لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    قبائل التحيتا بالحديدة تُعلن النفير العام لمواجهة الأعداء والخونة    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    العليمي يثمن دعم الأشقاء للإصلاحات بما في ذلك دفع المرتبات خلال الأيام المقبلة    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    الحديدة أولا    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عفراء حريري: «عدن اليوم» كوجه امرأة مجنونة تلعب بعلبة المساحيق لأول مرة
نشر في عدن الغد يوم 14 - 05 - 2012

قالت الناشطة الحقوقية البارزة في عدن "عفراء حريري" ان الواقع الذي تعيشه مدينة عدن اليوم هو اشبه يوم وجه امرأة مجنونة تلعب بعلبة المساحيق لأول مرة منتقدة حالة التردي التي تعيشها المدينة والتي قالت ان عدن بسببه باتت تدفع الثمن .
وفي حوار مطول مع صحيفة "سيدات الجنوب" قالت حريري وهي من اوائل النشطاء الذين شاركوا في حركة الاحتجاجات الشعبية في الجنوب ان اليوم وأمس عدن وحدها تدفع الثمن مضيفة لقد فقدنا ملامح المدنية وفقدنا أن يكون للأشياء معنى في حياتنا يبعث الفرح والبهجة ، بناء بلا تخطيط يشوه وجه المدن الجميل ، عمارات على الساحل مترامية الأطراف لم تضف أي ملامح جمال للمدينة بالمقدار الذي شوهتها فيه ، عشوائيات على العتبات التي خصصت للمارة .
وأضافت في الحوار الذي اجراه معها الزميل "بسام القاضي" عبارات وشعارات على المباني تركت المدينة التي كانت جميلة ذات يوم كوجه امرأة مجنونة تلعب بعلبة المساحيق لأول مرة ، وأكوام من القمامة تتراكم في أركان الشوارع والحارات ، باصات صغيرة تقف دون حساب لأي أحد تنتشر كالذباب في كل مكان وتسد حتى الشوارع الرئيسية ..وغيره ، كل هذا بلا وجود لأي إحساس من البشر يربطهم بهذه المدينة فيغضبون على تلك المظاهر ويبادرون في التنظيف وشوارع مغلقة بلا مبررات ، وأسلحة منتشرة بأيدي أطفال وليس شباب وبلطجة لمن ومحاربة من والدفاع عن من ؟ من يقتل هؤلاء سوى أخوتهم وعلى من يقطعون الطرقات سوى عن أهاليهم ، أنت حين تقطع طريق بحجة انقطاع الكهرباء فأن الحكومة لا تتضرر، ولن تخسر ، وأنت حين ترمي القمامة وتجلس مشاهد لها فالمحافظ والسلطة المحلية لن يلحقهم الأذى أو المرض ، على العكس المرض والأذى يصيبك ويصيبني ويصيب أطفالنا الصغار، احترام القانون واحترامنا لبعضنا البعض مفقود ، عبارة " وأنا مالي ، مش شغلي ، ما ليش دخل ، مش حقي ...الخ أصبحت وثيقة للحياة اليومية والمعيشية .. .....هذه الأمور الصغيرة هي التي تقيم الإنسان في كل أنحاء العالم ، هذه الصورة البسيطة هي التي تترك انطباع عند العالم الأخر عن الإنسان اليمني ، وهذا الواقع لا يساعدك على قراءته سياسيا وحقوقيا ، فكلنا مكونات ومبادرات كلنا قادة وزعماء وكلنا يتحدث عن القضية الجنوبية ، تفرغنا لذلك ولم نتفرغ لهذه الحقوق ، حقنا في حياة كريمة تستحق أن تعيش أسوة بكل العالم .
ولاهمية الحوار يعيد "عدن الغد" نشره:


: أين هي المحامية والكاتبة والناشطة السياسية الجنوبية عفراء حريري اليوم ؟ وماذا تعمل حاليا ؟
موجودة ، أنت تسأل عن غيابي في الفترة السابقة ، كنت في ظروف صحية سيئة اضطرتني للغياب والآن أنا في فترة نقاهة ، أزاول القليل من النشاط والعمل بما تسمح به قدرتي وظروفي الصحية ولكن وضع عدن لا يحتمل الصمت عنه ، والبقاء كمشاهدين له ، دون أن نفعل شيء ، وعدن بالنسبة لي أغلى من صحتي
.س:أنت محامية وكاتبة وناشطة سياسية بارزة من عدن والجنوب ؛ويعرفك المجتمع الجنوبي والكثير من المنظمات الحقوقية والسياسية والمدنية بالناشطة الحقوقية والسياسية المتميزة التي لم تخل عن مساندة الحقوق العادلة لأبناء عدن وشعب الجنوب ؛ماهي قراءتك القانونية والسياسية للواقع الذي تعيشه عدن وارض الجنوب اليوم (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية؟
ماأبقى لنا الغرب غير الحلم
) ؟
آه الواقع لم يعد يُقرأ ، ولم يعد يستطيع المرء منا أن يضع خطة أو تحليل له ...هناك شيء ما مجهول ، حلقة مفقودة ومتعمد بناء عليها بأن يكون وضع عدن هكذا والمؤلم أن الغرب صار يرسم بدلا عنا طريقنا ويضع خططنا ومستقبلنا للأرض والإنسان ، وكأننا عاجزين عن رسم خطوط مستقبلنا وحياتنا ، تبقى أن يحلمون عنا ولن يكون إلا ما يريده أولئك وفي مجمل الرؤية يبدو أنه لن يكون للفترة الآنية سوى الفيدرالية كما سيرسمونها هم ، هذا إن حظينا ببعض الاهتمام منهم وتفضلوا لنا ببعض الفتات ويكذب من يقول بأننا نملك حق ما نريده وما نحلم به نحن .
اليوم وأمس عدن وحدها تدفع الثمن ، لقد فقدنا ملامح المدنية وفقدنا أن يكون للأشياء معنى في حياتنا يبعث الفرح والبهجة ، بناء بلا تخطيط يشوه وجه المدن الجميل ، عمارات على الساحل مترامية الأطراف لم تضف أي ملامح جمال للمدينة بالمقدار الذي شوهتها فيه ، عشوائيات على العتبات التي خصصت للمارة ، عبارات وشعارات على المباني تركت المدينة التي كانت جميلة ذات يوم كوجه امرأة مجنونة تلعب بعلبة المساحيق لأول مرة ، وأكوام من القمامة تتراكم في أركان الشوارع والحارات ، باصات صغيرة تقف دون حساب لأي أحد تنتشر كالذباب في كل مكان وتسد حتى الشوارع الرئيسية ..وغيره ، كل هذا بلا وجود لأي إحساس من البشر يربطهم بهذه المدينة فيغضبون على تلك المظاهر ويبادرون في التنظيف وشوارع مغلقة بلا مبررات ، وأسلحة منتشرة بأيدي أطفال وليس شباب وبلطجة لمن ومحاربة من والدفاع عن من ؟ من يقتل هؤلاء سوى أخوتهم وعلى من يقطعون الطرقات سوى عن أهاليهم ، أنت حين تقطع طريق بحجة انقطاع الكهرباء فأن الحكومة لا تتضرر، ولن تخسر ، وأنت حين ترمي القمامة وتجلس مشاهد لها فالمحافظ والسلطة المحلية لن يلحقهم الأذى أو المرض ، على العكس المرض والأذى يصيبك ويصيبني ويصيب أطفالنا الصغار، احترام القانون واحترامنا لبعضنا البعض مفقود ، عبارة " وأنا مالي ، مش شغلي ، ما ليش دخل ، مش حقي ...الخ أصبحت وثيقة للحياة اليومية والمعيشية .. .....هذه الأمور الصغيرة هي التي تقيم الإنسان في كل أنحاء العالم ، هذه الصورة البسيطة هي التي تترك انطباع عند العالم الأخر عن الإنسان اليمني ، وهذا الواقع لا يساعدك على قراءته سياسيا وحقوقيا ، فكلنا مكونات ومبادرات كلنا قادة وزعماء وكلنا يتحدث عن القضية الجنوبية ، تفرغنا لذلك ولم نتفرغ لهذه الحقوق ، حقنا في حياة كريمة تستحق أن تعيش أسوة بكل العالم .

: ما هو تقييمك لدور المرأة العدنية بشكل خاص والجنوبية بشكل عام ؛ فيما يخص بمستوى نضالها وتضحياتها اليوم على درب آمال وتطلعات شعب الجنوب من اجل التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ؟

ليس من حقي التقييم لدور المرأة ، ولكن وضع المرأة لا يختلف عن وضع المدينة ومن فيها وعن وضع الجنوب بما فيه ، هي تناضل نعم وموجودة نعم ؟ ولكن ما هو هذا النضال ...فليس كل امرأة تستطيع أن تكون سياسية وليس كل امرأة تستطيع أن تكون حقوقية ، والنضال لا يمنح بيوم وليلة أو يقاس بعدة شهور، والمؤلم أن هذا الأمر ترك للساحات بمعنى أخر أن كل من خرجت إلى الساحة أو ساعدتها الظروف للمشاركة في بعض الفعاليات في الداخل والخارج فإنها مناضلة سياسية أو حقوقية ، في حين أنه حتى المرأة التي تعد الغذاء لأبنائها الجنود مناضلة ، المرأة التي تنوح على ابنها الانتحاري مناضلة ، ثم دعني أعرج قليلا إلى قولك بآمال وتطلعات شعب الجنوب ...هناك عشرات المكونات والمبادرات النسائية على الساحة ، سأعطيك مثال : إتحاد نساء الجنوب وحده معه 3 مكونات وبنفس الاسم ! لماذا ؟ وكيف ؟ ومن أجل من ؟ طالما وأن القضية الجنوبية واحدة والآمال واحدة ....و الخ ، فما جدوى كل ذلك ؟ ما هي الحكمة من هذا الشكل" 3" اتحادات نسائية ؟! وغيرها من المكونات والمبادرات التي أصبحت كخلق ساعة وفي معظمها مفرخه من أحزاب أو أفراد وكله يتحدث عن القضية الجنوبية ، الجنوب ، حقوق الإنسان ، فيدرالية ، فك ارتباط .....وغيرها من المواضيع المكررة والمبعثرة وينطبق الأمر على الشباب والرجال ، في حين أن هناك ظواهر مؤلمة عديدة تحتاج أن تقف المرأة في مواجهتها فيما عجز عنه الرجال مثل ( الشوارع المغلقة ، النظافة ، الجرائم ، الفساد ..الخ ) وهذا بمجمله نضال ، وفي المقابل هناك نساء مناضلات ولهن تاريخ نضالي سياسي لا غبار عليه وهناك حقوقيات أيضا وهؤلاء لهن الشكر والثناء لأنهن بلا شك في هذه الفترة يعملن بصمت بعيدا عن الانبهار بالأضواء أو البحث عن بريق الشهرة ...ففي ظل كل هذا الضجيج والفوضى لا يمكن لأي نضال أن يترك أثرا لأنه سيتحول إلى صراع وإلى سباق وسيضيع كل شيء ، وتحديدا عدن .
أنا مع الاختلافات لكن بمنطق وعقل ، بمعرفة و بتخطيط سليم ، وجدوى ومدى الحاجة إلى ذلك النضال وشكله ونوعه وحجمه وزمنه وماهيته وهويته ؟ وليس الاعتماد على ميزانيته فقط ؟؟؟؟
س:هل لديك تواصل مع قيادات سياسية ، أو جهات دبلوماسية وحقوقية في الداخل والخارج ، بشان النضال العادل لشعب الجنوب واهدافة المشروعة ؛ وما يتعرض له من انتهاكات وجرائم وإبادة جماعية من قبل نضام الاحتلال وأجهزته القمعية والوحشية ؛ وما مدى تلك التجاوب ؟
لا ابغض في حياتي شيء كما أبغض التواصل مع القيادات السياسية في الداخل أو الخارج ، لدي تواصل مع الأمم المتحدة بهيئتها ، مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان ، مع الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان مع منظمات حقوق الإنسان في بقاع مختلفة من الأرض ، لكن بشأن حقوق الإنسان المنتهكة والمنهوبة والمواطنة غير المتساوية ، وسؤالك بشأن التجاوب ينبغي علينا أن ندرك ونعرف جيدا بأن هناك آليات لكل جهة دبلوماسية كانت أو حقوقية وهذه الآليات تحتاج إلى جهد جماعي ووقت ليس بالقصير أوالهين ، ومشكلتنا نحن الجنوبيين على وجه الخصوص والتحديد كلنا لدينا ملفات وتكاد تكون متشابهه ، وكل فرد منا وكل مكون يريد أن يوصلها لوحده دون مراعاة لهذه الآلية فتتجمع هذه الملفات ولا يتم النظر فيها على الإطلاق ، ودائما تهمل ولا يتم النظر إليها .... لماذا ؟ لان كل جهة لديها العديد من الملفات من كل أنحاء العالم ، ولكل ملف آلية تختلف عن الملف الأخر، ولكل قضية آلية تختلف عن الأخرى ، وعدم مراعتنا وانضباطنا لهذه الشكليات المهمة والتي تسير وفقا لخطط وتخطيط وإستراتيجية لا يمكن تجاوزها أو تعديها أو اختراقها ومخالفتها بالنسبة لهذه الجهات خاصة الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ، لم تصل القضية الجنوبية كما هي بمضمونها وموضوعها وعمقها المأمول والمطلوب ...والتجاوب الذي تم طفيف ولا بأس به في بعض القضايا التي تم استكمال جزء من آليتها ، والسبب في ذلك إننا كلما ندعوا لعمل واحد موحد يتم تجاهلنا والسخرية منا والبعض يشتمنا على أساس إننا نبحث عن الشهرة والأضواء والبعض يعتقد بأننا نتاجر بهذه القضايا والملفات ...وغيرها من الاتهامات ، ومؤسف أن يكون هذا هو الرأي أو هذه هي الآراء الموجودة ، فلا تظنوا أن العمل في حقوق الإنسان أمر هين وبسيط أو إنه مجرد دورات و ورشات عمل وندوات فقط ، هو نشاط أصعب من ذلك بكثير، هذا لمن كان يؤمن بهذه الحقوق وسخر نفسها "حياته بكل ما فيها لهذا الأمر" أم التجارة فطريقها سهل ومفتوح .
س: باعتقادكم ماهي السلبيات والمعوقات التي أخرت مسيرة الحراك الجنوبي السلمي من تحقيق الأهداف والغايات بعد خمس سنوات من انطلاقتها ؟
آه قبل سنتين أو 3سنوات تقريبا أجبت عن هذا السؤال ولكن كانت صياغته بطريقة أخرى ، حين لم يكن في الحراك نساء سوى قلائل وحين كان الحراك في عزه وبدأ يتفكك شيئا فشيئا ، قلت حينها على الحراك أن يتوحد وألا تتعدد قياداته أن أراد العالم أن يقف معه ويثق بعدالة قضيته ، لان كثرة القيادات معناه تصريحات مختلفة ، كما أنه لم تكن هناك رؤية واضحة ، ويجب الانتباه بعدم زج الحراك في خانة القاعدة ، في تلك الفترة كنت كمن أعلن كفره ، فغضبوا قادة الحراك وأصبحت عميلة وجاسوسة عليهم حسب توصيفهم لي، فسحبت نفسي تدريجيا " ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه " ، وتكاد تكون السلبيات والمعوقات متشابهه أي مازال للحراك قيادات متعددة وأكثر من مشروع سياسي ، ولا ننسى إلى جانب ذلك وجود التجار والمرتزقة والسماسرة في إطار الحراك سواءا بالقضية أو بالجرحى وأرواح الشهداء ، وهذا دائما يجعل الحراك يدور في نفس الفلك ويعطل تحقيق أهدافه وغاياته .
س: إلى أي مدى يصدق خطر تمكين القاعدة في الجنوب ؟ وهل للأمر تأثير على مستقبل القضية الجنوبية ؟ وماذا يمكن إن تقولي عن إتباع قاعدة الإرهاب المتمثل بالقاعدة وأنصار الشريعة ؛ وحصرها على ارض الجنوب ، وعدم انتشارها في صنعاء وعلى ارض الشمال ؟
السؤال يجيب على نفسه بالإيحاء لان القاعدة أساسا قد تمكنت من الأراضي في الجنوب بدليل سيطرتها على زنجبار و جعار و عزان أي على امتداد شريط ساحلي يكاد يكون متواصل لولا منطقة لودر التي مازالت عقبة أمام القاعدة ، طبيعي أن يكون تأثيره على المستقبل لان الناس سريعا ما يمكن التأثير عليها في حل معاناتها وهذا ما حدث مع أهالي جعار ونشوء علاقة من الثقة والاحترام بينهم وبين أنصار الشريعة وقبولهم بهؤلاء بديلا عن الدولة القائمة ونظامها .
انتشارها في الجنوب نتيجة طبيعية لمخطط إستراتيجي من 1994م وليس وليد اللحظة يجمع بين حزب المؤتمر من جهة وحزب الإصلاح من جهة أخرى ومعهم مجاهدي أفغانستان المتواجدين في محافظة أبين والذين كانوا من فترة قريبة مع الحراك ومن قادته ، لان هؤلاء هم شركاء حرب 1994م والأرض الجنوبية بالنسبة لهؤلاء ثروة يتفيدون منها بلا حسيب أو رقيب أو حتى بخروج مسيرات احتجاج أو رفض أو غضب ضد هذا الفيد والفساد .
س: باعتقادكم وفي ظل الأوضاع الراهنة؛ إلى أين تسير الأمور ألان في عدن خاصة والجنوب عامة ؟
أشرت في البدء أنه لا ملامح ولا معالم للمستقبل ولا حتى مؤشرات نستطيع من خلالها قراءة إلى أين تسير الأمور؟ لان كله مرهون بما يريده الآخرين من اليمن " الولايات المتحدة الأمريكية ، الاتحاد الأوروبي ، مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة العربية السعودية " .
وبعيدا عن الوصايا علينا نحن تحديد ماذا نريد بالضبط وبوضوح ؟ جنوب عربي أو استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو بناء دولة جديدة منفصلة عن الشمال أو غيره من أشكال الأنظمة ، لان لكل من هذه المواضيع رؤية وأهداف وآليات خاصة به . ونظرا لعدم وضوح ماذا نريد إلا في حدود ما يمن به ويوهب من دول الجوار وجار الجوار والقادة في الشمال على من نصبوا أنفسهم قيادات في الداخل والخارج ؟ فرضت علينا الوصايا .
س: من وجهة نظرك الشخصية باعتقادكم ما هو المطلوب في الوقت الراهن لتحقيق غايات وأهداف مسيرة الحراك الجنوبي السلمي المتمثلة بتحرير الجنوب وتحقيق الاستقلال الناجز التام ؟
توحيد الحراك وقياداته ، توحيد الأهداف والرؤية والشكل السياسي بمعنى أخر نضع ماذا نريد ؟ وكيف يمكننا أن نحقق ذلك الذي نريده ؟ وهنا أقف قليل حول المسميات والتناقضات " تحرير الجنوب وفي مواقع الجغرافيا أربع جهات شمال ، جنوب ، شرق ، غرب ، وتارة استقلال وتحرير الجنوب العربي ونحن نرفع علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وهذه في تسميتها اليمن فنصبح نحن الجهة الجنوبية من اليمن ، وتارة أخرى استعادة الدولة وهذه الدولة هي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهي غير الجنوب العربي المسمى إتحاد الجنوب العربي والذي كان عبارة عن سلطنات و مشائخ وفيه كانت عدن تخضع للإدارة البريطانية ، فبربك قول لي : ماهذا ؟ وماذا يظنون بأن العالم من حولهم أغبياء ؟ وأتعجب نتحدث عن الاحتلال ونحارب مع جيش الاحتلال ضد أنصار الشريعة ، ثم نصرخ ونقول بأن أنصار الشريعة أو القاعدة من صنع هذا الاحتلال ..أنا لا أفهم هذه التناقضات ، فربما تكون هذه هي السياسة ، لأني ما فهمه يكاد يكون صغيرا على حسب إدراكي المتواضع ، بأننا سواءا كنا نريد الجنوب العربي أو الجمهورية قبل 1990م ففي الحالتين نحن بحاجة ماسة لبنى تحتيه ماء وكهرباء وجميع الخدمات ، ثم نحن بحاجة إلى جيش كادر ومعدات وعتاد ، نحن بحاجة إلى نظام وقانون يفرض بالقوة لان كل شيء صار فوضى في فوضى ، نحن بحاجة إلى مؤسسات ، إلى كل شيء يتعلق بمقومات الدولة وهذا لا يمكن أن تقوم به أو تحققه شطحات القيادات بجرة قلم ، لأنه ببساطة من سيمنحك ميزانية أو سيولة نقذية لكل هذا ؟ حتى وأن كان بأمكانك أن تعتمد على الشركات لتنقب عن ثرواتك تحتاج إلى موافقة العالم وتحديدا الدول العظمى ورضاها عنك وهذا هو الجزء الكبير المفقود منا والمرفوض منهم " من الدول العظمى".
ولا أظن بأن مثل هذه الأمور غائبة عن تلك القيادات السياسية في الداخل والخارج ، ولا اعرف سرا لهذا الهرج والمرج ، باختصار لا أحد منهم متضرر أو خسران أي شيء وحده الإنسان البسيط في عدن والجنوب من يدفع الثمن...نحن أشباه احياء حتى الابتسامة أصبحت مستحيلة علينا .
المطلوب ثورة حقيقية ضد كل هذا العبث بالأرض و الإنسان ، المطلوب قادة ينتمون إلى الوطن الذي نريده وليس إلى رصيد الحساب أو منصب في السلطة .
ولا يعني ذلك بأني لا أريد الخروج من الوضع الحالي " الوحدة القائمة" ، بل على العكس تماما أريد وطن بدولة لها مقومات ، أريد عدن مدينة مدنية تنافس دبي وغيرها من العواصم العربية والإسلامية أريد مدينة تحفظ لي كرامتي وقيمتي كإنسان .
س:عدن اليوم بلا ثقافة ، ولا تعليم،ولا فن، ولا إبداع، ولا رياضة، ولا نظام، ولا قانون ، ولا صحة، ولا امن، ولا استقرار، ولا احترام للمرأة ولدورها في بناء الأجيال ورسم المستقبل .(0والامر نفسه في كل مناطق الجنوب ) من وراء كل ذلك ؟ وكيف يمكن العودة إلى عدن مركز الحضارة، والثقافة، والتنوير، والتسامح، والمدنية، على مستوى المنطقة والعالم ؟
باختصار" لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم " ، هي لعبة سياسة في أن تصبح عدن هكذا ، وللأسف نحن ساعدنا على ذلك ولم نقف في مواجهة هذه الأمور ولم نتصدى لها ولم نقاوم أو نرفض ، قبلنا واستسلمنا على الرغم من أن هذه الأمور هي من الحقوق الأساسية للناس في عدن التي كان يجب الوقوف لمناهضة كل من يحاول سرقتها ، نحن حتى لم ننادي بعلو حسنا وصوتنا أننا نريد دولة مدنية حديثة ، كنت أتمنى بأن تخرج مسيرات الحراك ضد أي فساد قائم في محافظة عدن ضد كل ما فقدناه وذكرته في سؤالك ، ضد الفساد في ( التربية والتعليم ، وفي الصحة وفي الثقافة وفي الجامعة وفي الشؤون الاجتماعية والعمل وفي مكتب المحافظة والنقابات والاتحادات.... وغيرها وفجأة نرى مسئولي تلك المواقع قادة الفساد قد أصبحوا / أصبحن جزء من الحراك ومن المدافعين / المدافعات عن القضية الجنوبية وحاملين رايتها وهم من عاثوا في عدن فسادا وهم أنفسهم في الغد سيصبحون / ويصبحن قادة الوضع الجديد على مستوى الجنوب ، يا أخي منذ 1994م بدأ جليا بأننا نحن الجنوبيون من فعل ذلك وانظر حولك في كل هذه المواقع التي ذكرتها أنت في سؤالك أول من سطر خيوط هذا الفساد نحن على كل المستويات ابتدأ من المحافظ وحتى أصغر موظف في أصغر مرفق إداري في محافظة / عدن وأستمر الحال إلى الآن ، ونحن من مكن الشماليون على ذلك ، تعلمنا منهم وتفوقنا عليهم نتغنى على الماضي ولم نعرف كيف نعالج الحاضر ونخطط للمستقبل ؟
س: نعتز بك في صحيفة سيدات الجنوب بان تكوني بين صفحاتها وان تكون محطات من تجربتك ومواقفك ورؤيتك على سطورها؛ هل من كلمة لسيدات الجنوب التي تصدر كأول صحيفة تحررها (مجموعة من حرائر الثورة الجنوبية ) ؟
• أتحدن واتفقن على كلمة سوا ...والانتماء لابد أن يكون للوطن " وكما شئتن سموه" وليس للأفراد .
• أنتن كن صاحبات الفكرة والقرار والرؤية .
• لا تكن كالقطيع خلف أي أحد لا يمتلك رصيد نزيها وشريف ، استخدمن العقل والمنطق وجادلن الحجة بالحجة .
س: هل من رسالة أو كلمة تود إن تبعثها عبر سيدات الجنوب في اختتام لقاءنا هذا معك تفضلي بدون تردد؟
عدن أمانه في أعناقكم / أعناقكن ويكفي عبث وفوضى وبكاء على الأطلال ، علينا أن نناضل من أجل المستقبل وليس الماضي .
من أراد أن يكون/ تكون قائدا/ قائدة أو زعيما / زعيمة فعليه / عليها أن يكون / تكون قدوة في النبل والأخلاق والأمانة والصدق .
شكراَ إلى اللقاء ... وقد استعادة عدن حاضرة الجنوب مكانتها اللائقة بها على مستوى المنطقة والعالم وحقق شعب الجنوب أحلام التحرير والاستقلال ودمتم بخير
حاورها بسام القاضي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.