يطلق على الواحد منرجال الدين الكبار لقب شيخ، والشايب يسمى شيخا وكبير القوم شيخا، ولكن ما لا أقدرعلى بلعه هو"شيخ الإسلام"، إذ لو كان لا بد من المشيخة في الإسلام ،فالإسلام هو شيخ رجال الدين كلهم وليسوا هم شيوخه..ولكن ما العجيب إذا كان لا أحديحتج على الذين صاروا أئمة القرآن وشيوخه.. شيخ صار يقود القرآن وراءه يحمله مايريده هو بعد أن كان القرآن هو إمام الشيخان وإمام الجميع.. قبلنابشيخ القبيلة وشيخ الضمان وشيخ القرية وشيخ المشايخ وشيخ التجار، وكذلك الشيخ"صابط" الذي تكني به بعض النساء عن ذلك الشيء الذي تعرفونه.. فزادوامشيخوا ما لا يتمشيخ فقالوا شيخ الشعراء وشيخ الصحفيين وشيخ الممثلين، وقرأت أخيراشيخة المجلات وشيخة الصحف!! البلد "يشخ"مشايخ.. ولذلك هو يقترب من الشيخوخة بسرعة الرصاصة. المشايخ أيام زمان كانوا إذاالتقوا وتفاخروا يقول أحدهم أنا لدي عشرة آلاف رعوي، وهذه الأيام هناك شيخان لكلمواطن.. في عدن حيث المدينية أو المدنية وحيث لا حاشدي ولا صبيحي ولا بكيلي ولامذحجي ولا كازمي يوجد فيها شيخ مشايخ.. شيخ مشايخ في عدن يا ناس!! مشيخة شيوخالقبائل عندنا أهم من مشيخة الأزهر في مصر.. أعني هذه التي تسمى-خطأ- مصلحة شؤونالقبايل، ولا علاقة لها بالقبايل، فلم تمدن قبيليا واحدا أو تدخله مدرسة..موازنتها السنوية تفوق موازنة جامعة حكومية كبيرة والقبيلي لا يقبض من هذهالموازنة فلسا واحدا.. وفي عصر الثورة "الثبابية" وثورة المؤسسات ثارواعلى كل المؤسسات، وبالإجماع ثاروا على أفضل مؤسسات الدولة وعطلوا جامعة صنعاء، لكنمصلحة شؤون القبايل لم تمس باتفاق ثورة القبيلة التي قال هيكل أنها تريد أن تكونبديلا للدولة. أهل الخليج كانوا بدواوقبائل وفيهم مشايخ.. لكن انظروا كيف وأين صار شيوخ الخليج وشيخاته.. ناس أوادم..بنوا دولا متحضرة وتحولوا إلى مواطنين في دولة لا يقرح فيها قارح ولا يشخ شيخ فيالطريق العام، ولم يعد لقب الشيخ هناك سوى لقب شرفي أو مجرد ميراث.. وأصحابنا، كليوم للوراء.. ما يعرفوا إلا البندقة والقنص والتقطاع وكسر هيبة الدولة والمحدعشوالعدال والنخيط والمرافقين، ولو قدر لأحدهم أن يهاجر إلى دبي بحثا عن عمل فسيكونمحظوظا لو قبل بوابا، بينما عندنا صار بوابة الدولة.. صحيح أن البغاث بأرضنايستنسر!!.