قررت النيابة العامة في مصر أمس تجديد حبس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين وسعد الكتاتني - رئيس مجلس الشعب المنحل ومهدي عاكف مرشد الجماعة السابق ورشاد بيومي القيادي بالجماعة 15 يومًا بتهمة التحريض علي القتل في أحداث المقطم. فيما أعطى سكان منطقة رابعة العدوية مهلة، لأنصار المعزول مرسي، وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، حتى الساعة الثالثة من عصر الخميس، ل"فك الحصار عن الميدان" الذي يعتصمون به، مع ضوابط لتظاهرهم بالمنطقة. وقال بيان صادر عن سكان "رابعة العدوية"، نشرته صفحة "استغاثة سكان رابعة العدوية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "إن مدينة نصر عامة ورابعة العدوية خاصة تعيش منذ 20 يومًا حصار بكل معنى الكلمة، حيث نُعاني من قطع الطرق الرئيسية والجانبية لمحيط رابعة العدوية، والاستحمام والتبول والتبرز في حدائق العقارات، وتشغيل مكبرات الصوت على مدار 24 ساعة، مما ترتب عليه توقف الحياة بالنسبة لنا بشكل كامل وتضرر أهلنا وذوينا من ما يشاهدوه يومياً من انتهاكات تمارس ضدهم، وامتنع العديد منا عن الذهاب لعمله، ومرضانا وكبار السن في حالة سيئة بسبب الحصار الذي نعيشه، فلا يمكننا الاستغاثة لا بالإسعاف أو الأطباء ولا حتى بالصيدليات، كما تعرضت بعض الشقق السكنية لإطلاق الأعيرة النارية بقصد أو بغير قصد، وإلى الآن نحمد الله لم تحدث إصابات بسببها». وتشير وثائق نشرتها صحيفة «العرب» إلى أن الإخوان المسلمين في مصر شعروا بخوف شديد في الأيام التي سبقت 30 يونيو من رد فعل الشارع المصري تجاههم، وأنهم عجزوا عن فهم سر التكتل الشعبي الكبير في ميدان التحرير عليهم. وعمل خيرت الشاطر، نائب المرشد، على ترتيب لقاء مع السفيرة الأميركية آن باترسون، التي عرفت بدعمها للإخوان، للاستفسار منها عن القراءة الأميركية لما يجري على الأرض. وسعى الشاطر إلى معرفة مدى تمسك واشنطن بمرسي "كرئيس منتخب"، أم إنها فتحت بعض قنوات الاتصال مع جهات داخل المعارضة لترتيب المشهد المصري بعيداً عن مرسي وجماعة الإخوان. وتساءل الشاطر هل إن حديث البيت الأبيض عن ضرورة وحدة الشارع المصري يعني التضحية بمرسي والعلاقة مع الإخوان رغم ما قدموه للأميركيين، خاصة على مستوى "ترويض" حماس ودفعها إلى مطاردة الفصائل التي تطلق صواريخ على جنوب إسرائيل. وقالت مصادر ل"العرب" إن الإخوان تفاجأوا صبيحة تغيير الثالث من يوليو بالصمت الأميركي تجاه ما جرى، وأن خيرت الشاطر لم يكن يصدق أن تسمح واشنطن بعزل مرسي، وأنه حاول الاتصال بشخصيات مقربة من أوباما لكنه لم ينجح. وأكدت المصادر أن الشاطر اتصل بعد ذلك بالسفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون، فاكتفت بالتأكيد له أن الأمور تتجاوزها، وأنها تنتظر الموقف الرسمي من وزارة الخارجية. وأشار مصدر مقرب من مكتب الإرشاد أن الإخوان عملوا في الساعات الأخيرة من حكمهم، وخاصة بعد بيان المؤسسة العسكرية الذي أمهلهم يوما للاستجابة لمطالب الشارع، على التحرك باتجاه خلط الأوراق، واستهداف شخصيات بارزة عرفت بعدائها للإخوان. واقترحت لجنة طوارئ شكلها مكتب الإرشاد خطة عاجلة لإرباك الجبهة الوطنية التي تشكلت للإطاحة بحكم الإخوان، وهي جبهة اتسعت لرجال الأمن والجيش والقضاء، فضلا عن الأحزاب السياسية والمجموعات الشبابية. وحثت اللجنة على المسارعة بفتح ملفات الفساد التي تمتلكها الجماعة، والتي حصلت عليها من خلال السيطرة على المؤسسة الأمنية، ووزارة العدل، خاصة تجاه بعض القيادات العسكرية والأمنية، وأن الهدف هو دفع القيادات العسكرية والأمنية الكبرى إلى الحذر والتراجع عن دعم خطة التخلص من حكم الإخوان والاكتفاء بالمراقبة السلبية. وقد بدأت اللجنة بتجميع الملفات وأرسلت بعضها إلى الأشخاص المعنيين مهددة بأنها ستنشرها في القريب العاجل إذا لم يلزموا الحياد، لكن تسارع الأحداث حال دون أي تأثير لهذه المحاولات. وأوصت اللجنة بإحداث تغييرات أمنية ونقل كبيرة لإرباك خطة الخصوم مع جلب مقربين من الجماعة إلى القاهرة، وخاصة بالشوارع والميادين المهمة. واقترحت، أيضا، المرور إلى الإيذاء الجسدي لبعض الأشخاص الذين عرفوا بوقوفهم ضد مرسي، وبينهم الإعلامي الشهير توفيق عكاشة الذي طالبت اللجنة بإعطائه "علقة سخنة" ليكون ذلك رسالة قوية على أن الجماعة قادرة على الضرب بقوة والتكشير عن أنيابها. ودعت اللجنة إلى تحريك الجهاز الخاص للتنظيم لردع المحتجين خاصة أمام مقرات الجماعة، وهذا ما حصل أمام مقرها الرئيسي بالمقطم حيث تم إطلاق الرصاص الحي على المحتجين رغم أعدادهم الكبيرة، لكن سياسة التخويف لم تفضِ إلى أي نتيجة تذكر.