دخلت الاحتجاجات في عدن، أمس، مرحلة العصيان المدني الجزئي، في ظل استمرار أزمات الوقود والرواتب والكهرباء وصراعات متصاعدة بين أقطاب الاحتلال ومرتزقته. وخلت شوارع المدينة من الحركة اليومية المعتادة، بينما شوهدت طوابير طويلة أمام محطات الوقود وسط إطلاق نار وإشعال للنيران احتجاجا على عدم توفر البنزين. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن محلات تجارية ومؤسسات حكومية ومنشآت خاصة أغلقت أبوابها بعد دعوة ناشطين وشخصيات اجتماعية وسياسية في المدينة لتنفيذ عصيان مدني، مشيرة إلى أن محتجين واصلوا أيضا قطع الشوارع وإحراق الإطارات مما حدا بالأهالي إلى مغادرة منازلهم خشية الاضطرابات المستمرة منذ أيام في المدينة. ويطالب المحتجون بتوفير الكهرباء والمرتبات والوقود وخدمات البني التحتية الأخرى، كما رددوا هتافات تطالب برحيل حكومة الفار. وكانت عدن شهدت أمس الأول أعمال شغب من قبل محتجين حيث أشعلوا الإطارات لقطع الشوارع الرئيسية الأمر الذي شل الحركة من الصباح حتى الظهر. في سياق متصل، بدأت قوى في الحراك الجنوبي – تيار الطغمة، أمس، تحضيرات لفعالية "طي الفار" بذكرى تنصيبه. وشهدت مديرية كريتر- حيث تقيم حكومة الفار- أمس، مهرجان للحراك الجنوبي، دعا خلاله لمشاركة واسعة بفعالية يعد لإقامتها في عدن في ال21 من فبراير . وقال القيادي في الحراك الجنوبي، جمال مطلق، في الفعالية إنهم لم يعودوا يعترفون بما أسماها "الشرعية" واصفاً إياها بالانتهازية والفاشلة. وتضغط الإمارات عبر مرتزقتها في الحراك الجنوبي على حكومة الفار عقب تقاربها مع قطر، والتي باتت ترى فيها مهددا لمصالحها في المدينة. الميناء والمطار وتأتي أزمة الوقود في ظل تصاعد الصراعات بين حكومة الفار مسنودة بمليشيات وفصائل موالية للسعودية وسلطة الحراك المسنودة إماراتيا حيث تسعى حكومة الفار استعادة الميناء والمطار من شركات إماراتية لصالح أخرى قطرية. وكشفت مصادر حكومية في عدن ل"اليمن اليوم" عن استعداد حكومة الفار لإعلان قرارات تعيين في ميناء المنطقة الحرة بدلا للإدارة الحالية المحسوبة على سلطة الحراك. وكانت حكومة بن دغر وجهت الأسبوع الماضي بتخفيض رسوم الجمارك في الميناء في مساعٍ للضغط على الشركة الإماراتية المشغلة، والتي تفرض رسوم مرتفعة على البضائع، وزاد إغلاق العدوان لميناء الحديدة من حدة الصراع على الميناء حيث تسعى حكومة الفار تسليمه لشركة تركية لصالح قطر. في ذات السياق، أعلنت حكومة الفار، أمس، مناقصة خاصة بمطار عدن الدولي في محاولة ثانية خلال أسبوع لأخذه من الشركة الإماراتية المشغلة. ووفقا للإعلان فإن المناقصة مخصصة لسفلتة مدرجات المطار غير أن إقرار الإعلان جاء هذه المرة بحضور قائد فصيل مسلح موالٍ للفار، سلمان الزامكي، والذي تعول عليه حكومة الفار- كما يبدو. والزامكي عاد مؤخراً من الرياض وسط اتهامات من الحراك الجنوبي بتبعيته للقاعدة. ((في إطار)) مرتزق يشعل النار في جسده وأقدم أحد مرتزقة الإمارات -الجرحى في الهند- أمس، على إشعال النار بجسده بينما أعلن بقية الجرحى إضرابهم عن الطعام بعد تخليها عنهم. وقال بيان صادر عن جرحى المرتزقة ممن يتلقون العلاج على نفقة الإمارات في الهند –نشرته مواقع الحراك الجنوبي- أنهم قرروا البدء الإضراب عن الطعام احتجاجا على تدهور أوضاعهم وتجاهل المسئولين لمعانتهم، مشيرين في بيان لهم إلى أن أحدهم أشعل النار بجسده وإصابته خطيرة بالرغم من تمكن أصدقائه من إخماد النيران. وتفاقمت معاناة جرحى المرتزقة خلال الفترة الأخيرة، إذ تعرضوا لاعتداءات متكررة من قبل عصابات، إضافة إلى طردهم من مقر إقامتهم في مدينة بونا ومصادرة جوازات وثائقهم الشخصية. وتلك الإجراءات تصاعدت بعد إعلان الإمارات إنشاء مركز في عدن خاص بعلاج الجرحى، يشرف عليه قائد مرتزقتها في عدن هاني بن بريك.