منذ الغارات الأولى على صنعاء وفي أول تصريح ظهر فيه الرئيس صالح طالب السعودية بأن توقف هذه الغارات لحقن الدم اليمني وحفاظاً على بنيته التحتية. وبعد استمرار السياسة الصبيانية للمملكة قال الرئيس صالح لنظام آل سعود: ستدخلون المستنقع اليمني وسيكون لليمنيين الحق في الرد بالمثل، دفاعاً عن أنفسهم وثأراً من نظامكم.. وحين أسرف صبية آل سعود في القتل والتدمير واستهداف المدنيين، نصحهم الرئيس صالح قائلاً بأن الخارطة ستتغير وأبلغ المعتدين والمتحالفين معهم بأن الموازين ستنقلب.. وفي شهر رمضان طالب الرئيس صالح بحوارٍ يمني سعودي كون النظام السعودي كان المتبني للقتل والتدمير والقصف لمدننا ومساكننا، مؤكداً أن شرذمة الفارين في فنادق الرياض ليسوا سوى أدوات مستخدمه لإقرار الطلعات وأنهم لا يملكون من قرارات الحوار شيئاً.. جاءت القرارات الدولية والعقوبات الأممية وشُدد الحصار ووصلت الأزمات ذروتها، والمجتمع الدولي يقف صامتاً لا يحرك ساكناً.. ولمّا تهاوت المواقع وسقطت المعسكرات وبدأ الرد بالمثل واقتحم الجيش اليمني ولجانه الشعبية التحصينات وتعدوا الخطوط الحدودية وتجاوزوا المناطق الوعرة والجبلية وأُحرقت المدرعات ودُمرت الآليات وقُتل عساكر نظام آل سعود، وحين ظهر الفارون من جندهم والهالكون من عسكرهم وظهر ما كانوا يتحفظون عليه وكُشف الستار عن هزائمهم اليوم.. ها نحن نسمع من لم نكن نعرف إلاّ قلقهم وما سمعنا غير صمتهم، وبعد مرور أكثر من تسعة عشر شهراً على العدوان والقتل والتدمير هاهم القلقون والمتفرجون والصامتون حتى الأمس ينادون اليوم بضرورة الحل السلمي وطرحوا خطتهم التي أسموها "مبادرة" لأن يكون الحل شاملاً "عسكرياً، سياسياً" ومتزامناً بعد أن كان نظام الصبية ومن بعدهم المرتزقة يرفضونه. الإيلام الحقيقي لآل سعود هو الدفع بالمزيد نحو حدودهم التي كبدها الجيش اليمني ومعه كل الشرفاء أعظم الخسائر ولقن المرتزقة فيها دروساً لن تُنسى. اللقاء الذي جمع "جون" ووزراء خارجية الخليج اليوم يوحي بأن المملكة هي الداعية والداعمة والراعية له وهي من طالب بإلحاح واشنطن بنجدتهم، فالألم زاد وسخط أبناء نجد والحجاز تعدى المعقول.. في تصريحات كيري التي ما إن أنهاها حتى بدأ بعض المستنفعين من الصبي ولي ولي العهد انتقادها وإعلان رفضها دلالة تؤكد حقيقة وجود خلافٍ داخلي في أسرة نظام آل سعود وأن جناحين الآن هما المعادلة لذلك، محمد بن نايف ومن إليه يودون إيقاف الحرب خوفاً من أن يضج أبناء الشعب النجدي الحجازي ويُعلنوا عن رفضهم لآل سعود وإنهاء حقبة حكم العائلة، إلى جانب الخلاف الأمريكي السعودي الذي ظهر في خفايا ما صرح به كيري مع التحفظ على إظهار بعض المجاملات الإعلامية بين النظامين والتي بات الجميع يستشعرها في الفترة الزمنية. التآمر الدولي ومخططات الأقطاب وتحالفات المصالح وتحركات القوى الإقليمية تنبئ أن ثمة مؤامرة قد أنجزتها واشنطن للخلاص من إمبراطورية الشرق الأوسط النفطية. ولأن التآمر قذر ومن يتآمرون دوماً لا يمكن لهم التفكير بعواقب تآمراتهم ما دام من مصلحتهم إنجاز ما يسعون له، فقد كان هذا التآمر للخلاص من نظام آل سعود على حساب شعب وثمنه تدمير بلد ولم تكن هنالك دولة جارة لمملكة الشر يمكن لتآمرهم أن يُنفَّذ عبره غير اليمن.. فأصحاب القرار في مجلس الشيوخ الأمريكي يؤمنون بحقيقة أن اليمن مقبرة الغزاة.. هنا يكمن الفارق بين عقلية التآمر الدولي للدول الكبرى وعقلية تآمر "دويلات ودول وممالك وإمارات" تدعي العروبة وتتحدث العربية.. ومن علوم الساعة أن يؤمن الكفرة بحقائق العرب العاربة ويكفر المستعربون بما كان حقاً عليهم أن يؤمنوا به.