نفى مدير أمن محافظة تعز العميد مطهر الشعيبي صحة البيان الذي نسب إلى موقف اللجنة الأمنية التي هو عضو فيها، والذي تضمن موقفاً معارضاً لتعزيزات القادمة إلى قوات الأمن الخاصة. وقال الشعيبي في اتصال مع "اليمن اليوم" إن اللجنة لم تصدر، أمس، أي بلاغات صحفية وأن الاجتماع الذي كان مفترضا أن يحدث أمس مع رئيس اللجنة شوقي هائل قد تم تأجيله إلى اليوم "الاثنين". تسارع الأحداث ميدانيا وتسارعت الأحداث الميدانية أمس بشكل ينذر بفشل الجهود التي تبذلها قيادة المحافظة والأحزاب والمكونات السياسية وجماعة أنصار الله الحوثيين لتجنيب المحافظة العنف والفوضى، نتيجة قيام بعض المكونات بتأجيج الشارع، حيث شهدت مدينة تعز صباح أمس مسيرة حاشدة رافضة لتعزيزات قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً). وقال مراسل "اليمن اليوم" إن مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من المواطنين جابت شارع جمال، وسط المدينة، إلى مبنى المحافظة وصولاً إلى أمام معسكر قوات الأمن الخاصة، مشيراً إلى أن المشاركين في المسيرة اعتدوا على بعض المدارس أثناء مرورهم بجوارها ومنها مدرسة ناصر ومدرسة الشعب التي تعرضت لتكسير نوافذها من قبل المتظاهرين الذين قاموا بإخراج الطلاب بالقوة للمشاركة معهم في المسيرة ". وأوضح مراسل الصحيفة بأن المسيرة بمجرد وصولها إلى أمام بوابة الأمن الخاصة تعرضت لإطلاق قذائف مسيلات الدموع من قبل الجنود الذين تواجدوا بالمئات أمام بوابة المعسكر وفي محيطه تخللها إطلاق نار في الهواء لتفريق المتظاهرين، لافتاً إلى وقوع عدد من الإصابات بين المتظاهرين معظمها اختناق بالغازات المسيلة للدموع. هذه الرواية أكدها مصدر في قوات الأمن الخاصة، موضحاً في اتصال مع "اليمن اليوم" بأن الجنود تعرضوا للاعتداء من قبل بعض المشاركين في المسيرة الذين قال المصدر بأنهم كانوا مسلحين وقام بعضهم بإطلاق النار باتجاه الجنود. 50 حالة اختناق وكشف مدير مكتب الصحة بمحافظة الدكتور حسن العزي في تصريح ل"اليمن اليوم" عن حصيلة ضحايا أحداث أمس أمام بوابة قوات الأمن الخاصة، والتي وصلت إلى 50 حالة اختناق بالغازات و3 إصابات بشظايا وحالة وفاة غير مؤكدة. وقال العزي إنه قام بزيارة الحالات المصابة في المستشفيات ومنها 29 حالة اختناق وصلت إلى مستشفى ابن سيناء 27 حالة تم علاجها وغادرت المستشفى بعد لحظات من دخولها وحالتان وضعها حرج ولازالت في المستشفى، بالإضافة إلى 15 حالة اختناق وصلت إلى مستشفى الحمد و4 حالات إلى مستشفى الثورة وحالتان إلى مستشفى الروضة وجميعها اختناقات وتم علاجها وخروجها من تلك المستشفيات. وأوضح العزي وصول 3 حالات مصابة بشظايا إلى مستشفى ابن سينا بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة لم يتم تأكيدها حتى كتابة الخبر الثامنة مساء، لافتاً إلى أن المستشفى أشار إلى إجراء عملية إنعاش لهذه الحالة دون أن يؤكد وفاتها من عدمه. تضليل إعلامي وتناقلت أمس عدد من وسائل الإعلام وخصوصاً تلك المحسوبة على التجمع اليمني للإصلاح وأحزاب المشترك خبراً وصورة مزعومة لشاب قيل إنه قتل برصاص من أسمتهم ب" ميليشيات الحوثي" وقوات الأمن الخاصة، إثر إطلاق النار عليهم أمام بوابة المعسكر، غير أن الناشط الحقوقي أحمد الوافي نفى في تصريح لمراسل "اليمن اليوم" بتعز صحة تلك المعلومات، مؤكداً عدم سقوط أي قتيل في مظاهرات أمس وأن الصورة التي تم نشرها لم يتعرف عليها أحد وربما أنها تكون لشخص سقط في أحداث 2011م. حصار المعسكر إلى ذلك أفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي أن العشرات من المتظاهرين بينهم مسلحون لازالوا يتواجدون على مقربة من معسكر قوات الأمن الخاصة، على شكل مجاميع تتكون كل مجموعة من خمسين شخصاً يتمركزون في مناطق متفرقة بالقرب من المعسكر. وأوضح المصدر بأن تلك المجموعات تبرر تواجدها في محيط الأمن الخاصة لمنع أي تعزيزات لمن تصفهم ب"ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية لهم" قد تصل خلال ساعات الليل إلى المعسكر. وتتهم أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز جماعة أنصار الله "الحوثيين" بالسيطرة على معسكر قوات الأمن الخاصة وتعزيزه بمسلحين تابعين للجماعة ومعدات وآليات عسكرية واستخدامها ضد المواطنين. وقال ل"اليمن اليوم" الرئيس الدوري لأحزاب المشترك بتعز عبدالله حسن إن التعزيزات التي وصلت إلى المعسكر خلال اليومين الماضيين جميعها من الحوثيين "مليشيات بزي عسكري"، حد تعبيره. وأوضح أن عددا من المتظاهرين لازالوا معتصمين أمام المعسكر للمطالبة برحيل تلك التعزيزات، مبرراً ذلك بالقول: "ما فيش داعي لها لأن تعز آمنة وليس لديها مشاكل مع حد". اتهامات رئيس المشترك أنكرها قائد فرع قوات الأمن الخاصة بتعز العميد حمود حسان الحارثي قائلاً في اتصال مع "اليمن اليوم" :" القوات التي وصلت نظامية وبتوجيهات من وزير الداخلية لتعزيز الأمن والاستقرار بالمحافظة"، مشيراً إلى أن أحداث العنف يوم أمس لم يكن المتسببون بها الجنود وإنما المتظاهرون الذين قدموا إلى أمام المعسكر وحاولوا الاعتداء عليه وعلى أفراده. اجتماع الأحزاب والمكونات السياسية من جهة أخرى تعقد الأحزاب والمكونات السياسية وجماعة أنصار الله "الحوثيين" بمحافظة تعز اليوم اجتماعها الثالث بناءً على اتفاق الأطراف السياسية في اجتماعهم مطلع مارس الجاري بجهود من المؤتمر الشعبي العام وفي مقره بمدينة تعز، وتأكيدهم الإجماع على تجنيب المحافظة الصراع والفوضى ووضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات الحزبية والشخصية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قيادي إن اجتماع اليوم سيتطرق إلى أحداث قوات الأمن الخاصة وقد ينتج عنه تشكيل لجنة من الأحزاب وأنصار الله للاطلاع على بيانات القوات التي وصلت إلى المعسكر اليومين الماضيين ومعرفة إن كانت نظامية أم مليشيات تتبع جهة معينة وبناءً على ذلك يتم التصرف في هذا الأمر.