بعد فشل استماتة العدوان في السيطرة على نهم وعجز الغارات المكثفة والتعزيزات الكبيرة في تحقيق هذا الإنجاز الميداني الذي أملت المملكة وتحالف عداونها من خلاله أن تتمكن من مواجهة الضغوط الدولية، بالقول لحلفائها لقد أصبحنا على أبواب صنعاء، لا زال العدو يرسل المزيد من تعزيزاته العسكرية إلى الجبهة الخاسرة، مكثفاً هذه المرة من الشائعات بشكل غير مسبوق، لدرجة أن أداء ترسانته الإعلامية خلال الأيام القليلة الماضية تمحور حولها بشكل رئيسي، تارة بالحديث عن خلافات وانشقاقات في جبهة الصمود، بين المؤتمر وأنصار الله، وثانية بالإيحاء بانهيارها من خلال الترويج بأن قيادات أنصار الله يقومون بإعداد جوازات سفر لهم وأسرهم للسفر إلى إيران، وبأن الرئيس صالح أعلن استسلامه، وبأن ألوية وقيادات من الحرس الجمهوري ومشايخ قبائل الطوق انضموا إلى صفوف العدوان ومرتزقته، وإعلان مقتل قيادات عسكرية كبيرة، وحتى المنشد المشهور لطف القحوم.... إلخ. كأي شائعة في أي حرب تهدف إلى تعزيز جبهة مُطلِقها وزعزعة صفوف الخصم والتأثير على نفسيته بما يكفل التدني في أدائه في المعركة، يهدف العدو السعودي وتحالف العدوان أن تساعد هذه الشائعات المكثفة على تمكين التعزيزات التي لا يزال يرسلها إلى ساحة المعركة من تحقيق الإنجاز الميداني الذي فشلت الغارات المكثفة وجيوش المرتزقة في مساعدة سابقاتها على تحقيقه، وإن بدا إعلام العدوان في بثها واستعراضها أشبه بمن يبرر مسبقاً لانسحاب مستقبلي أكثر منه باحثاً عن انتصار. عموما لم يكن أداء الترسانة الإعلامية للعدوان في حملة الشائعات أوفر حظاً، أو أحسن أداءً من أداء الترسانة العسكرية، فقد بنيت شائعات خلافات جبهة الصمود الداخلي وانشقاقات وفرار قادتها واستسلامهم ومقتلهم جميعها على وهم النصر في نهم والسيطرة على بوابة صنعاء، والمعروف أنه كلما انبعثت الشائعة عن مقاربة الواقع كان أثرها عكسياً، ولن يثمر. إن الجبهة التي يستهدفها إعلام العدوان بشائعاته مقاتلون في الجبهات ولا يتلقون ما تبثه وسائل الإعلام تلك، لكنه ذات الغباء الذي جعل العدوان يوجه إذاعة (إف إم) إلى صعدة التي لم يُبقِ فيها قصفه جهازاً لالتقاط البث. سيكون العائد الوحيد على العدوان من حملة الشائعات هذه هو أنهم سيدركون لاحقاً أن صف الصمود في وجه العدوان الذي بني من جماجم الأبرياء من أهلنا ودماء نسائنا وأشلاء أطفالنا لا يقبل الانقسام بحال.. لو كانوا يعقلون.