وكالات قال الرئيس السوري بشار الأسد إن روسيا ساعدت في تغيير موازين القوى في سوريا وساهمت في تقليص المساحات التي كانت تستولي عليها العصابات الإرهابية، على عكس التحالف الوهمي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف الأسد : "قبل التدخل الروسي كان ما يسمى بالتحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة أمريكا يوهم المجتمع الدولي بمحاربته للإرهاب وكانت "داعش" و"النصرة" في هذا الوقت تتعاظم قوتهما وكان لديهم الكثير من الموارد المالية بسبب النفط الذي تم تصديره وبيعه في تركيا. ولكن بعد دخول الروس ميدان الحرب بقوتهم الجوية تغير الوضع إلى الأفضل وتم تقليص المساحات التي كان يسيطر عليها الإرهابيون. الحقائق هنا تتكلم عن نفسها". +++ بوتين يصادق على اتفاقية نشر قوات جوية في سوريا بدوره وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس على القانون الخاص بالمصادقة على اتفاقية نشر مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية في أراضي سوريا إلى أجل غير مسمى. وبذلك استكملت روسيا إجراءات المصادقة على الاتفاقية التي وقعت عليها موسكو ودمشق في 26 أغسطس/آب من عام 2015، وهي تنص على نشر مجموعة من القوات الجوية الفضائية الروسية في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية للمشاركة في محاربة الإرهاب. ولا تحدد الاتفاقية أي سقف زمني لتواجد القوات الروسي في أراضي سوريا. وصادق مجلس النواب (الدوما) الروسي على الاتفاقية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، ووافق عليها مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي، يوم ألأربعاء الماضي. يذكر أن الاتفاقية تنص على نشر مجموعة القوات الروسية في سوريا إلى أجل غير مسمى. وفي حال رغب أحد الطرفين في الخروج من الاتفاقية، يتم إيقاف سريانها بعد مرور عام على تقديم هذا الطرف بلاغا رسميا بهذا الشأن. وتنظم الاتفاقية شروط الوجود غير المحدد أمده لمجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية المنتشرة في قاعدة حميميم الجوية، التي تسمح السلطات السورية لروسيا باستخدام كامل بنيتها التحتية وأراضيها بالتنسيق مع الجانب السوري ومن دون مقابل. اجتماع سويسرا بدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس أنه لا يعلق أمالا خاصة على الاجتماع الذي سوف يعقد اليوم السبت في في مدينة لوزان السويسرية بشان سورية. وردا على سؤال لوكالة ايتار تاس، قال لافروف في تصريحات صحفية " ليس لدي أي توقعات خاصة". وأضاف الوزير الروسي "نود أن نعمل بطريقة ملموسة ونرى أولا درجة استعداد شركائنا للاذعان لقرارات مجلس الأمن ". وتابع وزير الخارجية الروسي" سوف نقوم بتحركات ملموسة تعد ضرورية لرؤية تطبيق هذه القرارات(الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ) ،إضافة إلى تطبيق الاتفاقيات الروسية والأمريكية". وأكد لافروف أن الشرط الأساسي لاستئناف نظام وقف إطلاق النار بسوريا هو تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية السورية. ماذا سيحدث لو ضربوا مواقع الجيش السوري؟ وتساءل موقع نشرة "Warrior" الأمريكية المتخصصة في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية الخميس 13 أكتوبر/تشرين أول عما سيحدث إذا هاجمت الولاياتالمتحدة أهدافا للجيش السوري. وأشار الموقع في تقرير بالخصوص إلى أن روسيا أرسلت إلى سوريا مؤخرا بطاريات دفاع جوي صاروخية إضافية، وهددت ضمنيا بأنها ستسقط من دون إنذار مسبق أي طائرة أمريكية أو لقوات التحالف الدولي تحاول ضرب الجيش السوري. وذكر التقرير أن نصب الروس لبطاريات الدفاع الجوي الصاروخي "إس – 300" و"إس 400" يطرح سؤالا جديا حول الإمكانيات العسكرية للولايات المتحدة والتحالف في مواجهة وروسيا. واستشهد التقرير بتصريح للمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف قال فيه :"ستواجه جميع أوهام الهواة حول وجود طائرات غير مرئية واقعا مخيبا للآمال"، مشيرا إلى أن المسؤول العسكري الروسي يقصد طائرات الجيل الخامس (الشبح) الأمريكية من طراز إف – 22، وإف – 35. وعلق الموقع بالقول :"في الوقت الذي تعد فيه الولاياتالمتحدة أعظم قوة جوية في العالم، فإن قدرات أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس – 300"، و"إس – 400" في سوريا تمثل تحديا حقيقيا لقدرة الولاياتالمتحدة على العمل في تلك المنطقة من دون أن يتم إسقاط طائراتها". ونقل التقرير عن إيغور سوتياغين الخبير البريطاني في أنظمة الدفاع الصاروخي والأسلحة الاستراتيجية الروسية تأكيده أن الروس على حق في هذه الحالة على الأقل، مضيفا " كوناشينكوف محق تماما، (طائرات) الشبح كما الخفية مجرد اختراع لهواة وليس مصطلحا تقنيا". إلا أنه من جهة أخرى قال إن بعض القدرات الروسية هي الأخرى تندرج في فئة "التلاعب" لا في فئة "القدرة الصلبة"، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه فيما تقدم أنظمة صواريخ أرض جو الروسية "سام" على أنها متقدمة جدا، إلا أنها تواجه عيوبا حقيقية. وقال سوتياغين إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية صممت لاعتراض أهداف بعيدة تحلق على ارتفاعات قصوى تصل إلى 250 ميلا. وعلى الرغم من أن ذلك يشكل فعلا تهديدا لطائرات الولاياتالمتحدة والتحالف التي تنفذ مهمات في المنطقة إلا أنه يمكن خداع منظومات الدفاع الجوي هذه لأنها غير مثالية في التعامل مع الطائرات والصواريخ التي تحلق على ارتفاعات منخفضة". وذكر الخبير أن تمركز بطاريات الدفاع الجوي بعرباتها على قمة تل يجعلها مكشوفة، ونصبها في واد يحد بشدة لأسباب طبيعية من قدرة رادارها، لافتا في نفس الوقت أنها هدف متحرك يصعب اقتناصه. وأوضح الخبير أن كتيبة دفاع جوي لمنظومة "إس – 300" بحوزتها 32 صاروخا، وهي سوف تطلق ضد 16 هدفا (قد تكون صواريخ كروز) بمعدل صاروخين للهدف لضمان الإصابة، وتساءل لكن ماذا لو كان هناك 50 هدفا؟ سوتياغين قال إن الروس لهذا السبب نشروا بطارية "إس – 300" على الرغم من وجود "إس – 400" الأكثر تطورا متمركزة هناك. ورجّح الخبير أن يكون بإمكان طائرات الشبح "بي – 2"، و"إف -22"، و"إف 35" ضرب مواقع الدفاع الجوي الروسية إلا أنه قال إن ذلك لن يتم من دون قتال، مشيرا إلى أن الصواريخ بعيدة المدى ستكون "أسلحة المواجهة". الخيارات العسكرية الأمريكية وتعطي كل التحركات الأمريكية في الفترة الأخيرة انطباعا بالتمهيد لحرب محدودة في سوريا وحولها لتنفيذ أهداف تكتيكية معينة. وإذا كان الجميع يعلق آمالا واسعة على اجتماع "لوزان" في سويسرا اليوم، فإن هذه الآمال تواجه شكوكا كثيرة عندما نعرف أن هناك خلافات على قائمة الدول التي يجب أن تشارك في هذا اللقاء الذي يراه الكثير من قادة العالم ودبلوماسييه، وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، أنه في غاية الأهمية على خلفية قرقعة الولاياتالمتحدة بالسلاح في أكثر من اتجاه. غير أن المهم هنا هو أن البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعقد الجمعة 14 أكتوبر، اجتماعا لمجلس الأمن القومي حول سوريا، لمراجعة دورية للحملة ضد داعش في العراقوسوريا، ولمناقشة الجهود الجارية للحد من العنف، وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية وتعزيز عملية التحول السياسي في سوريا. أما وسائل الإعلام والتسريبات المعتادة، فهي تتحدث عن خيارات واسعة، من ضمنها العمل العسكري بتوجيه ضربات جوية لقواعد عسكرية سورية ومستودعات ذخيرة ورادارات. ومن الطبيعي أن يعلن أوباما، الذي لم يتبق له سوى 100 يوم فقط في المكتب البيضاوي، عن بعض التصريحات المطاطة. وهو ما يعني أن أوباما يتملص من مسؤولية إعلان حرب صريحة، ليلقي بها إما على المؤسسات العسكرية والأمنية أو على كاهل الرئيس المقبل. الأمر الآخر الذي يرجحه خبراء عسكريون وتقارير، هو أن تواصل الولاياتالمتحدة إمداد جماعات وتنظيمات ومجموعات موالية لها بالأسلحة التي لن تكون تقليدية، وإنما أكثر تطورا، وقد تشمل صواريخ مضادة للطائرات. وهو ما تطالب به المعارضة "المعتدلة" منذ فترة طويلة. وهناك تقارير تتحدث عن أنه قد تم تزويدها فعلا بهذه الأسلحة، وأنها تنتظر اكتمال خطة ما لتتلقى الأوامر بالضرب. ومع ذلك لن تسير الأمور إلا بدعم أمريكي "بشري" مباشر، ربما في صورة "خبراء" أو "مستشارين" أو "مدربين". وهو الأمر القائم والموجود أيضا ولكن يجري التعتيم عليه في انتظار قرارات حاسمة ونهائية. الولاياتالمتحدة تناقش كل الاحتمالات وتستعد لها في نفس الوقت. وتبعث برسائل الإنذارات والتهديدات إلى روسيا، وتمارس ابتزازا من نوعية خاصة على حلفائها الإقليميين من أجل أن يلتزموا بتنفيذ خطوات معينة ستتضح جيدا في حال بدأت الحرب في سوريا، وتحشد الدول الأوروبية من أجل توزيع الأدوار وتقسيم الحصص. ومع كل ذلك تتوالى التحذيرات بتفادي الحرب قدر الإمكان، لأن الأمور لا تخلو من مجازفة ومغامرة في اتجاه حرب أوسع، خاصة وأن روسيا أعلنت صراحة أنها قادرة على حماية قواتها ومعداتها الموجودة في سوريا، وأن أي تهديد لوجودها هناك سيواجه بحسم. على الرغم من أن هناك نسبة كبيرة من أي حرب تتعلق بالمغامرة وبحسابات الخطأ والخسارة، إلا أن علاج الأزمة السورية ب "الحرب"، قد تختلف نتائجه عن نتائج حرب العراق وليبيا في ظل المشاكل القائمة بين تركياوالولاياتالمتحدة من جهة، وبين الأخيرة والسعودية من جهة ثانية، وبين موسكووواشنطن من جهة ثالثة.. وأيضا على خلفية فقدان العديد من البلدان ثقته في الولاياتالمتحدة، وفي توجهاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية. وهذا يعني أن واشنطن ستلجأ إلى مواصلة تسليح المعارضة "المعتدلة" وإخفاء (حماية) حلفائها من الجماعات والتنظيمات المتطرفة، وربما فتح قنوات مع جماعات إرهابية بعينها وفق السيناريوهات الكلاسيكية "المضرة" والتي تم تجريبها في أفغانستان. هذا الافتراض الأخير يمتلك جذورا في الواقع، لأنه يرضي بعض الحلفاء الإقليميين، ويجنِّب الولاياتالمتحدة حربا مباشرة وتدخلا مباشرا في سوريا، ويطيل من أمد الأزمة السورية، وهو الأمر الذي يحقق عددا من الأهداف التكتيكية والإستراتيجية فيما يتعلق بالدول الأوروبية أو بروسيا في مجالات عدة: عسكرية وأمنية ومالية وجيوسياسية، وفي مجال الطاقة أيضا. الخيارات العسكرية المباشرة للولايات المتحدة في سوريا تكاد تكون ضئيلة، ولكن لا يمكن تجاهلها أو حذفها من قائمة التوقعات.