أي جماعات مسلحة من خارج المحافظة في إشارة إلى جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، وأنهم لن يسمحوا أن تكون المحافظة ساحة صراع مذهبية وأن قوات اللواء ستقف إلى جانب أبناء المحافظة.