نفى مصدر في قوات الأمن الخاصة بعدن ما تردد أمس من أنباء عن حل الأزمة وإقناع العميد عبدالحافظ السقاف بتنفيذ قرار إقالته الصادر من الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي. وقال المصدر ل"اليمن اليوم" إن وساطة برئاسة اللواء الركن محمود الصبيحي ومحافظي لحجومأرب وصلت إلى مقر القيادة، الخميس، وجرى نقاش استمر حتى وقت متأخر من المساء دون إحراز أي تقدم في حل الأزمة، مشيراً إلى أن قائد قوات الأمن الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف تمسك بشرط التوافق أولاً وتعيين بديل من الأمن. وأضاف المصدر: قال السقاف للوساطة إنه في ظل الانقسام الحاصل في السلطة، فإنه من الصعب القبول بقرار الإقالة ما لم يتم التوافق بشأنه بين مختلف القوى. إلى ذلك تم نشر القوات التي أرسلها من أبين العميد فيصل رجب قائد اللواء 119 مدرع بالقرب من مقر قوات الأمن الخاصة في خور مكسر. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن رجب نشر سلاحاً ثقيلاً بما فيه دبابات بالقرب من نقطة العريش القريبة من مقر الأمن الخاصة وفي جبل حديد. وفي محاولات هادي فرض حصار على قوات الأمن الخاصة أرسل شقيق الرئيس ناصر منصور هادي، تعزيزات إلى مسلحيهم المتمركزين بالقرب من نقطة العلم، الشمال الشرقي للمعسكر. مصدر أمني آخر أكد ل"اليمن اليوم" وصول العشرات من مسلحي حزب الإصلاح إلى عدن قادمين من مأربوالجوف. وأوضح المصدر أن المسلحين يقودهم مشايخ قبليون موالون للإصلاح، سبق وأن خاضوا مواجهات ضد الحوثيين في مأرب (مديرية مجزر) والجوف. وأضاف أنه لم يتم ضمهم بعد إلى قوام لجان هادي، وإنما تم تسكينهم في فنادق.. بعد السخط الذي ساد أوساط الحراك الجنوبي على خلفية تجول مشايخ الإصلاح وعلى رأسهم الشيخ الحسن أبكر والشيخ علي عبدربه العواضي وآخرون بعشرات المسلحين في شواطئ وشوارع عدن. وكان ناشطون من الإصلاح نشروا قبل أيام صورة لمسلحين على سواحل عدن بقيادة الحسن أبكر، فيما أعلنت قبائل موالية للإصلاح في مأرب عن تجهيزها لقرابة 3000 مسلح بغية إرسالهم إلى عدن. وإزاء ذلك، نشر موقع (عدن الغد) المقرب من الحراك الجنوبي تقرير بعنوان "الإصلاح هروب من جبهات الشمال واستعراض مستفز في الجنوب".. وجاء في التقرير: "الماشي في شوارع عدن عاصمة الجنوب سيلاحظ تأففا شعبيا وسخطا مكبوتا احتراما لهادي من قبل الجنوبيين على "سيطرة الوجوه الإخوانية" على إدارة هادي وقراراته، ويبدو أن استفزازات الإصلاح وأعضائه ستفجر غضبا هنا لا محالة". وأضاف: علي عبدربه العواضي "شيخ قبلي من محافظة البيضاء" وعضو في شورى حزب الإصلاح، وللاستفزاز كان ممثلا للحزب في فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار ولكن كان هناك في صنعاء لم يكن في عدن التي ربط نفسه في أذهان أهلها الطيبين بقتل شابين بريئين من أبنائها وإلى الآن حُرّ طليق، بل عاد إلى عدن مع مجاميع الحزب الهاربة من الجبهات والعائدة من المنافي". وتابع: علي عبدربه العوضي في (عدن) الرجل الذي قتل مرافقوه الشابين "الخطيب وأمان" في شارع عام بصنعاء وبدم بارد يتخذ من عدن مقراً جديداً تاركاً الجبهة الساخنة في مسقط رأسه البيضاء ومتخذاً من عدن منصة لحرب حزب الإصلاح على الحوثي، كما يقول أحد الصحفيين العدنيين ساخطاً على الوضع: الحسن أبكر قائد جبهة الجوف ضد الحوثيين قتل اثنين من أبنائه وفجر منزله بطريقة استعراضية حوثية مصورة، ترك كل ذلك وترك خطوط التماس في الجوف مع الحوثي وفضل أن يتمشى على سواحل عدن برفقه مرافقيه المدججين بالأسلحة، وهي مشاهد قد تفجر بركان الغضب في عدن التي اكتوت بنار "الحزب" الإخواني أكثر مما عرفت من مظالم حوثية. وأضاف التقرير: "يصر حزب الإصلاح على إيصال غضب الجنوبيين إلى أبعد مداه"، مشيراً إلى أن الجنوبيين بدأت أحاديثهم تنتقل من غير المرحب إلى المطالبين بالطرد وهم يرون "ناطق الحكومة الإخواني" راجح بادي يدير مكتب هادي فعليا ووحيد رشيد يعود ليمارس سطوة "غريبة" على إدارة الرئيس، والتصاقا دائما بالقصر لا يفسر إلا باتفاق المملكة وهادي والإخوان على إدارة المرحلة المقبلة". وتابع: "يدفع حزب الإصلاح بجبهات جنوبية لمواجهة الحوثي ويستمر هادي في خدمة هذا المشروع حيث تحضر "الجبهة الجنوبية" للاشتعال بينما أطفئت جميع الجبهات في مأربوالجوفوالبيضاء ونقل الحزب الإخواني ثقله الإداري إلى عدن. وقال: لا أحد راضٍ عن (الإخوان) في الجنوب لكن يبدو أن المملكة تملك أوراقا جنوبية تعمل على عدم "انفلات الشارع" وخروج غضب في وجه الرئيس لاسيما بعد الندم السعودي على إضعاف الإخوان الذي تنبه إليه "مفكرو" المملكة مؤخرا، حيث صب إضعافها للإخوان في مصلحة إيران ورأينا الصحفي السعودي المخضرم جمال خاشقجي يكتب "الهوس" بمحاربة "الإخوان" كاد أن يدمر الخليج. ويرى مراقبون للشأن الجنوبي أن صبر الشارع لن يطول وأن ثورة جنوبية ضد هادي والإخوان قادمة إن "استمر الاستفزاز الإخواني للجنوبيين في عاصمتهم".