"كأنما يُساقون إلى الموت وهم ينظرون". هكذا بدا رئيس المرتزقة هادي وهو يصلح وضع بزته أثناء خروجه من الطائرة التي أقلته من مقر إقامته الدائم في الرياض إلى عدن ممتعضاً يقدم رِجلاً ويؤخر أخرى؛ فالرجل يدرك أن زيارته الثانية لعدن ستكون أكثر خطورة من الأولى، وأن حياته هذه المرة مجرد جزء من الدعاية الإعلامية لمعركة تعز الخاسرة، لكنه يدرك أيضاً أنه -كمرتزق- أحقر من أن يعترض على إرادة أسياده في الرياض. يعرف هادي أنه مجرد يافطة مدفوعة الثمن يرفعها أسياده في معرض الشرعية لتبرير عدوانهم وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة لتغطية جرائمهم، ويرسلونه ليصلي العيد في فندق القصر لبث بعض اللقطات على قناتي الحدث والجزيرة لمسح قذاراتهم من شذاذ الآفاق التي تلوث عدن (المحررة). هادي ليس مكنمارا وزيارته الثانية لا قيمة لها عسكرياً في معركة تعز ولكنها فقط إحدى اليافطات الدعائية الغبية في معركة خاسرة.