يدخل العدوان السعودي على اليمن الأسبوع الثاني من الشهر الخامس دون أن يلوح في الأفق ما يشي بأن النظام السعودي بصدد المراجعة والمساءلة الذاتية حول الهاوية السحيقة التي يتم الدفع بالبلدين إليها، وهل كان قرار الحرب مبنياً على حيثيات، هي من الوجاهة ما يجعل المضي في بحر الدم إلى ما لا نهاية ضرورة حتمية لتفادي خطر التلاشي والزوال من فوق الأرض، وألّا سبيل لتدارك الخطر المحدق إلّا بالمزيد من الدم وإبادة الشعب اليمني عن بكرة أبيه؟!، وهل بمقدوره إبادة شعب لا تفصله عنه بحار ولا قارات أو مجرات؟! الواقع أن النظام السعودي يعيش حالة غيبوبة لا تسعفه على المراجعة أو على رؤية الحقائق التي يراها له ويلخصها ويلقنها في عقله السادر أشخاص من شاكلة سفيره سيئ النية والصيت في اليمن محمد سعيد آل الجابر، أحد مجرمي الحرب، وأحد مهندسيه ومصممي حيثياته، عبر تقاريره المفبركة، المحملة بالافتراءات والأكاذيب على اليمن واليمنيين، وتلقينها رأس نظام مُستبد يعيش أجواء المؤامرة ويراها في كل شيء، ويتغذى من الأكاذيب التي توافق هوى نفسه. هذا الدبلوماسي الفاسد مثَّل الجسر والمعبر للمتآمرين (المحليين) إلى رأس النظام السعودي الذي لو لم يكن فاسداً لما انطلى عليه أنه ضحية أداة فاسدة، أوردته حرباً على جيرانه ولم يجد منفذاً بعد ذلك لمغادرتها. ولكن؛ وفي خضم هذا الدم المُراق، والدمار المستفحل الذي اقترفه نظام آل سعود، هل بات الحل والخروج من الورطة أمراً مستحيلاً؟!، بالطبع لا.. وما تزال ثمة مخارج تبدأ أولاً بوقف العدوان، ثم محاكمة المتسببين فيه وعلى رأسهم السفير السيئ (آل الجابر) وتسليم المطلوبين الهاربين في الرياض، وفي مقدمتهم المتآمر الفار عبدربه منصور هادي وأعوانه، الخطوة الأولى إلى طريق الحل تبدأ من هنا، يلي ذلك ترميم بعض (الجزئيات) في جدار العلاقات المتشظي بما يمهد للتدارس الثنائي بين السياسيين.