سيأتي اليوم الذي سيعود فيه الجنوب العربي مستقلا كما كان وذلك بعد فشل الوحدة المغدورة التي فرضها الاحتلال البغيض بقوة السلاح والنار, لان الجنوب ليست قضيته,,, قضية حكم وحاكم ,,, ولا قضية فرد وجماعة ,,, ولا تقاسم مناصب وسلطة ,,, ولا مراكز حزبية ,,, ولا مطالب حقوقية ,,, ولا أموال وأرضية ,,, ولا وظيفة او معاشات تقاعدية ,,, فالجنوب ,,, بأذن الله ,,, سيستقل . فكل ما سبق ذكرها هي حقوق مشروعة واصلية ومكتسبة لشعب الجنوب ,,, لن نسمح بالجدال فيها ,,, ولا الخلاف عليها,,, ولن نتركها للصوص الأوطان ومزوري التاريخ ,,, ان يساومونا عليها او يمنحونا فتاتها ,,, فهي من اصل حقوق أبناء الجنوب التي داستها مصفحات وسحقتها جنازير دبابات 7 / يوليو 94 م المشئوم .
واستولت عليها عصابات القبيلة العنصرية المتخلفة ,,, وجماعات الغلو والتطرف والإرهاب ,,, المتسلحة بفتاوى التكفير والتخوين ,,, التي أصدرها لهم الكهنة والمشعوذين ,,, القابعين في سراديب الظلام ,,, من الذين التفوا بعباءات الدين والعلم ,,, لتمرير فتاويهم الإرهابية والإجرامية ,,, التي حللت للظالم انتهاك كل المحرمات وتدنيس كل الحرمات ,,, وحرمت على صاحب الحق دفع الباطل ,,, بل وألزمته تسديد رسوم الجزية للجلاد ,,, مقابل استهلاك المجلد . الجنوب سيستقل,,, لان قضيته ,,, قضية وجود وطن وشعب وتاريخ وكيان وتراث وثروة . وطن يعشق النور ويأبى على نفسه الدجى ,,, وطن يلتحف بالفضيلة ,,, ولا يداني التخلف والخنوع والهزائم . وطن يغتسل بدماء شهدائه ويتوضآ بحبات عرق أبناءه ,,, وطن ينادد الأمجاد والنجوم ,,, ينام بحدقات عيونهم ويصحا على كفوفهم ,,, وطن يسموا بكبريائه عند الكواكب والشهب ,,, ويستعير منه المجد مفردات العز والاباء . وشعب حر خرج من صلب الجنوب وترائب أرضه الطيبة العرق والنسب ,,, فتربى ذلك الشعب الأبي ,,, الفريد بأصالته ,,, الراسخ بجذوره ,,, على أعلى معايير الشرف والرفعة والاقتدار ,,, الاقتدار على تدمير كل مستعمر ,,, وسحق كل غازي ومتجبر ,,, شعب يجرع أعداءه الذل أقداح أقداح ,,, ويذيقهم مر القتل والهوان . وتاريخ دون في سجلاته مآثر وأمجاد هذا الوطن وهذا الشعب ,,, في أعلى القمم وارفع الدرجات ,,, وكيان انساني وحضاري عريق ,,, قوامه وطن عظيم ,,, ذا ارث مجيد ,,, يمتد ويتمدد بكل حقب التاريخ ,,, ليضع لنفسه مجد ولشعبه مجد ,,, يكتب في انصع صفحات التاريخ ,,, ويزهوا بألوان قزحية على صفائح الشمس ,,, فلا ينافس او يزيد عن وهج الجنوب ومجده ,,, الا وهج الشموس الساطعة ,,, وهوية واضحة الحروف ,,, باهيه الكلمات ,,, بالغة المعاني ,,, ترسم اسمه وعنوانه وتاريخه وزخمه الحضاري ,,, ومنبع شعبه ومنبت حضارته وأسماء شهداءه ,,, وتراث زاخر ,,, معالمه شامخة ,,, على ارض الجنوب ثابتة ,,, تشهد على بصمات ذلك الشعب وتميزه وخصوصيته وتفرده عن غيره ,,, عادات وتقاليد وتراث ولهجة .
وفائض من الكوادر الوطنية المدنية والعسكرية المدربة والمؤهلة ,,, المتسلحة بأرقى علوم العصر الحديثة ,,, وثروة طبيعية هائلة ,,, زراعية وسمكية ونفطية وحيوانية وسياحية وثقافية وبنية تحتية ,,, ستوفر للجنوب وأبناءه ما يصبون اليه ويستحقونه من عيش رغيد وحياة كريمة . سيستقل الجنوب بإذن الله ثم بإرادة شعبه وسيخرج الغزاة مهزومين مهانين ,,, يفرون كالجرذان المذعورة وهم يجرون أذيال الخيبة والخذلان ,,, مخلفين ورائهم أسلحتهم المهانة الذليلة ,,, وجبال متراكمة من الذكريات السوداء الأليمة ,,, تشهد عليهم اثار الفساد والعبث والخرائب ,,, التي قامت بها أياديهم الآثمه ,,, التي ستظل وصمة خزي وعار على جباههم السوداء الكالحة الحقيرة ,,, على مر الزمان .
