اشتكى أحد المواطنين من سوء ما وجده في أحد المساجد التي اعتاد الصلاة بها، ولكنه مع هذه الشكوى المتكررة ظل يلازم هذا المسجد بالذات لسبب نجهله، ونُصح ذات مرة بوضع فردة من حذائه في مكان ويضع الأخرى في مكان آخر في محاولة لخداع اللص المتعهد بسرقة أحذيته.. وفعل ما طُلب منه، وحين ذهب لاستلام الفردة من حذائه الموضوعة جهة الشرق من المسجد وجد الاثنتين معاً، فلم يعبأ من كون هذه رسالة من اللص مفادها: "نحن هنا".. وتكرر هذا الفعل لأيام قبل حلول العيد وشراء حذاء جديد، وعندها أقدم اللص على فعلته وسرق حذاء العيد.. ومع كوني أجهل أيّ عيد الذي سرق فيه حذاء هذا المواطن، إلاّ أنه من غير المستبعد أن يكون عيد الأضحى ذاته، الذي قتلت أمريكا فيه زعيماً عربياً مثل الرئيس صدام حسين، الذي كان أول ضحايا واشنطن بحلول ربيع تل أبيب في المنطقة العربية.. ومثلما بررنا لسارق الأحذية فعلت، نحشد دوماً المبررات لواشنطن غداة كل جريمة تُرتكب في حقنا كأفراد ومؤسسات وشعوب وقيم وتاريخ وحضارة.. وأخشى أن نظل كذلك حتى تغيب عن المشهد السياسي العربي أنظمته السياسية التي أدمنت على مدى عقود جرائم اللص الأمريكي أو ذابت فيها.. وسواء سقوط هؤلاء بأيدي جلاديهم من رعاة البقر أو تحت اهتياج الشعوب الثائرة، فإن النتيجة واحدة، قوامها عودة الوعي للأمة وظهور زمن إسلامي جديد تحرسه قيم ثورية لا مقامات شعرية.. وحتى ذلكم الحين أختتم باقتراح ذي صلة ب(الحذاء) وأدعو القارئ المرتبط بشبكات التواصل الاجتماعي للتداعي مع عدد من أصدقائه بتشكيل جماعة تؤسس لعيد جديد اسمه (عيد الحب)، يخلد حادثة رجم الرئيس الأمريكي جورج بوش من قبل شاب عراقي ثائر.. والأمر لا يبدو مزحة أو سخرية حين ندرك بأنه كان يمكن لهذا اليوم أن يصبح عيداً أممياً لو أن الحذاء العربية طالت زعيماً آخر لا يرق لواشنطن أو تل أبيب..