تنطلق في الرياض نهاية هذا الأسبوع دورة كأس الخليج في النسخة الثانية والعشرين وبعد أربعة وأربعين عاماً من انطلاق نسختها الأولى عام 1970م. كانت البداية فكرة لخالد الفيصل حولتها البحرين إلى واقع وحقيقة في زمن كانت فيه الكرة الخليجية أحوج ما تكون لبطولة تلفت إليها الأنظار وتسهم في تطورها. دارت عجلة البطولة متنقلة من عاصمة خليجية إلى أخرى ومهدت الطريق أمام الكرة الخليجية لتنطلق نحو المنافسات القاريّة والعالميّة. وتدين الكرة الخليجية بالفضل لهذه البطولة في لفت الأنظار إليها وتطورها وإبراز نجومها على المستويين الإقليمي والقاري. قبل انتشار البث الفضائي كان أبناء الخليج يترقبون بطولتهم بشوق كبير قبل أن تبدأ بأسابيع لأنها البطولة الأهم والمفضلة بالنسبة لهم بعد كأس العالم. الآن وبعد أن أصبحت متابعة مسابقات الدوري في الدول الأوروبية وبطولاتها على مستوى الأندية والمنتخبات في متناول الجميع لم تعد كأس الخليج ضمن أولويات المشجع الخليجي. اسأل أي مشجع في دول الخليج عن لاعبي البرشا والملكي واليوفي والمان يونايتد وسيتي والبايرن وسيجيبك كأنه منهم ويعيش بينهم، ثم اسأله عن أبرز نجوم الكرة الخليجية عندها قد يجيب بتلعثم وقد لا يستطيع أن يجيب. أربعة وأربعون عاماً مضت منذ انطلاق كأس الخليج شهدت خلالها البطولة الكثير من التغيرات والتحولات لكنها بقيت صامدة أمام رياح التغيير وعصية على من ينادي بإلغائها. يعلم الجميع أن كأس الخليج قرار سياسي لا رياضي وهو ما أثر ويؤثر سلباً على القيمة الفنية للبطولة وهو جانب لا يلقي له السياسيون بالاً بقدر ما ينظرون للأبعاد السياسية لهذا الملف. وبدلاً من تكريس اتحادات الكرة الخليجية جهودها لتطوير البطولة وتصحيح مسارها نجد اهتمامها ينصب على بيع الحقوق والحصول على أكبر عائد مادي حتى وإن كان على حساب نجاح البطولة. باختصار .. كانت كأس الخليج بطولة لاعبين ومدرجات ثم تحولت إلى بطولة شيوخ وفلاشات، وأصبحت الآن بطولة فضائيات وإعلانات .. ومراهنات.