قوبلت المجزرة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي بحق أهالي حي الهنود في مدينة الحديدة مساء الأربعاء بإدانات محلية ودولية واسعة، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 138 شهيداً وجريحاً بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى تدمير 14 منزلاً وتضرر أخرى. فيما واصل العدوان أمس غاراته على الحديدة مستهدفاً ب3 غارات مزرعة في منطقة البحاح مديرية باجل. وفي هذا الصدد أدان الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق.. رئيس المؤتمر الشعبي العام، واستنكر بشدة تصاعد أعمال القتل التي يرتكبها نظام آل سعود الإرهابي بحق المواطنين المدنيين. معتبراً هذه الجريمة البربرية "جريمة قصف حي سكني وسط الحديدة" تأتي ضمن مسلسل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام آل سعود المُجرم في عدوانه المتواصل منذ 18 شهراً.. وتؤكد همجية هذا النظام الإرهابي ودمويته وعدم اكتراثه بدماء الأبرياء واستقواءه بالمال واستغلاله تخاذل المجتمع الدولي وصمته وعجزه عن وقف جرائمه بحق الشعب اليمني. وأكد الزعيم أن هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام السعودي وأدواته من المرتزقة والمنتفعين والعناصر الإرهابية لن تسقط بالتقادم وسيلاحق المسئولين عنها في المحاكم المحلية والدولية ويقدمون للمحاكمة باعتبارهم "مجرمي حرب". وتوجه الزعيم علي عبدالله صالح بصادق التعازي والمواساة باسمه شخصياً وباسم قيادات وهيئات وأعضاء وحلفاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام، إلى أسر وأهالي الضحايا الذين سقطوا في هذه الجريمة البشعة وكل جرائم الحرب التي يرتكبها نظام آل سعود المجرم في بلادنا. وفي السياق اعتبر مصدر في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، استهداف طيران نظام آل سعود الإرهابي لحي سكني بمدينة الحديدة، ومنازل المواطنين في صعدة، جرائم حرب وجرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، تمثل انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، وتعكس حالة من الإفلاس والتخبط التي أصيب بها تحالف العدوان السعودي وأدواته في الداخل بعد فشله في تحقيق أي من أهدافه العسكرية، وسقوط كل مخططاته وأوهامه في النيل من صمود الشعب اليمني وصلابة وثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية في كل ميادين المواجهة. إدانة أممية وعلى الصعيد الدولي أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عمليات القصف الجوي المتعددة من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية على مدينة الحديدة.. معرباً عن تعازيه لأسر الضحايا. وقال بان كي مون في بيان نقله مركز أنباء الأممالمتحدة "نذكًر مرة أخرى جميع أطراف النزاع أن تحترم احتراماً كاملاً التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي". الأمين العام للأمم المتحدة والذي كان قد شطب التحالف بقيادة السعودية من القائمة السوداء، جدد دعوته باتخاذ التدابير العاجلة لحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية.. حاثا جميع الأطراف على إعادة الالتزام ببنود وشروط اتفاق العاشر من أبريل لوقف الأعمال العدائية. وشدد بان كي مون على أن الحل السياسي التفاوضي الذي يعالج المخاوف المشروعة لكل الأطراف، هو الحل الوحيد الممكن للصراع.. داعيا إلى إجراء جولة جديدة من مفاوضات السلام، بتيسير من مبعوثه الخاص المعني باليمن. مكتب حقوق الإنسان من جهته أبدى مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان القلق البالغ بشأن الزيادة الحادة في عدد الضحايا المدنيين في اليمن، مؤكداً مسقط مئة وثمانين شخصا وأصابت مئتين وثمانية وستين آخرين في شهر أغسطس آب. سيسيل بويي المتحدثة باسم المكتب قالت إن هذا الرقم يزيد بنسبة 40 % عن أعداد الضحايا في شهر يوليو تموز. وأضافت في مؤتمر صحفي في جنيف: "في ضوء الأعداد المرتفعة للضحايا المدنيين والمعاناة المروعة التي يواجهها السكان، نحث جميع الأطراف على احترام تعهداتها وفق القانون الإنساني الدولي بما في ذلك احترام مبادئ التمييز (بين المقاتلين والمدنيين) والتناسب، واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة. ونعيد تأكيد دعوتنا لتشكيل جهة تحقيق دولية مستقلة." وأشارت المتحدثة إلى زيادة الهجمات على المواقع المدنية، التي يتعين أن تحظى بالحماية، إذ أثرت إحدى وأربعون حادثة على الأقل على منشآت تعليمية وصحية وأسواق وأماكن عبادة ومطارات ومنازل المدنيين خلال الشهر الماضي. وفقا للمتحدثة فقد وقعت آخر تلك الحوادث الأربعاء عندما ضرب قصف جوي منطقة سكنية في بلدة الحديدة مما أسفر عن مقتل ستة وعشرين مدنيا، من بينهم سبعة أطفال، وإصابة 24 آخرين. إلى ذلك طالبت جماعات حقوق إنسانية دولية، في رسالة مشتركة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، بفتح تحقيق دولي مستقل في جرائم الحرب المرتكبة في اليمن، بما في ذلك قتل العديد من المدنيين في غارات جوية شنتها قوات التحالف التي تقودها السعودية. وقالت الرسالة، التي نشرتها منظمة هيومن رايتس ووتش في موقعها الإلكتروني بالانجليزية الخميس الفائت، إن المجلس تجاهل فرصاً حاسمة للتصدي لانتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في اليمن، على مدى الحرب في اليمن. المنظمات الموقعة على الرسالة: المركز الأفريقي لدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان منظمة العفو الدولية المركز الآسيوي للموارد القانونية مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ESOHR - المنظمة الأوروبية- السعودية لحقوق الإنسان الفيدرالية الدولية - الاتحاد الدولي لرابطات DROITS DE L HOMME مركز الخليج لحقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش الخدمة الدولية لحقوق الإنسان منظمة مواطنة لحقوق الإنسان SAORF - الهيئة السعودية للحقوق والحريات. إدانات محلية واسعة وقوبلت تلك الجرائم التي ارتكبها طيران العدوان في الحديدة وصعدة بإدانات محلية واسعة من قبل قيادات الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان السعودي، والمجلس الأعلى لاتحاد منظمات المجتمع المدني وحكومة الأطفال والمجلس الأعلى للقضية التهامية، معتبرين تلك المجازر البشعة، جرائم حرب إبادة جماعية تأتي ضمن سلسلة الجرائم المماثلة والممنهجة التي يمارسها العدوان السعودي منذ أكثر من 18 شهرا بحق اليمن شعبا وأرضا وإمكانيات. ارتفاع حصيلة الضحايا في غضون ذلك ارتفعت حصيلة ضحايا قصف طيران العدوان لحارة إسحاق في حي الهنود بمدينة الحديدة إلى 138 شهيداً وجريحاً. وأفاد "اليمن اليوم" مدير مكتب الصحة بمحافظة الحديدة الدكتور عبدالرحمن جار الله أن الحصيلة النهائية حتى مساء، أمس الجمعة، جراء قصف الطيران المعادي حي الهنود بلغت، 24 شهيداً و114جريحاً بينهم حالات حرجة. وقال ل"اليمن اليوم" مدير العلاقات العامة والإعلام بمستشفى الثورة العام بمدينة الحديدة الدكتور خالد عطية: إن المستشفى استقبل 18 شهيداً.. و73 جريحاً بينهم 23 حالاتهم حرجة ويحتاجون عمليات وتدخل جراحي وعناية مركزة، فيما 50 جريحاً كانت جروحهم وسطية وتم معالجتهم ومن ثم مغادرتهم للمستشفى، لافتاً إلى أن بعض الضحايا فاقوا من غيبوبتهم وخرجوا يبحثون عن بقية أفراد أسرهم وأقاربهم. مصدر أمني ومصادر محلية متطابقة، من جهتها، أفادت "اليمن اليوم" أن الغارة الجوية لطيران العدوان السعودي مساء الأربعاء الموافق 21 سبتمبر الجاري، استهدفت مجلس ومخيم عزاء في أحد المنازل بحارة الشحارية، حيث عزاء النساء كان في المنزل، فيما عزاء الرجال في خيمة نُصبت أمام المنزل، ما أدى إلى سقوط الضحايا وجميعهم مدنيون ومن بين الشهداء أسرة كاملة "أب وزوجته و3 بنات" بالإضافة إلى تدمير 14 منزلاً وتضرر أخرى واقعة في ذات الحي المسمى "حي الهنود" بمديرية الحوك، جنوب مدينة الحديدة. وحصلت "اليمن اليوم" على أسماء 39 حالة من الحالات التي وصلت إلى مستشفى الثورة بينهم 17 شهيداً وشهيدة. وفي تفاعل إنساني كبير توجه عشرات المواطنين من أهالي المدينة إلى مستشفى الثورة العام والمستشفيات الأخرى في الحديدة للتبرع بالدماء لإنقاذ جرحى القصف الجوي تلبية لنداء مستشفى الثورة ومكتب الصحة بالمحافظة. كما عبر أهالي المنطقة عن شكرهم وتقديرهم لجميع الطواقم الطبية والعاملين في مستشفى الثورة العام وفي مقدمتهم رئيس هيئة المستشفى الدكتور خالد سهيل على جهودهم الكبيرة في استقبال ضحايا العدوان وعلاجهم. المحافظ الهيج يزور حي الهنود من جهته اطلع محافظ الحديدة حسن أحمد الهيج على الأضرار وحجم الدمار جراء قصف طيران العدوان السعودي لحي الهنود، والتقى بعدد من أهالي الشهداء والجرحى، ناقلاً إليهم تعازي ومواساة القيادة السياسية وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل. ووجه المحافظ الهيج بصرف 20 مليون ريال من السلطة المحلية بالمحافظة مساعدة لأهالي الشهداء والجرحى الذي استهدفهم قصف طيران العدوان، مكلفاً بتشكيل لجنة برئاسة الوكيل المساعد للمحافظة عبدالله أبكر يماني لحصر الشهداء والجرحى والأضرار في المنازل والمحلات والممتلكات جراء قصف الطيران للمنطقة.