بعد تسليم العراق وسوريا واليمن الى ايران يظن الكثير ان ما يحدث في اليمن سيكون اخر المحطات للتوسع الايراني ولكن في ظل الرضا الامريكي والاماراتي وخديعة السعودية عن حقيقة ما جرى في اليمن وتسليمها لصالح والحوثيين تخرج ما بين الحين والاخر ما يكشف عن مزيد من التفاصيل للمخطط المعد سلفا لتنفيذه في المنطقة . فجر أكاديمي إماراتي مقرب من الشيخ محمد بن زايد, مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن من واشنطن أن الولاياتالمتحدة ستنسحب من المنطقة وستسلمها للإمارات وإيران باعتبارهما أبرز قوى بالمنطقة. وقال الدكتور عبدالخالق عبدالله -أستاذ العلوم السياسية, “في المطبخ الأمريكي هناك رغبة بالابتعاد عن المنطقة وترك القوى المحلية حل مشكلاتها العويصة ولا بأس في قيام دولة كالإمارات بهذا الدور الإقليمي”، وذلك في إشارة إلى ما يعتبره تراجعا لأهمية الدور السعودي. وأردف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”, قائلاً: “إدارة أوباما مقتنعة أن ايران هي اللاعب الأقوى والاذكى في المنطقة حاليا ومن اهم أولويات امريكا التوصل للتفاهم معها حتى لو عارضت اسرائيل ذلك”. وأضاف “عبد الله”: “في الأوساط الأمريكية هناك شعور بعدم الثقة في قطر وأنها تدعم وتمول الجماعات المتطرفة في مقابل اعتقاد راسخ ان الامارات حليف معتدل ويعتد به”. وأشار إلى أنه خرج بتلك الاعتقادات بناء على معلومات تلقاها خلال مشاركته في عدة ندوات ومؤتمرات بمركز “ويلسون” للخبراء والمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الخليجية بواشنطن. وقد فجرت تصريحات “عبدالله” الذي سبق ووصف لقاء جمع ولي عهد أبوظبي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه لقاء “الأنداد” موجة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ففي الوقت الذي اعتبرها بعض المغردين مجرد “نكتة” مضحكة لافتقاد الإمارات لأي مقومات بشرية أو جغرافية أو عسكرية تؤهلها لهذا الدور ، اعتبرها البعض “إماطة اللثام” عن مكنونات وخطط لدى إمارة أبو ظبي للسطو على الدور السعودي بالمنطقة مدعومة من شريكتها الاستراتيجية إيران. وأشار بعض المغردين إلى تصريحات سابقة في هذا الصدد لوزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد, خلال زيارة له لطهران قبل أشهر بعد التفاهم الامريكي الإيراني على الملف النووي ودورها المدعوم من أمريكا في المنطقة أكد فيها أن بلاده تعتبر إيران “شريك استراتيجي”.. رغم أنها ما تزال تحتل ثلاث من جزر بلاده في الخليج العربي. ويقول محللون خليجيون، إن الإمارات تحاول تجاوز الدور السعودي من خلال تقديم نفسها كدولة “الاعتدال” الوحيدة بالمنطقة ضد الإسلام السياسي السني وهو ما يجد “هوى وقبول” لدى الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية ويتوافق مع رغبات إيران أيضا خاصة أن في ذلك تلميحات سلبية إلى السعودية “موطن الفكر الوهابي السني” الذي يحاول البعض إلصاق كل أسباب التطرف والإرهاب به، لا سيما أن الدعم الظبياني للحوثي في اليمن ودور الإمارة الغنية في ترتيبات الشأن اليمني صار واضحا لكل المراقبين في الخليج العربي.. والسعوديين واليمنيين على وجه التحديد. وتحاول السعوديه لملمة الفخ الذي وقعت به في اليمن عبر الامارات من خلال اعادة توزيع رواتب المشائخ والمواليين لها من وجهاء واعلاميين من جميع الطوائف والمذاهب .. وقد كشفت صحيفة الوسط، عن تواجد لجنة استخبارية سعودية بالعاصمة صنعاء، في مهمة لإدارة الصراع ضد جماعة أنصار الله. وأشارت الصحيفة في عددها الأخير، إلى أن السعودية بدأت بالتدخل بشكل مباشر في إدارة الصراع ضد الحوثيين عبر لجنة استخباراتية تتواجد في صنعاء، بين أعضائها دبلوماسي سعودي سابق. وأوضحت عن وجود مصفوفة متكاملة من الإجراءات ذات العلاقة بخلق تحالفات واسعة ضد الحوثيين على أرض المواجهات، وعلى المستوى السياسي داخل اليمن والعمل ضدهم لدى منظمات دولية الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وهو ما بدأ يرشح من خلال تبنّي مجلس التعاون الخليجي فرض عقوبات على الحوثيين وصالح، ومطالبته مجلس الأمن بفرض العقوبات على المعرقلين أيٍّ كانوا. ووفقا للصحيفة، فإن التحركات التي تقودها المملكة تأتي بغرض القضاء على التمدد الذي أحرزته جماعة الحوثي على الأرض. وفي موضوع متصل، أفادت الصحيفة، أن السعودية لا زلت تجري محاولات لإقناع الرئيس السابق علي صالح بإعادة التحالف مع أولاد الأحمر وعلي محسن صالح وحزب الإصلاح. وقالت بأن ” صالح يتعرض لضغوطات رهيبة كي يحدد موقفًا ضد الحوثيين.. ومن ذلك الهجوم الإعلامي الحاد من قبل الإعلام السعودي على صالح، والذي بدأ يرضخ حين بدأ يوجه انتقادات حادة للحوثيين والمطالبة بإخراج المسلحين”. وذكرت الصحيفة أن ” ممثلين عن كل مديرية في محافظتي إب وتعز قد غادروا إلى المملكة ، أغلبهم من الإصلاح بغرض مناقشة كيفية مواجهة الحوثيين، وهو ما يُعد موقفًا مغايرًا لما اتخذته المملكة من قرار باعتبار الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية، وهو ما يمكن اعتباره إعادة لرسم خارطة التحالفات في اليمن”.