سيطر مسلحون من قبائل الصبيحة محافظة لحج أمس، على مطار عدن الدولي بعد مواجهات استمرت يومين مع فصائل أخرى. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني وملاحي في مطار عدن بأن المواجهات اشتدت عصر أمس قبل أن تتوقف التاسعة مساء بسيطرة فصائل من أبناء الصبيحة وإحكامهم على مداخل المطار وكامل الطرق المؤدية إليه. وأضافت المصادر بأن الوضع حاليا يشهد هدوءا تاما في ظل انتشار رجال الأمن من أبناء الصبيحة ابتداء من الطريق الجنوبي "نقطة العريش" وانتهاء بمدخل المطار من جهة معسكر بدر. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمنية لم تعلق على الاشتباكات العنيفة التي دارت على مدى يومين، في الوقت الذي لم يفد فيه وزير النقل المعين من الفار هادي، عادل الحالمي بأي معلومات حول ما جرى من أحداث مؤسفة بين وحدات أمنية تابعة للسلطات الأمنية. وأفاد "اليمن اليوم" سكان محليون بأن انفجارات عنيفة هزت أرجاء المدينة جراء المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة. من جانبها أصدرت ما تعرف ب"المقاومة الجنوبية في خور مكسر" أمس، توضيحا لما يدور في مطار عدن، نافية أن تكون طرفاً فيها، مشيرة إلى أن الاشتباكات تدور بين ضباط وأفراد من لواء حماية المطار. المساعدات التركية تفجر أزمة ومنعت حراسة محافظ عدن، العميد عيدروس الزبيدي، أمس، وكيل أول المحافظة، أحمد سالمين من دخول مكتبه على خلفية المساعدات التركية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مسئول في محلي المحافظة إن الخلافات تعود إلى قبل أسابيع حيث نشب خلاف بين المحافظ والوكيل "نجل الرئيس الراحل سالمين" أثناء تفريغ سفينة مساعدات تركية في الميناء، مشيراً إلى أن المحافظ ذهب لاستلام الشحنة من الميناء في حين كان الوكيل قد سبقه إلى ذلك بتكليف من الفار هادي وكاد يتطور الخلاف إلى تبادل لإطلاق النار بين مرافقيهما. وأشار المصدر إلى أن سالمين اعتكف في منزله منذ ذلك الحين غير أنه قرر، أمس، العودة لممارسة عمله بعد تدخل وساطات. صراع مناطقي جديد وأصدر الرئيس الفار، أمس، قرارا بإقالة نائب وزير النفط، أحمد باصريح. وأفادت مصادر مطلعة في عدن ل"اليمن اليوم" بأن إقالة باصريح تأتي على خلفية تصادمه مع رجل الأعمال أحمد العيسي. وكان ما يعرف ب"المجلس القبلي العوذلي" أصدر، أمس، بيانا يحذر فيه من استهداف، العيسي، أبرز رموز القبيلة. واعتبر البيان استهداف العيسي بأنه يجر الجنوب إلى مربع الصراع ودائرة العنف، مشيرا إلى أنه لن "يسلم أحد من تداعياتها". وذكر البيان قيادة عدنوالمحافظات الأخرى بأنهم من رفعوا "شعار التسامح والتصالح". وأشار البيان إلى أن العيسي يوفر المشتقات النفطية والمواد الغذائية بدون دفع مستحقاته. وكان محافظ عدن اتهم شركة عرب جلف التابعة للعيسي خلال مؤتمر صحفي برفض تزويد محطات الكهرباء في عدن بالوقود "رغم تسلمه كامل مستحقاته". من جانبهم، أصدر قادة فصائل مسلحة في عدن موالية للمحافظ، بيانا يتهم شركة العيسي بارتكاب ما وصفوه ب"جرائم إبادة ضد الإنسانية في عدن". كما اتهموها بافتعال مشكلة الكهرباء والمياه وانهيار الخدمات وكذا جر "المقاومة" إلى مربع آخر. وتعهد البيان بنشر فساد الشركة. مقتل شاب ونهب محلات صرافة وعثر أهالي في عدن على جثة شاب مصابة بعدة طعنات. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن الجثة تعود لشاب من مودية محافظة أبين يدعى، واقص، مشيرا إلى أن مجهولين اختطفوه قبل يومين من أمام منزله في عدن. كما تعرضت محلات صرافة "الصيفي" للإغلاق بالقوة ونهب بعض فروعها في المديريات من قبل مسلحين يرتدون ملابس رسمية للجيش ومعززين بأطقم ومدرعات، بينما واصلت جماعات أخرى حملات التهجير والترحيل القسري لأبناء المحافظات الشمالية بدوافع مناطقية. كما تواصل انعدام المياه وانقطاع الكهرباء مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في السوق السوداء والمواد الغذائية. من جهة أخرى وفي سياق صراع المرتزقة أجبرت الجماعات السلفية المحسوبة على تنظيم القاعدة، أمس، مالكي مقاهي الإنترنت في عدن على الترويج لتواشيح "القاعدة" وحذف "أناشيد "داعش"، في وقت علق فيه تنظيم "القاعدة" تهديدات سابقة باستهداف الجنود والضباط الجنوبيين، فيما تواصلت الاشتباكات في مطار عدن الدولي لليوم الثاني على التوالي. وأفاد "اليمن اليوم" مصادر أمنية وسكان محليون بأن الجماعات السلفية المحسوبة على القاعدة شنت أمس حملة كبيرة على مقاهي الإنترنت في مديرية المنصورة واحتجزت مالكيها لعدة ساعات، وأخذت تعهدات منهم بحذف كافة الملفات "الدعوية لتنظيم داعش" من سيرفرات الإنترنت واستبدالها بتواشيح وأناشيد تصفها ب"المعتدلة" مع أنها من إنتاج ما يسمون بأنصار الشريعة "القاعدة" أو ما بات يعرف لدى قوات الاحتلال ب"سلفيي الاعتدال". وتشهد عدن من الأسبوع الفائت صراعا سلفيا- سلفيا بين المحسوبين على داعش والمحسوبين على القاعدة. القاعدة تتراجع من جانبه، أعلن تنظيم القاعدة في بيان جديد له تراجعه عن تهديدات أطلقها في وقت سابق باستهداف ضباط وجنود جنوبيين. وأشار التنظيم في بيان نشره على موقعه الرسمي إلى أن إعلانه باستهداف الجنود والضباط على خلفية استهداف عناصره في عدن "كان غير واقعي ولا يستند إلى شرعية". وكان تنظيم القاعدة توعد الشهر الفائت باستهداف كافة الضباط والجنود المشاركين في الحملات الأمنية على رأسهم مدير أمن عدن، شلال شائع ومحافظ المدينة. ومؤخرا ظهر شائع برفقة الوزير المتهم بمولاة التنظيم الإرهابي، هاني بن بريك وهما يقومان بتفقد مؤسسات حكومية تخضع لسيطرة فصائل مسلحة غير محسوبة عليهما.