كلّ يوم نقرأ في الصحف عن حادثة اغتيال واحدة على الأقل.. وحين نصل إلى نهاية الخبر نقرأ أن مصدراً أمنياً أشار في تصريحه إلى أن المجني عليه لقي حتفه برصاص مجهولين.. وكأن "رصاص مجهولين" أصبحت لازمة من لوازم إنهاء المصدر الأمني لتصريحه الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، بقدر ما يضع أمام القارئ ألف علامة استفهام وألف علامة تعجُّب.. ولا ينسى المصدر الأمني أن يؤكد أن الأمن نزل فور تلقيه البلاغ ويقوم بالتحقيقات لمعرفة ملابسات الحادثة!! بصراحة أشفق على أفراد الأمن الذين يقومون بالتحقيقات لمعرفة ملابسات الحادثة.. لأن هذه التحقيقات تدوم لسنوات طويلة دون أن يكشفوا ملابسات الحادثة.. إذ أننا لم نسمع عن أي ملابسات قاموا بمعرفتها أو مجرم قاموا باعتقاله وتقديمه للعدالة. أما وزارة الداخلية فقد أصبحت تتعبَّد الله بالصمت، وكأنها نذرت للرحمن صوماً طويلاً لن تكلم فيه إنسياً ولا جنياً، ولن تقوم بإلقاء القبض على أحد، ولن تكشف عن أية ملابسات لهذا الشعب الذي يرى أن دور وزارة الداخلية أصبح غامضاً كروايات أدهم صبري.. ليت أن وزير الداخلية يتابع مسلسل "كونن"، ويعمِّمه على التحريات والبحث الجنائي والأدلة الجنائية،فربما توصَّلوا ذات يوم إلى كشف الملابسات التي يتحدثون عنها في ختام تصريحاتهم الصحفية.. حين تنفجر قنبلة في سوق شعبي يقولون "وقام شخص مجهول بإلقاء القنبلة".. وحين يقوم أحدهم بإطلاق النار من على متن دراجة نارية فإنه يكون مجهولاً.. وحين يضرب أحدهم أنبوب النفط يقول الخبر الصحفي إن شخصاً مجهولاً قام بضرب الأنبوب.. وينتهي الخبر الصحفي دائماً في مثل هذه الحالات بأن "المسلحين لاذوا بالفرار، وما زالت الجهات الأمنية تتعقّبهم".. المهم ملاحقة مثل توم وجيري.. وليِّحين؟؟ الله يخارجنا.