سيطر مسلحو الفصائل المنتشرة في كريتر، أمس، على الضاحية الجنوبية للقصر الرئاسي (المعاشيق)- مقر إقامة هادي، واحتجزوا عددا من وزرائه. وقالت مصادر في الحراك ل"اليمن اليوم" إن مسلحي ما تسمى ب"المقاومة الجنوبية" عاودوا إغلاق المدخل الجنوبي للقصر عشية انتهاء المهلة التي منحوها للجنة رئاسية عليا تعهدت بدفع مستحقاتهم، مشيرة إلى أن لجنة "هادي" لم تفِ بوعودها رغم رفع المسلحين لنقاط انتشارهم في محيط القصر. وكشفت المصادر عن تدخل وساطة محلية لإقناع المسلحين بالسماح لوزير داخلية هادي، حسين عرب، ووزير الزراعة، أحمد الميسري، وأحمد العيسي، بالدخول إلى قصر المعاشيق بعد ساعات على احتجازهم، مشيرة إلى تفهم المسلحين للاجتماع الذي عقده هادي ومسئولون في حكومته، أمس. وفي مديرية المعلا، تناقل ناشطون صورا لمسلحين يحرقون الإطارات ويقطعون الخط الرئيسي للمطالبة ب"رواتب". وفي دار سعد اغتال مسلحون مجهولون في عدن، أمس، قياديا ميدانيا في الحراك الجنوبي برتبة عقيد في البحرية يدعى جلال العوبلي مع (2) من مرافقيه، في أول جريمة اغتيال محققة منذ تعيين القياديين في الحراك عيدروس الزبيدي، محافظا لعدن وشلال علي شائع مديرا للأمن، الشهر الماضي. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن المسلحين نصبوا كمينا، منتصف ليل الثلاثاء- فجر الأربعاء، للعوبلي بينما كانت تمر سيارته في جولة الكرع بمديرية دارسعد. جريمة الاغتيال هذه سبقها، اليومين الماضيين، محاولتي اغتيال إحداهما استهدفت القيادي الميداني في الحراك الجنوبي والضابط برتبة عقيد، عبدالله الجحافي، إضافة إلى مدير أمن عدن، شلال علي شائع. وعبر ناشطون جنوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي من خشيتهم أن تكون هذه العمليات المتعاقبة مؤخرا توجه لتصفية "قيادات الحراك الجنوبي" التي أوكل إليها تأمين المدينة بعد اغتيال المحافظ السابق، جعفر محمد سعد، الذي عين بديلا للقيادي "المستقيل من حزب الإصلاح" نائف البكري، رئيس ما يسمى ب"مجلس المقاومة في عدن". وشهدت عدن، أمس، ولليوم الثالث على التوالي أحداثا أمنية عززها استمرار نشاط الفصائل المسلحة ذات التوجهات المختلفة. أما في البريقة، فقد أصيب موظف في شركة المصافي يدعى نبيل التركي، إثر محاولة مسلحين السطو على سيارة تابعة للشركة وتقل مبالغ مالية يعتقد أنها "مرتبات موظفين". وأفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" بأن اشتباكات اندلعت بين التركي والمسلحين حالت دون السطو على السيارة. وتأتي عملية السطو هذه في وقت علق فيه موظفو التعليم الفني العمل في عدن احتجاجا على قيام مجهولين، الثلاثاء، بنهب مرتباتهم المقدرة ب"48 مليونا"، بينما تمكنت أسرة من أتباع الطائفة الإسماعيلية "البهرة" من تحرير أحد أبنائها المخطوفين منذ يومين مقابل دفع "فدية للخاطفين" وفقا للمصادر ذاتها. من جانبه قال مدير مكتب الاتصالات في عدن، عبدالباسط مشى الضالعي، أن أسباب قطع منظومة الانترنت عن المدينة يعود إلى قيام فصائل مسلحة بإطفاء المحطة بحجة عدم تسلمهم مستحقات مالية "رواتب". وكانت عدن شهدت خلال ال"48" ساعة الماضية قطع تام لشبكة الانترنت. وتأتي تلك الأحداث بالرغم من توسيع "الأجهزة الأمنية" التابعة للحراك الجنوبي لعملية انتشارها بنصب نقطة تفتيش في كل كيلو متر، ونشر أطقم في الأحياء، وفقا لناشطين في عدن، إضافة إلى حظر الأمن للدراجات النارية في المدينة، غير أن مصادر في الحراك ربطت بين تصاعد عنف الجماعات المسلحة في المدينة وقيام لجان عسكرية بصرف مرتبات جنود وعناصر "المقاومة"، مشيرة إلى تقدم قادة فصائل مسلحة بكشوفات لأسماء وهمية وطالبت باعتماد المبالغ لها "لكن رفض تلك الكشوفات سعر من عنف المليشيات".