* إذا استمرّ هذا الحال فلا تستغربوا لو تمنَّيت أن أفقد القدرة إلاَّ على قراءة لافتات الشوارع. * لا يمرّ يوم أو أيَّام حتى تطالعنا وسائل الإعلام بأخبار احتجاجات وانتفاضات وعصيان في مرافق عسكرية.. ووصل الأمر درجة الاشتباكات داخل الكلِّية البحرية بالحديدة وبصورة لم تفتقر لبعض الملامح الشطرية. * وأمام ما حدث ويحدث هنا وهناك أعلن أنا الجندي طالب «احتياط» أنني حزين على تراجع معنى القوَّات المسلَّحة والأمن في نفسي ،وأتَّهم بعض النافذين العسكريين والحزبيين بأنهم يخلُّون بعقد وكالتهم عن الشعب في رعاية مؤسَّساته الوطنية وفي المقدِّمة المؤسَّسة العسكرية التي تخسر أهمَّيتها في قلوب المواطنين بالنقاط. وعلى مسؤوليتي أعلن أن كل القضايا اليمنية تتضاءل أمام قضية التمزيق الممنهج لأبناء القوَّات المسلَّحة والأمن.. ويا ألطاف اللَّه أبناء كلِّية عسكرية وطنية يشتبكون مع بعضهم ويتقاذفون بما طالته أيديهم في واحدة من أسوأ حالات الانفلات والعبث والفوضى في مؤسَّسة هي الحامي وهي الدرع للوطن. * إن أخباراً عن تظاهر أو عصيان أو انفلات خارج القواعد العسكرية والأمنية اهتزاز في الأسوة وارتعاش في القدوة ومشكلة عند كل متطلِّع لمؤسَّسة شامخة بعيدة عن الاحتراق الذاتي الذي يتنافر مع كون العبور الآمن للبلد لن يتمّ بدون وحدة أبناء القوَّات المسلَّحة.. أفراداً وجماعات. * العبث السياسي بالقوَّات المسلَّحة والأمن تحت أيّ مسمَّى وفي سياق أيّ مكاسب جهوية خيار فاسد ومأزوم وفاشل.. كيف وهذا العبث وهذا الاختلاق للحالات الفوضوية ينال من مؤسَّسة يفترض فيها أن تكون المثل في الضبط والربط.. فكيف يروق لسياسيين الاستمتاع برؤية جنود وضبَّاط يتظاهرون ويشكون للفضائيات ويصطدمون ببعضهم وهم مَنْ لا يجوز إلاَّ أن يكون لهم في كل سهل قصَّة دفاع عن الشعب ومصالحه وفي كل ربوة ملحمة من الانتصار الذي يعلِّمنا كيف نشمخ وكيف نفخر باليمن. * ثلاثة مشاهد تصدَّرت القضايا التي عصفت بهدوئي وأتلفت أعصابي.. خروج العسكريين إلى شوارع التظاهر.. وإضاعة القضاة لهيبتهم على أرصفة الاحتجاج.. وانقسام العلماء على الأحزاب.. لأنه إذا فقدنا الثقة في تماسك القضاء ومؤسَّسة القوات المسلَّحة والأمن والعلماء نخسر كل عناوين الحقيقة ولا يبقى لنا غير القول لبعضنا : تعيش أنت.. والبقاء للَّه.