يحاول مراقبون ودبلوماسيون خليجيون الوصول الى فحوى الرسالة الاردنية، التي وصلت الى ايران عبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ناصر جودة في زيارته المفاجئة الى طهران، اذ نقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى الرئيس الايراني حسن روحاني، في حين يتوقع اعلاميون وكتاب خليجيون ان تنعكس هذه الخطوة الاردنية على العلاقات مع دول الخليج. الرسالة الاردنية الى طهران لا يمكن ان تكون باي شكل من الاشكال على حساب العلاقات الاردنية الخليجية، هذا ما يؤكده دبلوماسي اردني، ويضيف ليس من مصلحة الاردن القفز الى هذه الخطوة من دون التشاور مع الحلفاء والاصدقاء. ويرى مراقبون ودبلوماسيون ان الخطوة الاردنية محسوبة بدقة من قبل الاردن، ليستطلع الموقف الايراني عن قرب، بعد ان قرأ الخريطة جيدا، التي ابرز ملامحها انكماش السعودية على همومها الامنية الداخلية وتأمين جبهتها الجنوبية، واحتمالات توقيع اتفاق ايراني مع مجموعة خمسة زائد واحد في تموز المقبل. التغييرات التي لمسها الاردن تشمل الملفات الاقليمية، والمخاطر التي تحملها الاوضاع في سورية، ووجود ايران وحزب الله على حدود الاردن الشمالية. ولا يستبعد سياسيون خليجيون أن حركة عمان في هذه الفترة ليست بعيدة عن القاهرة، التي تستعد لاستقبال مؤتمرين اقتصادي والقمة العربية قبل نهاية الشهر الحالي. واشتغلت عمانوالقاهرة منذ عدة أشهر على انشاء تحالف عربي اسلامي بديل للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لمحاربة عصابة داعش الاجرامية، على ان تكون مرجعيته النظرية الازهر الشريف، وقد حصلا على موافقة سعودية قبل وفاة خادم الحرمين المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ورفض سياسيون اعتبار الخطوة الاردنية مقامرة خطرة قد تستفز الخليج. وكان جودة دعا من طهران إلى حوار بين إيران والجامعة العربية لحل أزمات المنطقة، في حين دعا الرئيس روحاني إلى تعاون مشترك لمواجهة ما وصفه بالإرهاب. وقال جودة: إن المشكلة الأساسية التي تواجهها المنطقة هي الإرهاب والتطرف، وإنها ليست بين السنة والشيعة”. واعتبر روحاني أن الأسلوب الأمثل لمواجهة ما وصفه بالإرهاب هو التعاون ومشاركة دول المنطقة جميعها. وأضاف ان حل أزمات المنطقة يكمن في إجراء منسق لوقف اعتداءات وجرائم إسرائيل. وأكد جودة أن وحدة وتماسك الدول الإسلامية، والحوار مع الإيرانيين بشأن المسائل الإقليمية أمر ضروري، في وقت تجذرت فيه أعمال العنف والتطرف في السنوات الأخيرة، ودعا إلى حوار بين الجامعة العربية وإيران.