قال مسؤولون أمريكيون إن البنتاغون الأمريكي يبحث خطة لإرسال طائرات عسكرية إلى اليمن لأول مرة من أجل المساعدة في نقل القوات الحكومية والمؤن بصورة أسرع إلى ارض المعركة ضد مسلحي القاعدة. ويقول قادة أمريكيون مسئولون عن شؤون منطقة الشرق الأوسط بان نشر طائرات الشحن الأمريكية سوف يكون في غاية الأهمية لتنفيذ الهجوم المدعوم من الولاياتالمتحدة والذي دفع عناصر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية والجماعات المتحالفة معها إلى الخروج من الكثير من المدن والبلدات.
وأضاف تقرير نشرته صحيفة لوس انجلس تايمز الأميركية أن المسلحين الذين استهدفوا الولاياتالمتحدة ينطلقون من قواعد في اليمن و التي تمزقها أيضاً الخلافات الإقليمية والقبلية ويخشى المتشككون من أن الصراعات قد تتفاقم وتتحول إلى الحرب الأهلية.
ويقول مسؤولون في الإدارة الأميركية منتقدون للفكرة إن نشر طائرات قد يقضي برد سلبي في اليمن وكذلك في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول أمريكي "علينا أن ننتبه إلى حقيقة إن ثمة اهتماماً كبيراً بالدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في اليمن. يجب أن نكون دقيقيين وألا يكون الدور شبيه بدور المسيطر، وهذا الأمر يشكل مصدر قلق". وأشار التقرير إلى أن الخطة الأميركية والتي تتضمن تزويد القوات اليمنية بمركبات وإمدادات أخرى ستعمل على تقييد الولاياتالمتحدة بالدور الداعم الذي يصر عليه المسؤولون في البيت الأبيض وهو أيضا النهج الذي يسير عليه الرئيس اوباما. لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي باراك اوباما، والذي قام بسحب القوات الأميركية من العراق و ما زالت عمليات سحبه للقوات الأمريكية جارية من أفغانستان، قال في وقت سابق انه لا يعتزم نشر جنود في الأراضي اليمنية.
ويؤكد مسؤولون أميركيون أنهم لن ينجروا إلى حرب أهلية ولا يعتزمون نشر قوات أميركية على الأراضي اليمنية سوى المدربين وبعض وحدات العمليات الخاصة،مستدركين بالقول: لكن قرار إرسال طائرة أميركية وطواقم جوية إلى اليمن يُعد مؤشراً أخر على أن أميركا تتبنى دوراً أكثر نشاطا في البلاد.
ويقول العديد من المسؤولين إن المكتسبات التي حققتها القوات اليمنية مؤخرا عملت على تعزيز قبضة القادة العسكريين الأمريكيين. وان إرسال الطائرات والمزيد من المساعدات الأخرى ربما تساعد في قلب الموازين في اليمن. ففي السنوات الماضية اكتسب المسلحون المزيد من القوة وقاموا بإنشاء ولايات لها في المحافظات الجنوبية تحت سيطرتهم.
وبشأن عدد و نوع الطائرات الأمريكية المطلوبة. يتم دراسة ذلك من قبل هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون ومن المخططين في القيادة المركزية الأميركية المسئولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط.
ويقول مسؤولون انه تم نشر العشرات من القوات الأميركية الخاصة هذه العام في اليمن والتي تقوم بتوفير المعلومات الاستخباراتية و المشورة فيما يخص التكتيكات التي تساعد في العمليات.
وتقوم القوات الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية بتنسيق حملة منفصلة ولكنها ذات صلة من الغارات الجوية ضد القاعدة في جزيرة العرب و التي يقول مسؤلو الاستخبارات الأميركية أنها تشكل تهديدا كبيرة على أمريكا كما أنها واحدة من العديد من الجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة اليمنية.
وقال تقرير لوس انجلوس تايمز: لقد استغلت الجماعة الفراغ الناتج عن الثورة الشعبية ضد الرئيس الذي حكم اليمن لفترة طويلة علي عبد الله صالح وتمكنت من السيطرة على أراضي في المحافظات الجنوبية في كل من أبين وشبوة.و قد زاد هذا من المخاوف من أن تتخذ هذه المناطق كقواعد لشن هجمات على أهداف أمريكية.
ويقول مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن المزيد من التوسع في الدعم العسكري الأمريكي المباشر للقوات اليمنية تم بحثه بصورة جادة من قبل إدارة اوباما اعتمادا على المكاسب الأخيرة في الجنوب.ويتلهف القادة الأميركان على التحرك بسرعة لان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد برهن على انه أكثر استعدادا لقبول بل والتماس المساعدات الأمريكية العسكرية.
و كان الرئيس هادي الذي تولى السلطة في فبراير الماضي قد تعهد، خلافا لصالح، بهزيمة التمرد الذي سمح للمسلحين بالاستيلاء على أجزاء كبيرة من الأراضي اليمنية.
وقالت السفارة الأميركية في بيان أن الجنرال جيمس ماتيس المسؤول عن القيادة المركزية التقاء الرئيس هادي و مسؤولين آخرين هذا الأسبوع في العاصمة اليمنية وأكد استعداد الولاياتالمتحدة لدعم جهود اليمن لهزيمة القاعدة و التي تهدد اليمن و المجتمع الدولي على السواء.
و جاءت زيارة ماتيس بعد اقل من شهر من زيارة قام بها الجنرال رالف قروفر نائب مدير الخطط والسياسة في القيادة المركزية الأميركية.
ويقول مسؤول أميركي منتقدا مقترح البنتاغون " نحاول جميعنا بقدر المستطاع أن نساعد الرئيس هادي وحملته التي يشنها مع القوات المسلحة في الجنوب من اجل طرد القاعدة في جزيرة العرب و لتمكين السلطات المدنية من العودة، " جاء ذلك على لسان مسؤول أمريكي من منتقدي خطة البنتاجون مستخدما اسما مختصرا للقاعدة في جزيرة العرب. وأضاف المسؤول " إذا كانت الطائرات الأميركية تنقل جنود الحكومة اليمنية فهذا دليل على تدخلنا بصورة فعلية. أن ذلك يتطلب المزيد من الانتباه الذي لن يكون مفيدا."
و لكن مسؤولين آخرين قالوا بان هناك تقدماً في النقاشات وتم تعميم التفاصيل على الإدارة الأميركية والوكالات والمسؤولين عن السياسات. وتقوم هيئة الأركان الأميركية المشتركة في البنتاجون بإعداد خطط محددة تتضمن نوع الطائرات التي يتم نشرها في اليمن والمساعدات العسكرية الأخرى المطلوبة - حسب قول المسؤولين.