أثار طيران العدو السعودي الرعب لدى سكان مدينة نجران أمس بفتحه حاجز الصوت وغاراته المكثفة على الأحياء الغربية للمدينة -مركز الإمارة- وبمشاركة الأباتشي، فيما واصل أبطال قواتنا المسلحة تمشيط مواقع النسق الدفاعي الأخير للعدو في محيط المدينة التي شهدت موجة نزوح جديدة للأهالي. وقال مصدر عسكري ل "اليمن اليوم" إن وحدات متخصصة من الجيش متدربة تدريباً عالياً وبمساندة اللجان الشعبية ومتطوعي القبائل، نفذت في وقت متأخر من مساء أمس الأول عمليات نوعية واسعة على مواقع العدو المطلة على الأحياء الغربية، والجنوبية الغربية لمدينة نجران وتحديداً حي سقام. وأوضح المصدر أن معارك عنيفة استمرت حتى الصباح كبدت قوات العدو خسائر فادحة في الأرواح والآليات، وكسرت في الوقت نفسه محاولات العدو المستميتة إعادة التمركز في مواقعه السابقة بجبل سقام والطلعة وما جاورهما. وفي اعتراف باحتدام المعارك في أطراف المدينة وتهاوي النسق الدفاعي الأخير للقوات السعودية في محيط المدينة، قالت صحيفة (نجران اليوم) على موقعها إن القوات السعودية خاضت معارك عنيفة بالمدفعية والطيران لصد تسلل (مليشيات الحوثي وقوات صالح) -حسب توصيفها- في الأحياء الغربية لنجران. وقالت ذات الصحيفة على لسان مصدر عسكري إن القوات السعودية وبمشاركة القوات الإماراتية كبدت عناصر العدو اليمني خسائر فادحة إثر محاولتهم الهجوم على جبل يطل على حي سقام. وزعمت أن مقذوفات عسكرية يمنية سقطت على حي القعصوم السكني، وأن ذلك تأكيد واضح من قبل مليشيات الحوثي وقوات صالح باستهداف المدنيين، حسب توصفها وزعمها. وفي خبر لاحق، قالت (نجران اليوم) على موقعها وصحيفة (سبق) الإلكترونية السعودية إن القوات السعودية وبمشاركة القوات الإماراتية نجحت في صد هجوم (مليشيات الحوثي وقوات صالح) وأن طيران التحالف باغت المليشيات بضربات جوية ساحقة على حدود نجران. وأضافت وسائل إعلام العدو أن طيران التحالف اخترق حاجز الصوت فوق نجران وأن طيران الأباتشي أصاب أهداف معادية. وفي محاولة تطمين أهالي مدينة نجران الذين أجبر الكثير منهم على النزوح، نقلت وسائل إعلام العدو على لسان مصدر عسكري قوله "إن الأصوات القوية هي اختراق طيران وفتح حاجز الصوت". وفي قطاع جيزان، لقي 4 جنود سعوديين أمس مصرعهم بقذائف صاروخية على موقع الكرس، ووثقت عدسة الإعلام الحربي مشاهد العملية وسيتم بثها في وقت لاحق. فيما استهدفت المدفعية بعشرات القذائف تجمعات عسكرية سعودية في جبل الدخان ومواقع المعنق بمحافظة الحرث (الخوبة). وفي قطاع عسير، استهدفت مدفعية الجيش واللجان تجمعات لجيش العدو في منفذ علب والشبكة وملطة محققة إصابات مباشرة، فيما شن طيران العدو غارة على مدينة الربوعة. احتدام المعارك وتوغلها في عمق العدو، وتحديداً في محيط مدينة نجران –مركز إمارة نجران- لم يعد خافياً على أحد، ولم يعد بمقدور السلطات السعودية إخفاؤها. معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، أكد في تقرير حديث له نشرته "اليمن اليوم" في عددها الصادر أمس أن "معارك الحدود قد تغير حسابات السعودية في حربها على اليمن". وقال: "القتلى والأضرار التي لحقت وتلحق بالسعودية في نجران وجيزان وعسير أمر مقلق قد تبدل حسابات الرياض، سيما أن الصواريخ التي تطلق على البلدات الحدودية مصدر الخطر الأكبر إذ لا يمكن لبطاريات (باتريوت) اعتراضها". وأضاف التقرير: "لا يمكن فعلياً مقارنة تداعيات الحرب في جنوب السعودية بالكوارث الإنسانية التي حلت باليمن، لكن الهجمات عبر الحدود، وقد غيرت بشكل كبير نمط الحياة في المدن والقرى السعودية، وتعتبر الأصوات المتكررة للأعيرة النارية والطائرات بمثابة تذكير بالخطر الفعلي للغاية الذي تمثله أعمال العنف". وفي موازاة ذلك، تم إجلاء آلاف السكان من البلدات الحدودية على طول الجانب الجنوبي الغربي لإنشاء منطقة عازلة، بحسب معهد واشنطن.