أن النادر الجيد في عالم العلاقات والمشاريع الناجحة هو من لا يجعل الشخصيات جزءا منه بل من تجعله الشخصيات جزءا منها أي ذلك الذي لا يتهافت على حركة الشخصيات ومصائرها إنما من يصغي للعلاقات الداخلية للكون الذي أنشأه ويستجيب لمقترحات الشخصيات وهي تتحرك وتختار مصائرها. لصاحبة الجلالة عدن الغد الغراء بعامة قرابات خصيبة ففيما يعيد فن من الفنون إنتاج سلالته فإنه يساهم في تولُّد وتوالُد سلالات إبداعية جديدة شكلا ومضمونا تمايزا وتجاورا؟ لا تكون مراحل تناسل ونمو الفنون خطية بقدر ما هي إشعاعية لا تكون أفقية بقدر ما هي رأسية تبحث دوما عن مائها في عروق الأرض وفي تضاعيف الغمام. وعلاقات الفنون ببعضها لا تتسم بالشوفينية والصلف إن الفن لا يكون صلفا إلا تجاه ما و/أو من يدعي الفن علاقات الفنون ببعضها لا تتصف بالمن بقدر ما هي ممسوسة بالامتنان أنه ربما تعني سيادة وأبهة ضرب إبداعي بعينه في وقت ما مرونته وقابليته (أي تاريخيته) في التجاوز والاستفادة من الضروب الإبداعية الأخرى التي تتاخمه أعتقد أن عدن الغد بذكراها الرابعة يعني قدرتها الفائقة على أن تتألف من (وتوالف بين) عناصر إبداعية مختلفة بنسب وكيفيات متباينة أهم وشيجة تجمع بينهما هي المهنية وأهم خصيصة مشتركة بينهما هي المرونة بما يجعلهما غير مهددين بالفناء أو الاضمحلال لأنهما يتمتعان بالمهارة العالية الواجب توافرها لدى المنعطفات السياسية التاريخية وبامكانات ذكية للتحول والتطور الجديد الذي كان ومازال يطمح لتأسيس رؤى نقدية رصينة ومتحررة من براثن الساسة اليوميين لعدد من مشكلات الواقع الفكري والسياسي والثقافي الجنوبي. أن صحيفة وموقع "عدن الغد" من أنضج تلك المساهمات التي تمّت خلال جولتها الطويلة عبر الكثير من المحطات الأفكار والأمنيات والخطوات التي كانت وراء تأسيس مشروع "عدن الغد " تمت بصلة عضوية لبعض الهموم التي كانت خلف تكوين "موقع عدن الغد فمما لا شك فيه أن الحركة السياسية الوطنية والإعلام بشكل خاص مصاب بفقر في الفكر السياسي والإعلامي وهزال وشحوب ثقافي عام وحينما دشن الأستاذ الرائع فتحي بن لزرق مؤسسته الإعلامية استطاع الشارع أن يتيقن بسهولة من أن عدن الغد احتفظت بأبرز نجاحها وصحتها المواكبة وأعني بذلك الجسارة المبدئية للتأسيس الفكري والإعلامي المهني ولدور المثقف والثقافة في التعبير أعي بأن الاعلام مازال حبيس الولاءات ونظرا للواقع الاجتماعي السياسي الثقافي النفسي الجغرافي الداخلي الشائك الذي يعيشه شعبنا تكون عدن الغد قد أبدعت ومنحت جهود جبارة تجاه الوطن والشعب بالمقارنة مع العوائق البديهية التي تجيد المطابخ الإعلامية الأخرى وضعها فيما يختص بحرية الرأي والاختلاف والديمقراطية والثقافة لكن البعض لم يدرك ذلك بما يتناسب مع ماهية وحجم وفداحة "المهام التاريخية" تواصل "عدن الغد "وأفكار أخرى يقف دليلا على حكمة القيادة ومهنية وصفاء الفريق الإعلامي لمؤسسة عدن الغد الإعلامية .
كل التحايا للجندي المجهول صاحب القبعة والقلب الكبير والقلم النزيه الحصيف النادر .