نشر موقع مجلة "the warrior" أمس الأول تقريرا بعنوان معركة القطب الشمالي: الولاياتالمتحدة ضد روسيا، تناول فيه الأوضاع في هذه المنطقة الحساسة والزاخرة بالثروات. وذكر أندرياس كريستين، صاحب التقرير، أن من يتابع التغطية الإعلامية حول منطقة القطب الشمالي، حتى بشكل عابر، يعرف أن معركة تختمر حول "قمة العالم". لافتا إلى أن تغير المناخ وذوبان الغطاء الجليدي في المنطقة قد كشف أراضا وبحارا شاسعة، وفتح الطريق أمام الموارد الطبيعية الوفيرة، لكن دول المنطقة القطبية الشمالية لم تتفق على الكيفية التي ينبغي بموجبها تقاسم تلك الثروات، مضيفا أن قوى معينة تروج لوجود: "سباق في سبيل القطب الشمالي" و"معركة من أجل القطب الشمالي". وأشار كريستين، وهو مسجل قانوني في محكمة استئناف القوات المسلحة الأمريكية، إلى أن هناك اتجاها يقول إن روسيا لها وجود قوي في منطقة القطب الشمالي يزداد بانتظام، للتهويل من الوضع القائم، ودفع الدول الأخرى إلى أن تنقل انتباهها واستثماراتها شمالا. وأضاف في هذا الشأن أن المقارنات المتكررة بين روسياوالولاياتالمتحدة نموذج جيد لمثل هذا السلوك، فهم يقولون أن روسيا لديها أكثر من 40 كاسحة ثلوج، في حين أن لدى الولاياتالمتحدة اثنتين فقط، وفيما رفعت موسكو بشكل واسع من قدراتها العسكرية في منطقة القطب الشمالي تبقى واشنطن في حالة ركود نسبي، وبالتالي إذا لم تندفع الولاياتالمتحدة إلى المنطقة، ستفوز روسيا بالثروات فيما هي تتفرج !. وقال الكاتب أن كل هذا التخويف وقرع طبول الحرب مضلل، إذ إن 5 من الدول التي لها سواحل في المنطقة القطبية الشمالية ومصالح متناقضة ونزاعات قضائية أعلنت عام 2008 عن التزامها بتسوية نزاعاتها بطريقة سلمية وفقا للقانون الدولي من خلال وثيقة تسمى إعلان "إيلوليسات". وعدد الكاتب أمثلة أخرى في هذا السياق منها أن دول القطب الشمالي تنظم دوريا بعثات مسح مشتركة لتحديد جرفها القاري، وتوصلت روسيا والنرويج عام 2010 إلى اتفاق بشأن الحدود بين جرفيهما القاريين في منطقة بحر بارنتس، وفي العام الماضي وقع خفر السواحل لثماني دول في المنطقة، وهي روسياوكندا والدنمارك وفنلندا وايسلندا والنرويج والسويد والولاياتالمتحدة، على اتفاقية تعاون في مجال تبادل المعلومات والعمليات المشتركة، والأهم أن هذه الدول الثماني كانت أنشأت عام 1996 "مجلس القطب الشمالي" كمنتدى تتخذ من خلاله قرارات مشتركة بشأن حماية البيئة والتنمية المستدامة في المنطقة. وخلص الكاتب إلى أنه على الرغم من اتساع هذا التعاون، إلا أن ذلك لا ينفي أن معركة في القطب الشمالي لا تزال جارية، ولكن لا تستخدم فيها الجيوش، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود ما يعكس توجه خطر، كما في تصريح رئيس وزراء كندا السابق ستيفن هاربر الذي أشار فيه إلى مبادرة عسكرية جديدة موجهة للقطب الشمالي، قائلا:" يوجد لدى كندا خيار حين يتعلق الأمر بالدفاع عن سيادتها على القطب الشمالي، إما أن نستخدمه أو نخسره".