الدكتور بن حبتور رئيس جامعة عدن، يناشد أبناء عدن الغيورين، حماية الجامعة من الجماعات الإرهابية، التي تقتحم كليات الجامعة وإداراتها، وتعتدي على الطلاب والطالبات بالرشاشات والمدرعات، وتعتقل أساتذة وطلابا وتخفيهم.. بعد أن كانت الجماعات الإرهابية تعلق الدراسة في كلية أو ثلاث، علقت الدراسة الآن في كل الكليات، بعد تلك الاعتداءات وانعدام الأمان العام.. لكن لماذا استغاث رئيس الجامعة بأبناء عدن، ولم يستغث بالجالس في قصر المعاشيق أو المحافظ أو مدير الأمن أو الجنجويد أو الإماراتيين أو البلاك ووتر؟ هل غير رأيه فيهم، وآمن أخيرا أن لا شرعية لهادي ولا غيره من العملاء، وأن الإماراتيين والسعوديين والجنجويد قوات احتلال؟ إذ خلا بيانه من أي إشارة إلى هؤلاء، ووجه مناشدته لأبناء عدن.. ما سيعمل له وللجامعة وطلابها وأساتذتها مواطنو عدن المغلوب على أمرهم، فهم أنفسهم قد فقدوا الأمان، بسبب الاغتيالات المتبادلة بين التنظيمات والجماعات التي وقفت إلى جانب العدو الخارجي، وبسبب الحروب الليلية والنهارية بين القاعدة وداعش والإصلاح من جهة، والحراك الجنوبي من جهة أخرى، والتي تستخدم فيها المدرعات، والار بي جي، كما حدث مؤخرا عندما ذهب حراكيون لإغلاق مقر الإصلاح في كريتر، فتم التصدي لهم ببازوكا في حي سكني، وزعم الإصلاح إن المهاجمين كانوا من تنظيم داعش.. ما الذي يستطيع أبناء عدن المغلوب على أمرهم أن يفعلوا للجامعة وطلابها ومدرسيها، وهم لا يستطيعون حماية أنفسهم من تلك التنظيمات، التي استعان بها المحتلون وعميلهم هادي، ثم لم يقدروا عليها بعد أن صارت تملك مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بفضل غباء المحتلين وعميلهم؟ الحراك خسر في الأيام الأخيرة ضباطا وقضاة وأمراء مجموعات مسلحة، ماتوا قتلا برصاص شركائهم الإرهابيين، حيث يقنصوا ويفجروا في الأزقة والشوارع العامة، والناس يفرون ولا يدلون حتى على الجهة التي هرب إليها القاتل بعد اغتيال الضحية، واعتقل الإرهابيون استاذا جامعيا من بين الطلاب، فلم يدل عليه أحد.. إنه الخوف، سيد الناس الآن، وبن حبتور يناشد الخائفين الحماية الحماية!! بينما بمقدور قوات الغزو المتعددة الجنسيات في عدن أن تفعل شيئا لو أرادت، ولكن يبدو أنها لا تريد، فهي من ناحية لا تريد ضرب الإرهابيين في عدن، لكي لا تحبط بقية الإرهابيين الذين يقاتلون معها في تعز ومأرب مثلا، ومن ناحية أخرى قد قامت بتزويد هذه الجماعات بأسلحة متطورة ثقيلة ومتوسطة، مما يجعلها قادرة على مواجهة تلك القوات، بل وإشعال حرب أهلية ليس في عدن فقط بل وفي لحج وأبين.. هناك مشكلة حقيقية من صنع قوى العدوان الخارجي، نعرفها جيدا، ولا ندري كيف ستنتهي، إذا أريد لها نهاية.