بقلم/ احمد الضالعي في وقت سابق وتحديدا في عهد اندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربي سارعت جهات خارجية بمعية شخصيات جنوبية الى امكانية تدارس حلحلة لقضية الجنوب وانقاذ الوحدة اليمنية وخلصوا الى مشروع الفيدرالية لكن شعب الجنوب تصدى لهم منذ اللحظة الاولى وجاءت مسرحية الحوار اليمني التي ادخلت شخصيات جنوبية في تفاصيلها بمزعوم تمثيل الحراك الجنوبي فيها بينما كانت القوى الحراكية الفاعلة قد حددت موقفها من مؤتمر الحوار ورفضت المشاركة فيه واشترطت ان يكون حوار ندي بين دولتين على قاعدة الاستقلال وتوج شعب الجنوب ذلك الرفض بمليونيات كبرى وانتفاضة شعبية عارمة اكدت موقفها الرافض من الحوار المزعوم الذي خلص الى نتائج هزيلة تمثلت بتقسيم اليمنوالجنوب الى اقاليم ستة لكن شعب الجنوب والشرفاء رفضوها. اليوم اقر رعاة المبادرة الخليجية ومعهم صنعا بفشل مؤتمر الحوار وفشل المبادرة الخليجية برمتها وجاء اقرارهم هذا من خلال اعادة البحث عن مبادرة جديدة يجري تسريب نقاطها اذ تحاول صنعاء من خلال رعاة المبادرة الاولى التسويق لمشروع الفيدرالية هذه الايام. ما الجديد؟ لا جديد فالمشروع نفسه ولكن بقالب اخر حيث يحاول رعاة المبادرة التسويق لمبادرة فيدرالية يجري اصباغها بصبغة اكاذيب تتمثل بان هذه الفيدرالية هي فيدرالية مزمنة يحق للجنوبيين الاستفتاء عليها بعد سنوات وبضمانات دولية، وهذه اكذوبة كبرى فالفيدرالية هي نفسها ولا يوجد في القانون الدولي فيدرالية مشروطة او مزمنة. ما هي ضمانات الخارج في جديد المبادرة الخليجية؟ الضمانات المطروحة عبارة عن اوهام ليس الا، لان الضمانات التي يجري التسويق لها ان دول الخليج والى جانبها دول كبرى مثل واشنطن تضمن بحدوث استفتاء شعبي بعد سنوات من الفيدرالية. ما هو الاستفتاء المطروح؟ اولا مسالة الاستفتاء مسالة فيها الكثير فالجنوب ليس مجرد اقليم تابع لليمن كاقليم جنوب السودان الذي كان يتبع السودان حتى يستفتى شعبه على الوحدة او الاستقلال، الجنوب دولة مستقلة دخلت في عقد شراكة مع الجارة اليمن عام 1990م تحت مسمى الوحدة وفشل العقد وانتهى باعلان الحرب على الجنوب في العام 1994م، وشعب الجنوب لا يستجدي الاستفتاء الذي يعد القبول به امر فيه تنازل عن الحق القانوني للجنوب المحتل هذا من ناحية ومن اخرى الاستفتاء المزعوم يعد بحد ذاته مشكلة معقدة لانه لم يستطع تحديد من الذين يحق لهم الاستفتاء وما وضع المستوطنين اليمنيين في الجنوب، وما الضمانات من اجراء عملية قيد وتسجيل سليمة غير مزورة ومن هي الجهة التي ستعمل على عملية القيد والتسجيل وما الكشوفات التي سيجري اعدادها والى أي جهة يجري تسليمها ومن هي الجهة المخولة بالفحص والمراقبة والفرز وغيرها من الامور؟؟ اذاً الاستفتاء بحد ذاته مغامرة خطيرة ستقود الى ضياع الحق الجنوبي نهائيا مهما كانت هناك أي ضمانات فانها لا تكفي ولدينا الكثير من التجارب السابقة على مسالة الانتخابات التي يجري تزويرها بواقع 90% في كل مرة. الحل الوحيد بالنسبة لنا كجنوبيين ان تستمر ثورتنا وتتصاعد ولا ننتظر من الاخرين أي حلول فالثورات عندما تنطلق من الطبيعي ان تواجهها الاخطاء والمؤامرات لكنها في النهاية ستنتصر وليس بالضرورة ان يقف الجميع مؤيدين للفيدرالية او للاستقلال متى ما وجدت هناك ثورة ولو باقل القليل من احرار الجنوب.