يتم استيعاب أكثر من صورة تواصلت، أمس، المواجهات المسلحة بمدينة تعز بين قوات من الأمن والجيش مسنودة بمسلحين حوثيين ووحدات من اللواء 22 مدرع وبين مسلحي حزب الإصلاح مسنودين بجنود متمردين عن اللواء 35 مدرع سقط خلالها العشرات من الضحايا، معظمهم من الأهالي المدنيين، بينهم عبدالباقي شاهر حسن شقيق وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة والمطبوعات، الأستاذ محمد شاهر حسن، الذي استشهد مع أربعة آخرين بقذيفة سقطت عليهم بالجوار من منزله وسط مدينة تعز. وذكر مراسل "اليمن اليوم" أن اشتباكات عنيفة شهدتها مناطق عدة في مدينة تعز وزادت حدتها في جولة حوض الأشراف وجولة الإخوة ومكتب البريد وشارع الأربعين، ومنطقة المناح والمرور وكلابة والحصب وبير باشا، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك قذائف الدبابات والهاون التي طغت على مشهد العنف وحازت على نصيب الأسد من كمية الذخائر التي تم استهلاكها في تلك المواجهات. وأوضح أن العشرات من القذائف سقطت على منازل المواطنين في مناطق عدة، فيما طال بعضها مواطنين أثناء مرورهم في الشوارع، بالإضافة إلى قذائف أخرى استهدفت عدداً من الفنادق ومكاتب حكومية ومستشفى الثورة العام. وأكد ل"اليمن اليوم" وكيل وزارة الإعلام، الأستاذ محمد شاهر حسن، استشهاد شقيقه الحاج عبدالباقي وأربعة آخرين في أحداث العنف التي شهدتها المدينة، أمس. وأوضح الأستاذ محمد شاهر أن إحدى القذائف سقطت أثناء تواجد شقيقه عبدالباقي مع آخرين من الجيران وأفراد الأسرة أثناء تواجدهم بالقرب من منزل الشهيد عبدالباقي بشارع جمال، وتسببت القذيفة في استشهاد شقيقه وأربعة آخرين. إلى ذلك شهدت عدد من الأحياء سقوط قذائف مجهولة المصدر، منها قذيفة سقطت في حي المسبح وتسببت بمقتل 4 وإصابة 2 آخرين، وقذيفة على شارع المغتربين أمام فندق حضرموت، أسفرت عن سقوط قتيلين و4 جرحى، وقذيفة في شارع التحرير ونتج عنها مقتل 5 وإصابة 7 آخرين، فيما لم يخلُ مستشفى الثورة العام من قذائف الاشتباكات، حيث سقطت قذيفة في غرفة الإنعاش بالمستشفى متسببة بإصابة طبيب وجراح وإتلاف أجهزة ومحتويات غرفة الإنعاش. كما تعرض مكتب المالية والبريد وفندق شمسان وفندق مأرب وبنك التضامن ومركز الرحاب ومدرسة الشعب للقصف بالقذائف المتبادلة بين مسلحو الإصلاح من جهة وقوات الأمن الخاصة ومسلحو الحوثيين من جهة، ونتج عن ذلك سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. إلى ذلك أفاد "اليمن اليوم" مواطنون وشهود عيان أن اشتباكات عنيفة دارت جوار نادي الصقر الرياضي، حيث قام مسلحو الإصلاح بمهاجمة مقر النادي محاولة إعادة السيطرة عليه، إلا أنهم قوبلوا برد عنيف، واستمرت الاشتباكات لأكثر من ساعتين وتواصلت إلى عدد من مناطق "بير باشا"، وسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين. ويطل موقع نادي الصقر الرياضي على معسكر المطار القديم الذي كانت تتمركز فيه الكتيبة المتمردة على اللواء 35 مدرع قبل تمكن قوات الأمن الخاصة والحوثيين من دحرهم والسيطرة على المعسكر، الأسبوع الماضي. وبحسب مصادر محلية فقد تكبد مسلحو الإصلاح خسائر فادحة في الأرواح والمعدات خلال معارك أمس الأحد، وذلك نتيجة لما وصفتها المصادر ب"المغامرات" التي أقدموا عليها، ومنها محاولة اقتحام شارع الأربعين الذي تتمركز فيه اللجان الشعبية التابعة للحوثيين، بالإضافة إلى محاولتهم السابقة في السيطرة على نادي الصقر. وفيما لم تتمكن "اليمن اليوم" من الحصول على إحصائية رسمية بعدد الضحايا الذين سقطوا جراء اشتباكات أمس، وذلك نتيجة لتعطيل غرفة عمليات مكتب الصحة إثر اقتحام مسلحو الإصلاح للمكتب، أمس الأول السبت، ونهب محتوياته وسيارات الإسعاف والتمركز فيه، إلا أن مصادر الصحيفة في بعض المستشفيات كشفت عن جانب من أعداد الضحايا، ومنها وصول 3 قتلى و13 مصاباً إلى مستشفى الحكمة، و4 قتلى و30 جريحاً في مستشفى الروضة، و7 حالات إصابة، أحدهم بترت قدمه في مستشفى الصفوة. ومساء أمس نشرت جماعة أنصار الله "الحوثيين" أسماء المباني والمدارس الحكومية التي قالت إنه تم اقتحامها والاستيلاء عليها من قبل ميليشيات الإصلاح بتعز، خلال اليومين الماضيين، وهي كالتالي: 1- مكتب التخطيط والتعاون الدولي الكائن في عصيفرة 2- هيئة الموارد المائية جولة عصيفرة 3- مكتب الزراعة والري تحت جولة عصيفرة 4- الهيئة العامة للأراضي (يعتبر سجناً تابعاً للمخلافي، وهناك عدد من الأشخاص مسجونون في المبني) 5- محطة توليد كهرباء عصيفرة (اعتداء بإطلاق النار على الدوائر الكهربائية بالمحطة) 6- قسم شرطة عصيفرة 7- هيئة البحوث الزراعة (نهب سيارات مركز البحوث ومحتويات المبنى) 8- الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة جوار الساحة 9- المعهد الوطني للعلوم الإدارية 10- نيابة التعزية جوار المعهد الوطني 11- المعهد الصحي بحي الثورة 12- مكتب الصحة والسكان 13- مستشفى الدرن 14- قسم شرطة الوحدة أمام مقبرة كلابة 15- المجمع القضائي جبل جره 16- مدرسة زيد الموشكي للبنات 17- مدرسة باكثير للبنين - الروضة 18- مدرسة الوحدة - وادي القاضي 19- منتزه الإخوة 20- مدرسة الشعب 21- بريد كلابة 22- إدارة التربية والتعليم - القاهرة 23- مدرسة الصديق- الهريش 24- مدرسة الشهيد الحجري- وادي القاضي 25- مدرسة الفقيد النعمان- وادي جديد. مبادرة مؤتمرية لوقف نزيف الدم دعا رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز، الشيخ جابر عبدالله غالب، أمس الأحد، أطراف الصراع بالمحافظة إلى وقف إطلاق النار فوراً. وأكد غالب في تصريح لوكالة "خبر"، أن المؤتمر الشعبي على استعداد تام أن يقف في تعز مع كل الخيرين لبحث قضايا الخلاف وأسباب الصراع. وأضاف: "لقد سعينا وبذلنا جهوداً حثيثة بتعز للحيلولة دون الوصول إلى المواجهات المسلحة الحاصلة الآن، الجميع إخواننا، وكل قطرة دم تسال هي أغلى من أي مكسب في هذه الحياة." وجدد رئيس المؤتمر الشعبي بتعز دعوته "لنبذ الأنانية والمصالح الضيقة، وألَّا تكون أطراف الصراع أدوات بيد أعداء اليمن، يقتلون بعضهم البعض ويهدمون ما بنته اليمن خلال 50 عاماً".. مؤكد أن "الخاسر الوحيد هي تعز والوطن عموماً". وخاطب غالب الأطراف المتصارعة بالمدينة بالقول: "ما تقومون به غير لائق من الناحية الوطنية والإنسانية والدينية"، متمنياً من الله أن "يهدي تلك الأطراف إلى سواء السبيل، والعودة إلى طاولة الحوار لمناقشة ما يهم الوطن وأمنه واستقراره ووحدته". كما نفى رئيس فرع المؤتمر الشعبي بتعز أنباء وجود أسلحة بمقر الفرع في المدينة أو إيوائهم لمسلحين. وقال خلال تصريحه ل"خبر" للأنباء: "إن مقر الفرع يقع في مكان فيه منشآت حيوية وخدمية مهمة كمكاتب المالية والضرائب والمواصلات والبريد، بالإضافة إلى مكتب مجموعة شركات هائل سعيد أنعم". وأشار إلى أن "أطقم الحماية العسكرية التابعة للحرس الجمهوري "الاحتياط" المتواجدة بقرب مقر فرع الحزب هي لحماية تلك المنشآت والمقر". وأكد غالب أنه "لا يوجد في مقر الحزب أي مجاميع مسلحة من أي طرف أو أي أسلحة"، موضحاً أن "مقر فرع المؤتمر الشعبي بتعز يتعرض لإطلاق نار من قبل مليشيا الإصلاح".