دانيال ماك آدامز/ مدير معهد "رون بول" للسلام بعد وقت قصير من عملية الكوماندوز التي أذن بها الرئيس ترامب ضد تنظيم القاعدة في اليمن، أعلنت وسائل الإعلام الرئيسة متبجحة بقيادة "فوكس نيوز" –شبكة إخبارية أمريكية مقربة من ترامب- عن "كنز" عظيم من المعلومات الاستخباراتية التي تم الاستيلاء عليها في العملية التي وصفتها البنتاغون بالناجحة. الإعلان الأولي عن الانتصار "العظيم" مهد لنا الطريق إلى واقع أكثر قتامة: مقتل جندي أميركي، وتبديد الملايين من الدولارات جراء تدمير الطائرة المهاجمة، ومقتل عشر نساء وأطفال أبرياء على الأقل، العملية العسكرية فشلت قبل الهجوم، العملية جرت دون معلومات مخابرات كافية أو دعم بري أو تجهيزات مساندة كافية، وهلم جرا. والأسوأ من ذلك، أن العملية لم تكن على معسكر لتنظيم القاعدة كما ادعت القيادة المركزية ولكن على قرية نائية. وكما استنتجت التلغراف البريطانية، معلومات من مسؤولين عسكريين أمريكيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، وجماعات حقوق إنسان بالإضافة إلى مصادر على الأرض، الذين قدموا صورا مختلفة ومتناقضة تماما على ما ادعته البنتاغون، بأن الهجوم كان على معسكر للتنظيم، والواقع كان الهجوم على قرية نائية وسط البلاد. وأضافت المصادر للصحيفة، أن "مقر" تنظيم القاعدة منزل وسط منازل أخرى مكتظة في القرية. وبخصوص ادعاء البنتاغون –وزارة الدفاع الأمريكية- أنه اشتبك مع نساء كن من بين مقاتلي التنظيم، قالت المصادر السابقة للصحيفة –التلغراف البريطاني- إن السكان كانوا مذعورين من عملية الكوماندوز المباغتة، ما جعلهم يطلقون النار في الليل في حالة من الذعر. ولكن ماذا عن ذلك "الكنز الدفين" من الاستخبارات؟ واجهت الإدارة الأمريكية ضغوطا متزايدة بشأن الغارة الفاشلة. الأسوأ من ذلك كله أن وزارة الدفاع الأمريكية نشرت في وقت سابق الجمعة شريطا مصورا قديما لمتطرفين يعود إلى 2007، قامت ببثه كدليل على أن عملية عسكرية برية شنتها القوات الخاصة الأمريكية الأسبوع الماضي في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء وسط اليمن، حققت نجاحا في جهود مكافحة الإرهاب. ولكنها سحبته خلال عدة ساعات عندما بدأت تثور تساؤلات بشأن عمر الشريط. ولذلك، وبدلا من كل تلك الخسائر التي كلفت الإدارة من خلال عمليتها الفاشلة والتي كلفت جنديا أمريكيا و3 جرحى من قوات النخبة، وتدمير طائرة بملايين الدولارات، فضلا عن إزهاق عشرات الأرواح البرية، كان من الممكن أن يتم جلب هذه المعلومات القيمة من جهاز كمبيوتر محمول على موقع يوتيوب. لكن التدخل الأميركي فكرة سيئة، ولا يجلب سوى نتائج كارثية. وبهذا، نأمل من إدارة ترامب الناشئة أن تتعلم من نكساتها، وتتراجع فورا عن التصرفات العدوانية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط. المصدر/ صحيفة "Anti War" الإلكترونية الأمريكية