استكمل تنظيما القاعدة وداعش السيطرة على كامل محافظة أبين، فيما واصلت بوارج وطائرات حربية أمريكية، قصف مواقع لعناصر تنظيم القاعدة في أبين، لليوم الثالث على التوالي، بينما نشر التنظيم قادته في عدن بعد استكماله السيطرة على خط عدن – أبين ومناطق واسعة من المحافظة، لتأمين عملية تنقلاتهم تفاديا لأي هجوم أو إنزال بري محتمل. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن البوارج الحربية استهدفت بالصواريخ منطقتي الخبر وموجان الساحليتين بعد نصب عناصر القاعدة نقاط تفتيش وتمركزهم في مرتفعات مطلة على الشريط الساحلي لأبين، وشنت الطائرات غارات جوية على نقاط للقاعدة وداعش في شقرة ولودر. وكانت البوارج الحربية المرابطة حاليا بمحاذاة ساحل أبين استهدفت اليومين الماضيين سلسلة جبال المراقشة، مما أجبر القاعدة وداعش على الدفع بعناصرهما إلى نقاط ومراكز تطل على الساحل، واستكمال سيطرتهما على محافظة أبين، ونشر نقاط تفتيش وصولا إلى منطقة العلم في عدن. كما فجّرا مركزي أمن في لودر وشقرة، كانت ما تسمى (الحزم الأمني) تتمركز فيهما. وقالت مصادر قبلية في أبين ل "اليمن اليوم" إن القاعدة وداعش نشرا نقاطهما في بعض المديريات، بينما اكتفيا في بعض المناطق، خصوصا الوسطى، بالاتفاق مع شيوخ قبائل متعاطفين معهما على تأمين مرور عناصرهما داخل القرى، ونشر نقاط على مداخل المديريات والخطوط الطويلة. وأبلغ التنظيمان شيوخ القبائل في أبين بأن انتشار عناصرهما يهدف فقط ل "تفادي الضربات الجوية" أو أية عملية إنزال جوي كما حدث في البيضاء، وأنهما لن يتمركزا داخل الأحياء السكنية تفاديا للقصف. وأكدت المصادر أن محافظة أبين باتت تحت سيطرة كاملة لتنظيمي القاعدة وداعش عدا مدينة خنفر التي تسيطر عليها كتائب عبداللطيف السيد، كما أفادت ببدء تنظيم "داعش" في زنجبار ضخ مئات الملايين من الريالات لشراء ولاءات قبلية في محيط زنجبار. البحث عن حمزة بن لادن مصادر أمنية في عدن كشفت ل "اليمن اليوم" عن وساطة يقودها قادة فصائل سلفية موالية للإمارات، بهدف وقف القصف على معاقل القاعدة في أبين، مشيرة إلى أن تلك القيادات تواصلت خلال الساعات الماضية مع شيوخ قبائل موالية للقاعدة في أبين، وأبلغتهم بأن الأمريكيين لا ينوون تنفيذ أية عملية إنزال مماثلة لتلك التي في البيضاء. وأفادت المصادر بأن حديث لجنة الوساطة وشيوخ القبائل دار حول بحث الأمريكيين عن مطلوب سعودي خطير يعتقد بأنه متواجد في أبين ويسعى لإعادة تنشيط التنظيم بقوة في اليمن". ورجحت المصادر أن يكون المطلوب للأمريكيين "حمزة بن لادن" الذي وضعته الولاياتالمتحدة في الخامس من يناير من العام الجاري على لائحتها السوداء للمطلوبين في قضايا إرهاب. كما أشارت إلى أن عملية الإنزال المظلي في البيضاء كانت تهدف للقبض على بن لادن، لكن لم يتم العثور عليه هناك. وكان زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، عين في أغسطس من العام 2014، حمزة بن لادن عضوا في الهيئة العليا لتنظيم القاعدة، وأعقبها نشر بن لادن رسالة صوتية لعناصر التنظيم يطالبهم بتكثيف الهجمات ضد المصالح الأمريكية. وتخشى الولاياتالمتحدة من صعود بن لادن إلى قيادة التنظيم خلفا لوالده الذي قتلته القوات الأمريكية في العام 2011 بعملية إنزال مظلي استهدفت منزلا يقطنه وأسرته في باكستان. وأكد أحمد غالب الرهوي، وكيل محافظة أبين سيطرة تنظيمي القاعدة وداعش على كامل المحافظة، وصولاً إلى منطقة العلم في عدن، كما أكد أن نفوذ التنظيمين في عدن لا يقل عن نفوذهما في أبين. وأوضح الرهوي في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" مساء أمس أن التنظيمين الإرهابيين القاعدة وداعش يسيطران أصلاً على أبين منذ وقوع المحافظة تحت قبضة تحالف الاحتلال السعودي-الإماراتي في أغسطس 2015م، وأن ما حصل الآن هو انهيار الاتفاق المبرم بين تحالف الاحتلال وحكومة الفار هادي من جهة، والقاعدة داعش من جهة أخرى، المبرم في أغسطس 2016م والذي قضى بانسحاب صوري للتنظيمين من المرافق الحكومية، لتخفيف الضغط الدولي. وأضاف الرهوي أن الاتفاق المشار إليه ورغم تسليم القاعدة وداعش للمباني الحكومية، إلا أنه قدم وقتذاك خدمات جليلة للتنظيمين، حيث ضمن لهما سحب كامل العتاد الثقيل والمتوسط المقدم دعماً لما تسمى (المقاومة والجيش الوطني) إلى معسكرات معروفة للتنظيمين، وأهمها (معسكر الوليدي في مودية، معسكر حلحلة بين أبين ولحج، ومعسكري المراقشة وحطاط في خنفر، ومعسكر الوضيع، ومعسكر تاران في لودر) فضلاً عن المواقع العسكرية المنتشرة في محيط مدينتي زنجبار –مركز المحافظة- ولودر، حيث كان ذلك ضمن بنود الاتفاق. الرهوي أكد أيضاً تورط مسؤولين في حكومة الفار من أبناء أبين، وقال إن "محمد الشدادي هو مسؤول التموين والإمداد لعناصر التنظيمات الإرهابية في خنفر وزنجبار (دلتا أبين)، وأن حسين عرب مسؤول التموين لعناصر التنظيمات الإرهابية التي في عدن من أبناء أبين، فيما يتولى أحمد الميسري الإمداد في مودية". كما أكد أن عبدالله الفضلي المعين من قبل الفار هادي مديراً لأمن أبين، هو أيضاً قيادي بارز في تنظيم القاعدة (من أبناء الوضيع مسقط رأس الفار هادي)، وأن تعيينه في هذا المنصب ومنحه رتبة عميد ركن كان ضمن الاتفاق المشار إليه. وقال الرهوي في ختام تصريحه ل "اليمن اليوم" إن ما حصل في أبين أغسطس الماضي حصل أيضاً في عدن ولحج، وأن انسحاب القاعدة وداعش كان صورياً من المرافق الحكومية إلى المعسكرات، مؤكداً أن السيطرة الفعلية والسلطة هي بيد التنظيمين الإرهابيين. تورط قيادات الفار وكشفت مصادر قبلية في أبين ل "اليمن اليوم" تورط مسئولين في حكومة الفار هادي بتسليم أبين للقاعدة وداعش، مشيرة إلى أن الهدف من نشر التنظيمين كان طرد كتائب من الضالع ولحج تمركزت خلال الفترة الماضية في عدة مناطق على مداخل المحافظة، وأبرزها جبل يسوف وعكد. وأشارت المصادر إلى أن عبد الطيف السيد- قائد مليشيات الفار في أبين- نفذ أمس الأول زيارة شملت مديريات المناطق الوسطى في المحافظة والساحلية، أبرزها لودر وخنفر، مشيرة إلى أن قبائل تلك المديريات أبلغت – بعد اللقاء- مليشيات "الحزم الأمني" – الموالية للإمارات بأن عليها مغادرة أبين في أقرب فرصة، وأن وجودها غير مرحب به، وستكون هدفا لمسلحي القاعدة. وبررت تلك القبائل مطالبها على اعتبار أن وجود مرتزقة الإمارات في تلك المناطق سيعرض أهالي تلك المناطق لهجمات تنظيم القاعدة. وقد انسحبت كتائب من الضالع ولحج شكلتها الإمارات قبل شهر باسم "محاربة القاعدة في أبين، وذلك بعد مقتل 6 منهم وإصابة 8 آخرين بهجوم على قافلة ل "الحزم الأمني" أثناء ما كانت تهم بالمغادرة من منطقة العين بعد انسحابها من جبال يسوف وعكد ولودر. وأشارت المصادر إلى أن طرد "مليشيات الإمارات" من أبين كان ردا على احتجاز الإمارات لوزير داخلية الفار، حسين عرب منذ أيام. في ذات السياق، وجه الفار من منفاه في الرياض بنشر من قام بتجنيدهم من عناصر القاعدة في جبلي يسوف وعكد بصورة رسمية، واشترط الفار أن تكون تلك العناصر تحت قيادة "الخضر الشاجري- أحد قادة مليشياته. وكان الفار شارك مباشرة بحصار مليشيات "الحزم الأمني"، وفقا لمصادر رفيعة قالت بأنه وجه خلال خروج الحملة بعدم صرف تغذية لعناصر تلك المليشيات وعدم صرف رواتبهم. قادة مليشيات الفار تتقاطر.. والضالع تتوعد وعاد إلى عدن، أمس، اثنان من قادة الفصائل المسلحة الموالية للفار "سليمان الزامكي، فهد مشبق". وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن تلك القيادات قطعت إجازتها في الخارج وعادت لتقود فصائلها مع تصاعد المخاطر في عدن. وشن ناشطون في الحراك الجنوبي هجمات على القيادات العائدة بمساعيها لمساعدة تنظيم "القاعدة"، بينما قال القيادي في المليشيات السلفية المتطرفة "أبو همام اليافعي" – رئيس ما يسمى بمجلس المقاومة الجنوبية- بأن ربط بعض القيادات بالتنظيمات المتطرفة هدفه "تصفيتهم".