عادت الفوضى مجدداً، أمس، إلى مدينة تعز، مركز المحافظة، جراء قيام حزب الإصلاح بالدفع بمجاميع من عناصره وآخرين موالين له من تنظيم القاعدة إلى شوارع المدينة بالدبابات والأطقم العسكرية للتظاهر وسط المدينة وإثارة الرعب بين الأهالي بحجة المطالبة بضمهم إلى قوام الجيش الموالي للعدوان، ومن جهة أخرى واصل الجيش واللجان الشعبية بإسناد من متطوعي القبائل عملياتهم العسكرية ضد المرتزقة في عدد من الجبهات بذات المحافظة وأخرى واقعة على شريط الحدود الإدارية مع محافظة لحج. مصادر محلية متطابقة أفادت "اليمن اليوم" أن العشرات من المسلحين فيما يعرف ب"كتائب التوحيد" المنشقة عن سلفيي أبو العباس بقيادة "أبو الصدوق" وآخرين مما يسمى ب"لواء الحمزة" الذي أسسه القيادي في حزب الإصلاح حمود المخلافي باسم نجله حمزة، خرجوا، أمس، في مظاهرات بالدبابات والأطقم العسكرية بشارع جمال، وسط مدينة تعز، مطالبين بتغيير اللواء خالد فاضل المعين من قبل الفار هادي قائداً لمحور تعز العسكري، وضمهم لقوام الجيش الموالي للعدوان السعودي. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين قطعوا شارع جمال ومنعوا حركة السير بشكل كامل وإطلاق نار عشوائي في الهواء متسببين بإثارة الرعب بين المواطنين وإغلاق المحال التجارية والمدارس الواقعة في نطاق الشارع، كما قاموا بالتجمع أمام مبنى شركة النفط والمقر المؤقت للمحافظ المعين من قبل الفار هادي "علي المعمري" ومحاصرة مكتب خالد فاضل، المعين أيضا من قبل الفار هادي قائداً لمحور تعز العسكري، وتوجيه ماسورة الدبابة نحو المكتب الذي يجاور مبنى مقر حزب الإصلاح قبالة مبنى شركة النفط. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإقالة فاضل، وعلاج الجرحى، وضم عناصر أبو الصدوق ولواء الحمزة إلى قوام الجيش الذي يجري إعداده برعاية سعودية وإماراتية. ونشر ناشطون موالون للعدوان مقاطع فيديو لقائد "كتائب التوحيد" أبو الصدوق وهو يتقدم المتظاهرين ويطالب بترقيم عناصره الذين قال إن عددهم 800 فرد وعدهم حلف العدوان والفار هادي بضمهم إلى ما يسمى (اللواء 170 دفاع جوي). ووصف أبو الصدوق تلك الوعود بالكاذبة، لافتاً إلى أنه بالإضافة إلى ذلك تم توقيف مخصصاتهم من التغذية والذخيرة. وقال إن "الشرعية" -حسب توصيفه- تنكرت لدوره هو ورجاله ولم يتم الالتفات إلى الجرحى من عناصره منذ أكثر من عام ونصف العام. وأبو الصدوق هو أحد السلفيين الذين تكونوا تحت فصيل "كتائب أبو العباس" وكان أبو الصدوق نائباً لأبو العباس، ويده اليمنى، عندما كان حلف العدوان يتعامل مباشرة مع حزب الإصلاح بداية العدوان ممثلاً بحمود المخلافي وصادق سرحان، وبعد أن تحول الاهتمام السعودي الإماراتي إلى أبو العباس وتم إهمال المخلافي، قام الأخير بالتنسيق مع دولة قطر لإفشال مشروع السعودية والإمارات والمتمثل بتمكين السلفيين من تعز، وذلك عبر ضرب السلفيين من الداخل وفعلاً نجح المخطط بإقناع أبو الصدوق بالانشقاق عن أبو العباس وتكوين فصيل مستقل يدعى "كتائب التوحيد" بدعم من قطر. وتكون هذا الفصيل بداية الأمر من 400 عنصر تم تهريبهم من سجن تعز المركزي أواخر يوليو 2015م وتكفل المخلافي وقطر بتسليحهم وبعد ذلك قاموا بضم عناصر من القاعدة وداعش واستقطاب آخرين من كتائب أبو العباس. أما "لواء الحمزة" فقد تم تشكيله من قبل حمود المخلافي ويحمل اسم نجله "حمزة" الذي يتولى قيادة هذا اللواء، ويضم في صفوفه فارين من السجن المركزي وآخرين من عناصر الإصلاح. وبتاريخ 13 أكتوبر الماضي أصدر الفار هادي قراراً بإعادة تشكيل اللواء 170 دفاع جوي وتعيين حمزة حمود المخلافي أركان حرب اللواء ومنحه رتبة عقيد. وشهدت مدينة تعز مطلع ديسمبر الجاري، تظاهرات لمجاميع من المسلحين فيما يعرف ب"المقاومة" والذين كانوا يقاتلون في منطقة الشقب بجبل صبر، طالب فيها المسلحون بضمهم إلى قوام اللواء 22 مدرع، متهمين العميد الإصلاحي صادق سرحان وعارف جامل، بالاستحواذ على 3700 استمارة تجنيد ومنحها لعناصر من القاعدة وآخرين من حزب الإصلاح. جرائم العملاء من جهة أخرى وفي سياق الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون من قبل مسلحي فصائل عملاء ومرتزقة العدوان السعودي في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بمدينة تعز، أقدم مسلحون من سلفيي أبو العباس على اختطاف أحد المواطنين مع سيارته واقتياده إلى معتقل تابع للسلفيين. وذكرت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" أن مسلحي أبو العباس اختطفوا مواطنا يدعى (أكرم الأبارة) الذي يعمل سائق سيارة دينا تابعة لأحد المصانع الخاصة، وذلك أثناء مروره بالدينا من نقطة الهنجر في منفذ الضباب، غرب المدينة، مشيرة إلى أن المسلحين اقتادوا الأبارة إلى سجن قيادة الجبهة الشرقية التابعة لكتائب أبو العباس والتحقيق معه بتهمة "الانتماء للحوثيين". وطبقاً للمصادر فإن أساس تلك التهمة تعود إلى عثور المسلحين على زوامل صادرة عن أنصار الله في تلفون الأبارة. ويقبع الكثير من المواطنين أمثال الأبارة في سجون الفصائل الموالية للعدوان بمدينة تعز، التي حولتها الفصائل إلى معتقلات وسجون لمناهضيهم. تطورات المعارك ميدانياً تواصلت، أمس، المعارك بين الجيش واللجان بإسناد من متطوعي القبائل وبين مرتزقة العدوان السعودي في عدد من الجبهات بمحافظة تعز وشريط الحدود الإدارية مع محافظة لحج. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية متطابقة أن الجيش واللجان تصدوا في وقت متأخر من مساء أمس الأول لمحاولات تقدم عناصر القاعدة والسلفيين والفصائل الأخرى الموالية للعدوان في الكمب ونحو تبة المكلكل وحي بازرعة شرق مدينة تعز، ودارت معارك عنيفة تكللت بخسائر للمرتزقة في الأرواح والعتاد بينهم عنصران تم قنصهما لحظة التسلل نحو تبة المكلكل. وفي الجبهة الشمالية الغربية "جبهة موقع الدفاع الجوي" قصف الجيش واللجان بقذائف المدفعية تجمعات لمرتزقة العدوان في محيط الدفاع الجوي لحظة إعدادهم للزحف نحو مواقع الجيش واللجان شمال الدفاع الجوي. وأكدت المصادر أن القصف حقق أهدافه بدقة وكبد المرتزقة قتلى وجرحى في صفوفهم وأفشل زحفهم. كما تجددت المواجهات بشكل متقطع بين في جبهات الأقروض بمديرية المسراخ وجبهات مديرية الصلو، ليل أمس الأول، بالتزامن مع غارة لطيران العدوان استهدفت مفرق الصلو دون الإشارة إلى وقوع ضحايا. وتمكنت القوة الصاروخية للجيش واللجان مساء أمس الأول من استهداف تجمعات للمرتزقة شمال مدينة كرش بمديرية القبيطة الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج، موقعة فيهم قتلى وجرحى. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا أمس الأول من تدمير وإحراق دبابة وآلية عسكرية للمرتزقة في حدائق الصالح المطلة على وادي الضباب، غرب مدينة تعز.