أجمع مفكرون وخبراء عسكريون واستراتيجيون يمنيون وعرب على أن الوحدة اليمنية هي صمام أمان اليمن وتعتبر ذخراً للأمة العربية، مؤكدين بأن بقاء الوحدة اليمنية يعزز من تلاحم الشعوب العربية وإن حاول بعض الحكام العرب التفريق بين الشعوب وخلق العداوة والبغضاء فيما بينها خدمة للعدو الصهيوني وأمريكا ومشروعها المعروف ب "الشرق الأوسط الكبير". جاء ذلك خلال احتفالية أقامها ملتقى الرقي والتقدم بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية اللبناني في العاصمة اللبنانية بيروت بمناسبة اليوبيل الفضي للعيد الوطني لقيام الجمهورية اليمنية عام 1990م. وألقيت في الاحتفالية التي بدأت بالنشيدين الوطنيين اليمني واللبناني عدد من الكلمات لنخبة من المفكرين والخبراء الاستراتيجيين العرب أشادت جميعها بالوحدة اليمنية، التي قالوا بأنها أعظم منجز حققته الجمهورية اليمنية ويجب أن يبقى هذا المنجز إلى أبد الآبدين. وأدان المشاركون والمتحدثون في الاحتفالية جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوان السعودي ضد الشعب اليمني منذ أكثر من شهرين وحالة الحصار الجائر التي تتنافى مع جميع الديانات والشرائع السماوية والعادات والتقاليد والأخلاق العربية، داعين إلى توحيد صفوف القوى لوطنية المناهضة للعدوان من أجل تفويت الفرصة على العدو والحفاظ على مقدرات الوطن من العدوان الحاقد وعملائه المرتزقة. وأشارت كلمة راعي الحفل "ملتقى الرقي والتقدم" التي ألقاها الأستاذ يحيى محمد عبدالله صالح رئيس الملتقى، إلى أن الوحدة اليمنية كانت واحدة من أبرز الأهداف الوطنية والقومية للثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963م المجيدتين ، لافتاً إلى أنه (في يوم 22 مايو 1990 ) تم إعلان قيام الجمهورية اليمنية وإعادة الوجه الشرعي للوطن اليمني الواحد ، وارتفع علم اليمن الموحد خفاقاً في مدينة عدن الحرة والمستقلة التي ارتفع فيها منذ خمسينيات القرن العشرين المنصرم شعار نحو يمن حر ديمقراطي موحد الذي جسد تطلعات شعبنا اليمني وحركته الوطنية والقومية المعاصرة للحرية والاستقلال والوحدة). وأشار يحيى صالح إلى أن ( خارطة الجمهورية اليمنية الموحدة صنعت في اليمن ولم تصنع ضمن مخططات امبريالية خارجية ، ولذلك تعرض اليمن الموحد ولا يزال يتعرض للعديد من المؤامرات الخارجية والداخلية من قبل القوى الاستعمارية والصهيونية والرجعية التي ناصبت الثورة اليمنية العداء منذ انطلاقتها ، وشنت ضدها مؤامرات وحروب خارجية وداخلية بهدف إطفاء شعلة الثورة اليمنية ، ومنع انتشار التغيير الذي تنشده شعوب شبة الجزيرة العربية). وتطرق رئيس ملتقى الرقي والتقدم إلى الأزمة الحالية والحرب التي تشنها السعودية وحلفاؤها على اليمن أرضا وإنساناً، موضحاً بأنه (من المؤسف أن تأتي ذكرى الوحدة وفنادق الرياض تعج بالمئات من اليمنيين الذين ذهبوا طلباً لتدخل المملكة العسكري في اليمن)، مشيراً إلى أن "عيال العاصفة" كما أسماهم شعبنا اليمني يُستخدمون اليوم كغطاء لهذا العدوان الظالم، الذي لم يقتصر ضرره على القوات المسلحة والمجموعات المسلحة التي نفذت انقلابا كما في مزعوم الأهداف المعلنة للعدوان، بل طال كل شيء في اليمن، من البنية التحتية إلى المشاريع الاستثمارية والمصانع والناقلات والأسواق الشعبية وحتى الأضرحة والمقابر والمساجد، واستخدام أسلحة محرمة دوليا بما فيها قنابل عنقودية وفراغية ونيترونية ألحقت أضرارا مدمرة بالحجر والبشر والبيئة والحيوانات والطيور والآثار التاريخية الحضارية. وأضاف يحيى صالح قائلاً:(لقد توهم المعتدون أنهم قادرون على تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للعدوان وفي مقدمتها تفكيك البلاد ، وتدمير الجيش والمقاومة الشعبية واحتلال كافة المحافظات من خلال الغزو البري خلال عشرة أيام ، لكن شعبنا الصابر والمصابر والمرابط على أرضه، صمد في وجه العدوان وأفشل أهدافه وبدخول العدوان السعودي الأميركي شهره الثالث ، تمكن جيشنا العظيم من استعادة المبادرة ،والانتقال إلى الهجوم المضاد من خلال الضربات الصاروخية الموجعة والموجهة للعديد من المواقع العسكرية والتجهيزات الحربية في العمق السعودي) . وإذ رحب رئيس ملتقى الرقي والتقدم بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لعقد حوار وطني بين الأطراف السياسية اليمنية في جنيف ،فقد طالب في الوقت نفسه بضرورة وقف العدوان وإنهاء الحصار غير المشروع على بلادنا وشعبنا ، ولجم غطرسة المعتدين .