الذين يروجون للفدرلة والأقلمة ولكل ما يبقي الجنوب على إرتباط بنظام الإحتلال مهما أسرفوا في القول من أنهم يخدمون القضية الجنوبية لا يمكن إحتسابهم إلا كموالين لرغبة الإحتلال المتساوقة كثيرا مع رغبة بعض الدول الإقليمية التي لم تعد سياستها خافية إزاء القضية الجنوبية طالما وقد جاهرة بالحلول من خلال تفوّه عدد من السياسيين اللاجئين على أرضيها بأن الأسلم لنا كجنوبيين أو بالأصح الأسلم لهم كطامعين محترفين هو أن يبقى الجنوب مشنوق إلى ذيل الذين أحتلوه وأستولوا على ثرواته وأشبعوا أبناءه قتلاً وتنكيلاً . والأمر الأعجب أن هؤلاء المروجين و(العصادين) السياسيين قد تقمصوا دور الناصحين المحايدين وما دروا إننا نرقب ونفهم جيداً إنهم يتحركون بوفق ما يبتغيه الذين نعمّوا عليهم حد التنكر لوطنهم الجنوب وإلى مستوى عدم الإحساس بما حدث و يحدث من قتل وذبح وعذاب لأخوانهم الجنوبيين الرازحين تحت الإحتلال منذ مايزيد على العشرين عام.
ولعلّكم رأيتم أحدهم كيف أزدرأ بعلم الجنوب وصد الذي حاول أن يضعه على عنقه مجاهراً بأنه لايعترف بجنوب مابعد 1967م وإنما بجنوب ما قبله ملبياً لرغبة أسياده الذين ينشدون إستعادة وضعية الجنوب إلى ماقبل 30 نوفمبر 67م عندما كان متشرذماً إلى أكثر من 21 إمارة وسلطنة ومشيخة، فلقد جسد جيدا هذا الكائن الجنوبي المتنكر لتضحيات شعبه مقولة ( على العبد أن يكون مطيعاً أميناً لسيده ) .
أليس البديهي جداً أن نقول عن هؤلاء بأنهم يؤدون دوراً ماكرا إزاء قضية شعبهم أوبالأصح يمارسون اسلوب التثعلب المفضوح على أسود الجنوب لثنيهم عن إنتزاع الإستقلال الناجز الذي تتحقق فيه الكرامة الوافية لشعب الجنوب الأبي . كما لاننسى أن نشير إلى أن نفس هذا الدور يضطلع به أناس قلة من أصحاب الشيك المفتوح !! عايشين بين ظهرانينا يسعون لتحقيق مآرب حقيرة للمحتل من خلال تسكعهم هنا وهناك وتحديدا حيث يعتصم ثوار الجنوب ليمارسوا دور المستقطبين لمن يسهل إصطياده لظمه في طابورهم المعادي لتوجه الإستقلال الذي يؤازره وبقوّة الأغلبية الغالبة من أبناء الجنوب والذين لايمكن أن ينثننوا أو يتراجعوا قيد أنملة تجاه مشروعهم العظيم في تحقيق الإستقلال و إستعادة بناء الدولة الجنوبية .
فالفدرالية والأقلمة وسواهما من المسميات التي يروج لها هؤلاءالغاوون وبصفّهم نفر من الكتاب المستأجرين أو حتى الذين هم على نيَّاتهم لايمكن أن تجد لها قبول البته في أذهان أبناء الجنوب . ونقول الكل مكشوف وشعب الجنوب يعرف طريقة .