بعد عقود من دعم وإسناد الولاياتالمتحدةالأمريكية لإسرائيل كحليف موهوم بالاستهداف داخل محيط عربي وإسلامي واسع، مع ما رافق ذلك من وجود قوة عظمي تشكل نصف العالم وتحتفظ بعلاقات غير ودية مع هذا الكيان الغاصب تمثلت بالكتلة الاشتراكية التي تزعَّمها الاتحاد السوفييتي، بعد ذلكم الزمن المعطر بقيم التحرر والمشحون بالروح الثورية هبط علي العالم زمن جديد تغيرت فيه الموازين وتشقلبت فيه المعطيات لتصبح إسرائيل المهدور دمها السياسي قوة فاعلة وكيان لا يمتلك قراره السياسي والجغرافي فحسب بل يمتلك كل الأدوات لتحريك الغير، وجر رعاة الأمس إلى حظيرة التابع والمنفذ، حدث ذلك عقب سقوط الاتحاد السوفييتي وانهيار منظومته كاملة، وفتح انهيار الفكر الشيوعي الشهية أمام هذا الكيان الصغير ليلج زمنا جديدا قوامه الحرب على الفكر ومقاومة المعتقد الديني المتحرر، وكانت الولاياتالمتحدة هي الذراع الإسرائيلية لتحريك أوروبا والدفع بها إلى أتون معارك تستهدف العقيدة والفكر في العالم، وكانت أفغانستان البداية لتلحق بعدها العراق وسوريا وليبيا، ولبنان ،واليمن وغيرها.. هذه الحروب كلها تدار بالوكالة عن تل أبيب أما أهدافها فقد كانت العقيدة والفكر، ولقد تحققت الغايات المرجوة منها موسومة بمكاسب مضافة هي عسكرة المنطقة وإخضاعها للاحتلال المباشر وغير المباشر،، والأمر لا يبدو هزليا إلا في شقه الآخر المتمثل في محاربة الإرهاب ووجود تكتلات دولية لمواجهة القوي الدينية ذات الطابع الراديكالي الموسوم بالقاعدة ومشتقاتها، والحق أنه مجهود يفتقر للنضوج والمصداقية، ويدخل في إطار التضليل والدجل السياسي، إذا ما استبعدنا لاعتبارات أدبية صفة الغبي عنه، وللوقوف على حقيقة الوضع وخلفياته الثابتة يمكن القول بأن المجتمع الدولي قادر علي المضي في العملية من خلال الأبواب وليس النوافذ، وبالتأكيد فإن البوابة الأبرز هي الوهابية والفكر الوهابي إذا جاز لنا تسميته فكرا، فإذا ما كان الغرب والعالم جادا في مكافحة الإرهاب وتحجيمه عليهم الشروع في إغلاق ملفات الهزل والمناورات وفتح ملف واحد جاد وحقيقي عنوانه محاربة الوهابية والشروع في التحضير لمؤتمر دولي لهذا الغرض.