بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة أولية في حيثيات المؤتمر الجنوبي الجامع (نسخة كاملة)
نشر في عدن الغد يوم 04 - 01 - 2015

قدم السياسي الجنوبي والناشط في منظمات المجتمع المدني الاستاذ جمال مطلق رؤيته السياسية للمؤتمر الجنوبي الجامع وهو اول عمل سياسي جنوبية يهدف لتوحيد فصائل الحراك الجنوبي .
ولاهمية القراءة السياسية التي قدمت تنشر "عدن الغد" نصها كاملة :
م/ جمال مطلق مدير منتدى مدار للدراسات والبحوث

عند النظر في حقيقة أي موضوع فأننا لاشك نحتاج إلى الإلمام بجميع جوانبه وأبعاده المتعددة لتكوين فكرة متكاملة إلى حد كبير عنه ولعلنا في هذا التناول نستطيع أن نستوعب ماهية الدعوة إلى المؤتمر الجنوبي الجامع من خلال تحليل المعنى العام لصيغة التعبير عنه والجهة التي دعت إليه وكيفية السير في التحضير والآمال المعقودة عليه والمآل المتوقع له .

المحور الأول : المعنى العام :
منذ أول وهلة يسمع فيها المرء دعوة كهذه يتبادر إلى ذهنه انه ربما تكون هي الحل المناسب الذي يجمع كل القوى والمكونات والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني في عموم الجنوب فيسارع إلى استحسان الفكرة دون تدبر لمعناها ودلالاتها التي يفسرها ما بعدها حيث جاء في شعار اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع انه (على قاعدة التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الكاملة السيادة ) وعليه وطالما أنه مؤتمر جنوبي جامع على قاعدة التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الكاملة السيادة فقد برزت نتيجة هذه الصيغة بعض الملاحظات التي سوف أتناولها ابتداءً بمحاولة تحليل الاسم الذي تم ويتم تداوله في الساحة الجنوبية على النحو التالي :
أولاً : اللجنة التحضيرية :
حيث شكلت هذه التسمية جدلاً واسعاً بين صفوف الناشطين والقياديين في المكونات المختلفة بإعتبار ان تشكيل اللجان التحضيرية لأي عمل سياسي إنما يوحي بإنتاج مكون جديد وأنه كان من الواجب ان تكون ماتسمى باللجنة التحضيرية من العناصر المؤتلفة لا من خارجها بل وتكون بموافقة مبدأية من المكونات والقوى المراد دمجها أو التنسيق الواسع بينها ضمن عمل مشترك وأن ماتم تشكيله في الحقيقة لايعدو عن كونه لجنة مبادرة فقط في أحسن الأحوال وليست لجنة تحضيرية وأن اللجنة التحضيرية المطلوبة هي تلك التي من المفترض ان تتشكل بعد نجاح مساعي لجنة المبادرة إن كانت هناك ثمة مبادرة محددة المعالم وقابلة للتنفيذ في الواقع .
ثانياً : المؤتمر:
1)كلمة المؤتمر استدعت إلى الأذهان تلك المؤتمرات التنظيمية التي اعتاد عليها الناس في الجنوب لاسيما تلك التي ارتبطت بالنظام السابق في الجنوب والذي لا تزال ذاكرة الكثيرين تحمل توجساً وقلقاً منها نتيجة لما كان يرافق تلك المؤتمرات في الماضي الصراعي المقيت .
2) كلمة المؤتمر أيضاً خلقت نوع من سوء التفاهم بين مقاصد اللجنة في توفير سقف جامع يستوعب جميع القوى المتجانسة في الهدف العام وبين ما يعرفه الناس من طبيعة المؤتمرات التي يدخلها المندوبين وتحسمها الأغلبية فأمتنع أوأرتاب الكثيرون من مسألة النسب ومن يحددها وكيفية الدعوة إلى اللجنة التحضيرية .
3)ربما لم تكن هذه الكلمة هي المناسبة لتوصيف مقاصد اللجنة التي تبنت مشروع لقاء أو تنسيق واسع اقرب ما يكون إلى الائتلاف أو التكتل ولكنها لم تحسن التعبير عن ذلك ولم تقم به بالشكل المطلوب .
ثالثاً :الجنوبي :
1) فتحت كلمة الجنوبي المجال للتأويلات الجهوية في معنى انتسابها وأثارت مسألة الهوية وجعلتها محل اجتهاد واسع ومتنوع وقد تجاوزت هوية الدولة الوطنية التي كانت قائمة في الجنوب إلى الخوض في هوية الشعب عبر التاريخ وهذا الأمر أربك الكثير من اللقاءات وشكل لغطاً كبيراً نتيجة اختلاف الإفهام والمفاهيم والمنطلقات السياسية للقوى غير المتجانسة في الماضي الصراعي قبل وبعد الاستقلال الوطني عبر شخوصها وعناصرها الموجودة في المكونات التي تتفق في الهدف الراهن بمعناه الواسع دون الخوض في تفاصيل صيغة التعبير عن ذلك الهدف .
رابعاً: الجامع :
1) هذه هي أكثر الكلمات إثارة للجدل حيث اعتبرها كثيرون دلالة على جمع كل القوى الفاعلة في المجتمع على اختلاف مواقفها السياسية ورؤاها فيما يخص الوضع الراهن للثورة الجنوبية السلمية التحررية بينما اعتبرها آخرون جامعاً لقوى محددة بذاتها .
2) وبرغم أن مابعدها من الكلمات جاءت لتوضح القاعدة التي يقوم عليها المؤتمر إلآ أن كلمة الجامع قد جعلت الكثير حتى من أعضاء اللجنة التحضيرية يتباينون في فهمهم لمدلولها .
3) تم الخلط نتيجة ماسبق بين المسار الوطني العام والمسار الثوري/السياسي وغابت الرؤية المشتركة عن أعضاء اللجنة في استيعابهم للفرق بين المسارين أو المفهومين المختلفين .

خامساً : على قاعدة
وهذه الكلمة ايضاً لم تسلم من النقد حيث اعترض عدد من النشطاء على هذه الكلمة وأبدوا تحفظهم من سياق الجملة حيث اعتقدوا ان القول ( على قاعدة ) لايعني بالضرورة أن يكون الهدف هو ذاته ما يبنى على تلك القاعدة . أي ان القول على قاعدة التحرير والاستقلال لايعني أن الخيار السياسي القادم هو ذاته التحرير والاستقلال .
سادساً :التحرير والاستقلال :
هذه الكلمتين جعلت قوى كثيرة فاعلة لاتنسجم مع الدعوة وكانت كفيلة بعزوفهم عن المشاركة في المؤتمر الجامع لأنهم يتبنون خيارات سياسية أخرى تقبل البقاء في مايسمى (الجمهورية اليمنية الاتحادية ) وبنفس الوقت كانت قاطعة مانعة للمزايدات على صحة وطبيعة توجه اللجنة التحضيرية في ظل الخطاب الثوري الطاغي والمتصاعد في عموم الرقعة الجغرافية لما كان يسمى ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) .
كما يذكر انه قد برزت ملاحظات أثناء النقاشات المتعددة وخلط بين (التحرير والتحرر والحرية ) حيث كان ولايزال يتم استخدامها بشكل عفوي دون تمييز في سياق التعبير عن الهدف غيرأن ما أعلنته اللجنة التحضيرية كان استجابة للشارع الجنوبي الذي لم يكن ليتقبل غير هذا الشعار أو التوجه الثوري في التعبير عن الهدف .
سابعاً: بناء الدولة الجنوبية الكاملة السيادة :
وفي هذه الجملة اختلاف كبير لايزال قائما حتى هذه اللحظة بين مسألة بناء الدولة أو استعادة الدولة فمن يقول ( بناء الدولة ) إنما ينطلق مما سبقها وما سبقها هو (التحرير والاستقلال) والتحرير والاستقلال يتم بعده بناء دولة جديدة على حدود الدولة السابقة التي كانت قائمة والتي تتحول في المسار السياسي إلى وسيلة للاستدلال فقط على حدود الجغرافيا السياسية للجنوب بينما كلمة (استعادة ) تتلاءم مع ( فك الارتباط ) وليس التحرير والاستقلال وعلى ذلك دار ويدور جدل واسع في محاولة التعبير عن صيغة الهدف الجمعي للثورة الجنوبية السلمية التحررية مع أنه لو اكتفينا بكتابة وإقرار الشعار متضمناً فقط (التحرير والاستقلال ) وجعلناها هي الجامعة والأولى في سلم الأولويات لكفتنا كل هذا الإشكال أو الجدل الذي لاطائل منه لأن ماسوف يحدث سيحدث في حينه وبظروفه ومعطياته في الزمان والمكان .

المحور الثاني :الجهة الداعية والفكرة
كانت الجهة التي دعت إلى فكرة المؤتمر الجامع هي (تيار مثقفون من أجل جنوب جديد ) وهي مجموعة نخبوية محدودة جداً من المثقفين غلب عليهم الطابع الثقافي والأكاديمي الذي اكتسبوه من تجربتهم التراكمية في مضمار العمل الأدبي والأكاديمي أكثر من خبرتهم في الجانب السياسي والتنظيمي وما يصاحبها من إشكاليات وحساسيات وتعقيدات, الأمر الذي أدى إلى تبني الفكرة دون دراسة لأبعادها السياسية وطبيعة التعقيدات المرتبطة بطبيعة المكونات المتعددة في الثورة الجنوبية السلمية التحررية ولا بالوضع الراهن في الجنوب فكانت الدعوة إلى مبادرة ذلك التيار دون أن تتوفر ملامح واضحة لتلك المبادرة كما أن الانتقائية التي تمت على أساسها الدعوة لم ترتبط بمعايير محددة وواضحة وكان أن تم الدخول في أعمال إجرائية وتقسيم لجان فرعية دون وضوح أو وجود لتفاصيل المبادرة المزعومة وهذا الأمر جعل ماسمي باللجنة التحضيرية في حالة من الحرج والاجتهادات العبثية ولكن كان الجميع يحاول النهوض بالمهمة بتأثير من الدافع العام أو القيمة التي تتبناها المبادرة وهي (الجامع ) فهذه الغاية تحديدا هي التي جعلت الكثير من المساهمين في اللجنة يحاولون أن يكونوا ايجابيين بالمشاركة الفاعلة وبذل الجهود بدلاً عن النقد من خارج اللجنة او اتخاذ موقف ما يجعلهم بعيدين عن المشاركة الفعلية الممكنة في إيجاد فرصة للتقارب والتنسيق بين مكونات وقوى الثورة الجنوبية السلمية التحررية .
ولعله من المفيد الإشارة هنا أنه وبرغم من عدم وضوح أو انعدام المبادرة إلآ أنها شكلت هاجساً ألهمت الكثير من أعضاء اللجنة لبذل كل مايستطيعون لمحاولة تحقيق مقاربة سياسية توفيقية بين المكونات والقوى المختلفة ولعل في ذلك الأمر جوهر تلك المبادرة دون أن يعلن عنه لأنها وضعت عدد كبير جداً من الناشطين والمثقفين والشخصيات الوطنية في المحك المباشر لإنتاج عمل يرتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الجنوبي العظيم .
المحور الثالث : سير العمل
بالنظر إلى انكشاف أمر الدعوة بأنها كانت مجرد اجتهاد لجمع عدد من الناشطين وبعض قيادات المكونات بشكل شخصي وإدخالهم في عملية إجرائية غير محددة الاتجاهات فأن سير العمل قد رافقه عدد من المشاهدات بالإمكان إيجازها على النحو التالي :
1. العدد الكبير الذي شملته اللجنة والذي بلغ حوالي 86 عضواً ( 66 من الداخل و20 من الخارج ) أثار جدلاً واسعاً علماً بأن الكثير منهم حينها لم يشارك في اللقاء الأول الذي إنعقد في المكلا في سبتمبر 2013م نظراً لوجوده في الخارج الأمر الذي أدى الى عدم اكتمال اي نصاب لعقد اللقاءات التي تعاقبت بعد اللقاء الأول كما شكل صعوبة في التواصل نتيجة التباعد الجغرافي لأماكن تواجد الأعضاء في داخل الجغرافيا السياسية الواسعة للجنوب المحتل الأمر الذي انعكس سلباً على نشاط اللجنة .
2. الغموض الذي مورس بشأن الكشف عن مصادر الدعم لنشاط اللجنة جعل الجميع يعيد انتخاب المبادرون لهيئة الرئاسة لضمان استمرارية العمل ومحاولة الاستفادة من التقارب المأمول بين نشطاء الثورة من مختلف مناطق الجنوب.
3. نتيجة التباعد الجغرافي والتباين الفكري والسياسي بين الأعضاء فأن ذلك كان كفيلاً لعدم انجاز التوافق المطلوب على الوثائق المطلوب انجازها كمشاريع تقدم للمؤتمر الجامع ومع ذلك فأن اللجان الفرعية قد بذلت جهود كبيرة للغاية في سبيل الوصول إلى صياغة الرؤية السياسية التوافقية وتعثرت تلك الرؤية بسبب الاختلافات التي تدخلت فيها في وقت لاحق جهات أخرى أيضاً لصياغة الأسس العامة للتوافق ولكن وبرغم ذلك فقد تعثر عمل اللجنة مرات عديدة نتيجة عدم انجاز المهام في وقتها وربما نتيجة تراجع الجهات الداعمة لفكرة المؤتمر أو لتقصير في عمل هيئة الرئاسة الذي انحصر العمل في أكثر الأحيان على بعض أعضاءها فقط حتى جعلت الآخرين يتعاملون مع اللجنة وكأنها مكون جديد يتم التحاور معه .
4. شهدت فترة الخمول للجنة الكثير من التواصلات والاجتهادات الشخصية وأنتجت نوعا من التقارب بين بعض قيادات المكونات كما شهدت أيضا تراجع وغياب أصحاب المبادرة لأسباب مختلفة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر مع حفظ الألقاب (سعيد الجريري وهدى العطاس وأمين يافعي وقاسم المحبشي واخيراً عبدالكريم قاسم وعبيد البري ) وكل هؤلاء كانوا من المؤسسين لتيار مثقفون من اجل جنوب جديد والاخيرأصبح يشن هجوماً ساخراً على عمل اللجنة بالاضافة الى محمد سعيد سالم وغيرهم كثير .
5. يذكر أيضاً انه قد جرى جدل كبير حول حقيقة توجه المؤتمر الجامع برغم انه تبنى شعار التحرير والاستقلال وقد كان ذلك واضحاً ومعلناَ منذ اليوم الأول لاجتماعات اللجنة التحضيرية في المكلا في سبتمبر2013م وبرغم ذلك فأن إحساس ما كان يشغل بال الكثير من النشطاء في قيادة مكونات الثورة الجنوبية السلمية التحررية بأن هذا المؤتمر يرعاه حزب الرابطة وأنه هو من يهيمن عليه وبرغم وضوح الهدف المعلن وإستناده إلى منطق ثوري وعقلاني إلا أن الخطاب الثوري لبعض المكونات لم يستوعب ذلك بل لا يريد أن يستوعبه ربما نتيجة التحفظات والتوجس الذي لا يخلو من النظرة الماضوية طالما أن حزب الرابطة هو من يدير الأمور حسب تحليلاتهم الخاصة بهذا الشأن وربما أن تصريحات وتناولات قيادة حزب الرابطة قد عززت هذا الاعتقاد واثارت حفيظة قوى معينة تجاة فكرة المؤتمر الجامع وتوجهه السياسي .
6. استمرار المبادرون في رئاسة اللجنة ونتيجة لحيثيات ما تمت الإشارة إليه في المحور الثاني فأن أسلوب إدارة اللجنة لم يكن يرتقي إلى التنظيم المطلوب والتنسيق الجيد والرؤية الواضحة التي تتناسب مع حجم العمل المراد إنجازه .
7. نتيجة صعوبة التواصل وعدم وجود مقر محدد للجنة خلال الفترة الماضية فأن ذلك قد شكل أحد أبرز أوجه القصور في خلق التواصل والتوافق المطلوب بين أعضاء اللجنة لأنه من غير المنطقي أن يبحثوا عن توافق مع الآخرين دون أن يكونوا هم متوافقين أصلاً.
8. نتيجة الانقطاع الطويل بعد لقاء المكلا ونتيجة لعدد من الخروقات والتجاوزات في عمل اللجنة فقد تقدم مجموعة من الاعضاء من بينهم على سبيل الذكر مع حفظ الالقاب ( حكيم الحسني وعبدالكريم قاسم وجمال مطلق وفضل الربيعي وغيرهم ) بورقة محددة الطلبات لتقويم سير العمل وتم عقد اجتماع على ضوء ذلك والاتفاق على جملة من الاجراءات ولكنها لم تجد طريقها الى التنفيذ للاسف الشديد وبدلاً عن ذلك تم بطريقة ما اختيار لجنة التوافق للقيام بالعمل وحلت في ظاهر الأمر كبديل عن اللجنة التحضيرية في عملية التواصل المطلوب مع القوى والمكونات في الساحة الجنوبية .
9. تمت الدعوة للحضورالى قاعة فندق الذيباني وحضر العديد من الأعضاء بما فيهم اعضاء لجنة التوافق ودار جدل حول شرعية وجودهم في اللجنة وانفض الاجتماع دون وجود مبررات منطقية لعقده دون ان يبلغ النصاب الكافي كالعادة .
10. تم أيضاً تكليف ناطق رسمي في لقاء لم يتجاوز عدد الحاضرين فيه ستة أشخاص فقط في منزل أحد أعضاء هيئة الرئاسة كما تم تكليف أحد الأشخاص الإعلاميين من خارج اللجنة للقيام بمهام رئيس اللجنة الإعلامية المنسحب والذي لم يناقش احد موضوع انسحابه .
11. في الفترة الأخيرة ونتيجة للواقع المعقد لوضع المكونات والمحاولات المتكررة لإيجاد عمل ثوري وسياسي فاعل يعكس ويعبر عن الإرادة الحرة للجماهير فأن الدعوة للقاء أو مؤتمر جامع كانت ولازالت غاية يسعى لها الكثيرون وفي هذا السياق تم بذل جهود كبيرة في سبيل التواصل بين المكونات الفاعلة في الثورة الجنوبية السلمية التحررية وساعد في ذلك التقارب الضغط الجماهيري الذي فرضته الإرادة الحرة للجماهير في اعتصامها السلمي في كل من عدن والمكلا الأمر الذي استدعى إعادة الروح إلى فكرة المؤتمر الجامع والى لجنته التحضيرية لتمارس دورها من جديد وإعادة الأمل للجماهير التي تعرضت معنوياتها لهزات عنيفة نتيجة ضعف الأداء السياسي الذي ينبغي أن يكون مصاحبا للفعل الثوري للجماهير .


المحور الرابع : الآمال المعقودة على المؤتمر الجامع
بهذا الصدد وبالإشارة إلى ماتقدم يمكن لنا أن نوجز بعض الآمال التي ينظر لها العامة من قيام مؤتمر جامع وهي :
1. أن يكون جامعاً لجميع قوى ومكونات الثورة الجنوبية السلمية التحررية .
2. أن يحقق التوافق المطلوب بما يخدم تنظيم وترشيد الجهد الجماهيري وإدارة النضال السلمي المعبر عن نبض الشارع الجنوبي .
3. أن يصوغ الأسس العامة التي تحدد إتجاهه العام وتشكل قاعدة أساسية لكل الأنشطة والفعاليات .
4. أن يضبط العلاقة التكاملية بين مختلف الطاقات والإمكانيات الكامنة في المجتمع بما يخدم السير بثبات نحو تحقيق الهدف .
5. ان ينتج رؤية سياسية توافقية جامعة يمكن تسويقها للرأي العام الداخلي والخارجي بهدف كسب التأييد لها .
6. أن ينتج حامل سياسي توافقي يستطيع النهوض بأعباء النضال ومقتضياته اللازمة وتحمل تبعاته .
7. أن يحدد العلاقة بين أنشطة المكونات الداخلية ومستوى التزاماتها للتقيد بالسياسة التي أقرها المؤتمر الجامع بشكل توافقي تام .

المحور الخامس : المآلات المتوقعة
بالنظر إلى سير العمل خلال الفترة الماضية فأنه يبدو واضحاً أن الكثير من الغموض والتعثر قد صاحب العمل كنتيجة منطقية لعدم وضوح أو وجود مبادرة محددة من قبل أصحاب الدعوة ويبدو أنهم حاولوا استثمار حماس الناشطين وميلهم للاستفادة من أي مصدر دعم لمحاولة اللقاء وتبادل وجهات النظر سعياً نحو صياغة أفق محدد للتوافق الجنوبي لاسيما بين المكونات والقوى والشخصيات الوطنية التي تتبنى إتجاة أو شعار (التحريروالإستقلال) وقد كان أن إستجاب لهذه الدعوة العديد من الكفاءات والمثقفين والناشطين ولكن لم يكن هناك إمكانيات كافية لتبني حوار وطني جنوبي نستطيع من خلاله الخروج بتصورات حول كيفية إدارة التباين والاختلاف وتسخيره بإتجاه السير بشكل تصاعدي نحو تحقيق الهدف .
كما كان بإمكان ( أصحاب المبادرة ) بالاستعانة ببعض الكفاءات اقامة وتبني نقاشات نوعية معمقة مع عدد من الاختصاصيين حول كيفية إيجاد صيغ توافقية بشأن المصطلحات والمفاهيم والافكار المختلف حولها في اطار المسار الثوري بكل أبعاده .
ويشار إلى أن الدعم - المجهول بالنسبة لأعضاء اللجنة - والشحيح كان العامل الأبرز في تعثر التواصل الذي كان مأمولاً على الأقل لتلافي الإشكالية التي خلقها تيار مثقفون من أجل جنوب جديد وماأعقبها من توهان منذ اللحظات الأولى في المكلا وكان التيار أشبه مايكون حينها الى ذلك الذي يدعو الناس الى مبادرة أو فكرة للخروج من نفق مظلم وعندما إجتمعوا لديه قام بتوزيعهم الى لجان متعددة لبحث السبيل الأمثل للخروج ولكنه بنفس الوقت لم يسمع لأحد ولم يقدم البديل واحتفظ بإمكانيات الحركة والتصرف لديه أو بمعرفته .
وعلى ذلك فأنه ينبغي الإقرار أولاً بإن المبادرة لم تكن موجودة أصلاً إلآ إذا اعتبرنا أن مجرد جمع الناس لساعات معينة للتوافق على الشعار العام قد كان هو المبادرة بعينها في تصور التيارمتناسين أن التوافق إنما يحدث بين قوى محددة الملامح والوجود ولها هي الحق دون غيرها في تحديد الشعار والهدف والسبيل الى تحقيقه الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات بشأن النوايا من وراء الدعوة وكان هناك من يتوقع بأن الامور تتجه نحو تشكيل مكون جديد ليس إلآ .
وقد إستمرت هذه الحالة العبثية في الاداء طوال الفترة السابقة التي تجاوزت السنة الكاملة الى ان حدث التحول النوعي في مسار الحراك العام والذي تمثل في فرض الجماهير بإرادتها الحرة الاعتصام السلمي في ساحة العروض بخور مكسر وتلاه الاعتصام في المكلا مما شكل ضغطاً شعبياً كبيراً على المكونات الثورية نتج عنه اعادة إلتئام مجلسي الثورة والحراك ضمن ماسمي بالمجلس الثوري وفي الوقت ذاته اعادت الإعتصامات الروح الى فكرة المؤتمر الجامع وبدأت خطوات حثيثة ولكن لم تخلو هي الاخرى من الاجتهادات العبثية غير المدروسة بعمق ونشأ على إثرها تكوين عدد من اللجان الفرعية وتم استيعاب لجنة التوافق ضمن اللجنة التحضيرية واحيل الامر الى لجنة التواصل للاتصال بالمكونات المختلفة وبدأ العمل انطلاقاً من مقر محدد وضمن جدول زمني محدد ولكن مرة أخرى ذهب الجدول الزمني مع الريح والتواصل رافقه القصور والضبابية وعدم التجانس حتى بين اعضاء لجنة التواصل انفسهم الذين بدأوا بعدد لايتجاوز 14 واصبحوا 28عضواً وبعد حوالي شهر تم الاعلان دون علم ومصادقة اعضاء اللجنة التحضيرية او لجنة التواصل عن تأجيل موعد عقد المؤتمر الى اجل غير مسمى بعد ان تم الاعلان مسبقاً على انه سيتم عقده في نهاية ديسمبر2014م .
وانطلاقاً من كل الحيثيات السالفة الذكر فأن المآلات المتوقعة هي :
1- ان يستمر التأجيل مرة تلو أخرى نظراً لصعوبة التوافق حتى بين المنتمين لنفس المكون وبالتالي سيتم الحفاظ على فكرة او قيمة المؤتمر أو اللقاء الجامع بإعتباره أمل يتجدد بدلاً عن عقده والإختلاف فيه .
2- أن يتم تكوين تكتل من مجموعة من القوى والمكونات ولكنها لاتلبث ان تتشظى بشكل سريع وقد تشكل حالة من الاحباط العام .
3- أن تحدث مستجدات تساهم في ان تجد الفكرة رعاية دولية تنهض بمستلزماتها وتحقق قيام مؤتمر حوار جنوبي يفضي الى انتاج ادارة توافقية للفعل الثوري الجماهيري العام وقواه ومكوناته المتعددة .

الخلاصة :
قبل ان استخلص بعض الاشارات كنتيجة للجهود الكبيرة والمحاولات المتكررة خلال الفترة الماضية والراهنة لخلق التوافقات المطلوبة بين مختلف مكونات وقوى الثورة الجنوبية السلمية التحررية فأنني ألفت انتباهكم الى مايلي :
1. ان طبيعة التعبير الجماهيري العفوي الحر ليس له أن يكون في حقيقة الأمر سوى عامل من عوامل الضغط على مراكز النفوذ والقرار وهذا الشكل من أشكال التعبير يستطيع ان يعبر عن المعاناة المشتركة والطموحات المشتركة للجماهير لبلوغ هدف او اهداف معينة ولكنه لايستطيع ان يحققها بذلك التعبير السلمي العفوي المجرد وهذا التعبير الجماهيري ليس له في الحقيقة سوى أن يكون عامل من عوامل الضغط والتأثير على مراكز النفوذ والقرار مالم تتظافر عوامل أخرى في غاية الاهمية لتحقيق ارادة الجماهير.
2. المكونات التي نشأت على خلفية هذا التعبير الجماهيري او مايسمى بالحراك كانت مهمتها الأساسية هي العمل على محاولة توجيه وتنظيم واستيعاب الحراك في بداياته الاولى وقد نشأت بمقتضى الضرورة وساهمت في ترسيخ هذا الشكل من أشكال التعبير الجماهيري بإعتباره خروج للتعبير عن رفض سياسات السلطات الجائرة التي ارتقت الى مايمكن تسميته بسياسة الاحتلال الجائر بكل ماتحمله الكلمة من معنى ولكن تلك المكونات لم تستطع مواكبة ديناميكية الحراك الجماهيري العام وتوسعه بشكل ملفت كما لم تستطع رسم افاق وطرق جديدة للنضال الجماهيري السلمي المتعدد المسارات بل انها في بعض الاحيان وقفت حجر عثرة امام اجتهادات المناضلين وابداعاتهم أو تحولت الى إشكال كبير في مجرى النضال السلمي .
3. مع انطلاق ماسمي بثورات الربيع العربي انطلقت مسيرة الحراك بشكل أقوى وأكثر اتساعاً حتى شملت كل الرقعة الجغرافية للجنوب بحدوده المعروفة حتى عام 1990م ومع هذا الزخم الكبير للحراك تعددت المكونات وزادت نسبة الناشطين فيها فأصبح الشارع الجنوبي يغلي وبنفس الوقت لم تستوعب تلك المكونات ذلك التسارع والنضوج في الشارع ولم تستطع ان تبلور فكر سياسي محدد يرتقي الى مستوى التضحيات الجسيمة التي تقدمها الجماهير ولعل الإعتصام الجماهيري الذي فرضته الارادة الحرة للجماهير قد شكل تحدياً كبيراً لايزال مستمراً للمكونات التي إعتمدت طوال الفترة السابقة على الخطاب الثوري في حين ان الجماهير قد تقدمت في فعلها الثوري وليست بحاجة الى التثوير فقط بقدر حاجتها الى من يلتقط القضية ويعبر عنها سياسياً لتحقيق انجاز ما يفتح امامهم افاق الطريق نحو إستعادة الاستقلال الناجز للجنوب كدولة حرة مستقلة كاملة السيادة.
4. تلك المكونات كانت ولازالت مكونات هلامية الملامح وعبثية الإنتماء ولاتستطيع ان تقف على قدميها بثبات ولاتمتلك ولاتستطيع ان تمتلك آليات محددة لإتخاذ القرار وإن حدث فأنها لاتستطيع ان تمتلك القدرة على تكريس الولاء لها من قبل منتسبيها غير المتجانسين ولهذا حدث ويحدث وسيحدث العديد من التشظي والانقسام وانتاج الفروع من كل المكونات .

وبناء على ماتقدم فأنه بالامكان التوصل الى النتائج الهامة التي سوف اذكر بعضها على النحو التالي :
1. ان انتاج فكرة مشروع المؤتمر أو اللقاء الجامع بحاجة الى مراجعة لماهية هذه المكونات وماهو المطلوب منها حيث لو أدركت بأنها لاتستطيع ان تمارس سوى ادارة الفعاليات السلمية فقط في أحسن الأحوال لجنبت نفسها الوقوع في التعثر المتكرر نتيجة محاولتها التعبير السياسي عن الحراك الجماهيري العام لأن الحقيقة التي نلمسها جميعاً تقول انما تجمع الجماهير وحدة المعاناة المشتركة والهدف المشترك لإستعادة استقلال الوطن المسمى الى عام 1990م ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) فقط دون تأويل لصيغة التعبير عن ذلك الهدف وعند محاولة التأويل السياسي لذلك الهدف فأن المكونات تنشأ وتنشأ معها الاختلافات في المنطلقات والمفاهيم ومدلولات تلك المفاهيم بل وتخرج المكونات الجماهيرية عن مهمتها الاساسية وتفقد نزاهتها وتتحول الى تشظيات سياسية متعددة لاتكاد تنسجم حتى تعود الى حالة الاختلاف حتى مع الشارع الذي تدعي تمثيله .
2. أن مهمة المؤتمر أو اللقاء الجنوبي الجامع ينبغي ان تكون واضحة في الغاية التي تريد الوصول اليها فالفرق كبير بين التفكير في التمثيل السياسي للجنوب وادارة او قيادة الثورة السلمية التحررية لأن التفكير باستحقاقات الدولة – اعتبارا على ماسيكون – يجعل الروح الثورية تنحسر مقابل نمو النفسية الانتهازية بين صفوف النشطاء وقيادات المكونات وذلك يحرض الانانية وتتضخم على اساسه الذات فتهوي بالجميع في مستنقع السقوط القيمي والأخلاقي .
3. وفي الختام فأن المكونات والقوى التي لاتستطيع ان تحقق التجانس و التناغم في كيانها الداخلي - على فرض ان لها قوام محدد - فأنه من الصعوبة بمكان ان تتوافق مع مكونات غيرها تعاني من نفس المشكلة وطالما لاتتوفر المرجعية الجامعة فأنه ليس أمامنا سوى استيعاب هذا الشكل من اشكال التعبير الذي يعتمد بدرجة رئيسية على مقدار نزاهة الثوار وعدم تسابقهم على محاولة التمثيل السياسي للارادة الحرة للجماهير ويبقى الرهان في القدرة على الاستمرارية والديمومة لجميع اشكال التعبير الجماهيري وتطويرها بشكل واسع لتشمل جميع مجالات الابداع والتعبير وان نعلم جميعاً بأن إشعال شمعة خير من أن نلعن الظلام, واستمرار الجهود وتطويرها بشكل خلاق هو المطلب الملح في الوقت الراهن مع ضرورة استيعاب عدم اتخاذ موقف سلبي من المؤتمراو اللقاء الجامع الذي يشكل طموحاً جماهيرياً كبيرا لأن الامر لايزال في طور التوافقات ومايسمى باللجنة التحضيرية ليست مكون اصلاً ومسودات مشاريع الوثائق لايجوز ان يتم اتخاذ مواقف بشانها طالما هي كذلك بل ان العمل على دعم جهود اللجنة وتصويبها ورفدها بالملاحظات هو السبيل الانسب لخلق التوافق المطلوب تحقيقه .

ملاحظات ختامية :
1. اعتذر عن اي سوء تسلسل أو دقة في ذكر الاحداث او ترتيب او تكرارفي الافكار حيث تم اعداد هذه القراءة بشكل سريع متحرياً النزاهة والتجرد من الانتماءات الضيقة وسيتم لاحقاً مراجعتها على ضوء الملاحظات وبالامكان تقديمها الى من يهمهم الأمر لعل فيها الفائدة .
2. عندما تنجز عمل ما فلاتتوقع ان الجميع سيرحب به وإن شئت أن تكون مرحب بك من الجميع فلاتعمل شيئاً .
3. ان من يحمل المشاريع الكبيرة او يتبنى الافكار المثمرة هو أقدر الناس على استيعاب الاختلاف أو الهجوم على فكرته بل أنه يجد كل الفائدة في ذلك الاختلاف والهجوم حينما يستطيع توظيفه لصالح اثبات او انجاح مشروعه أو اجراء بعض التعديلات اللازمة في تلك الفكرة او المشروع .
4. ارجوان اكون بهذا قد قدمت بعض الملامح العامة لمشروع فكرة لم تكتمل بعد وادعو الجميع للمساهمة في انجاحها والتفاعل الايجابي معها بالشكل اللائق بنضال وتضحيات شعبنا العظيم .
5. بالنسبة للمسار العام للحراك الجنوبي السلمي فأنه يحتاج الى قراءة تحليلية أكثر عمقاً للخروج بالاستخلاصات والتوصيات التي تقودنا الى تقييم مسارنا الثوري التحرري والبناء على ضوء ذلك وهذا ماسوف يكون ان شاء الله بالتنسيق والتشاور مع نخبة من المتخصصين وأرجو ان يكون ذلك في اقرب فرصة قادمة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.