ما يحصل اليوم على ارض الجنوب مع تباين واختلافات وتعدد المكونات والتسميات وبشكل متسارع، وقفزات هنا وشطحات هناك وممارسات من عناصر تعد نفسها قيادات في ثورة الجنوب, منها البارزة ومنها المغمورة وبأسلوب انتهازي عفن يزكم الأنوف. قال الكثير من المحللين والمفكرين بأن ما يحصل في الجمهورية العربية اليمنية يفوق قدرتهم على التحليل والاستنتاج لسرعة الأحداث والمتغيرات والتي لم تكن بحسبان احد, مما يجعل المشهد السياسي اليمني أكثر ضبابية وبعيد عن الحل, الأمر نفسه ينطبق تماما على موقف دول الجوار والمجتمع الدولي المتمثل بمجلس الأمن وملحقاته من منظمات دولية.. هذا عرفناه وقلنا فيه رأينا كجنوبيين وهي الكلمة المعتادة (لا يعنينا) رغم معرفتنا بأن ما يحدث في العربية اليمنية له انعكاساته السلبية والإيجابية على قضيتنا الجنوبية وحقنا في التحرير والاستقلال، باعتبار اننا تحت الاحتلال اليمني وبقوة السلاح بعد حرب صيف 1994م الظالمة على ارض الجنوب وشعبه، والسائد لدينا في الجنوب العربي من الأحداث الدراماتيكية السريعة والقافزة الذي تميز بها أنصار الله أي "الحركة الحوثية" على أحداث متغيرات سريعة على ارض الواقع ومفاجئة للجميع, الشيء الذي عجز معه المحللين والمفكرين على الاستنتاج والتنبؤ بالقادم وبغض النظر عن من يقف خلف الحوثة إيران أو عفاش فهم قوة صاعدة جعلت لنفسها هدف واتخذت من الجبال والكهوف أداة لتحقيقه.. وكما قلنا ان السائد لدينا في الجنوب والمعني به، هو لا تعويل على إيجاد حل لقضية الجنوب يرضي شعب الجنوب وإن الكل في الجمهورية العربية اليمنية وباختلاف توجهاتهم السياسية والاجتماعية والجهوية والدينية ومختلف أطيافهم ومشاربهم السياسية والفكرية والثقافية وبما فيهم ثورة الحوثة مجمعين على ان يظل الجنوب تحت الاحتلال لتكون من ناحية ثروة مغتصبة تستفيد منها القوي المتنفذة وتأمين وتبادل المصالح مع دول الجوار العربي والسماح للشركات عابرة القارات لنهب وسرقة ثروات الجنوب, ومن ناحية أخرى ارض واسعة تتنفس فيها القوي اليمنية المغلوبة على أمرها، وحتى دول الجوار العربي وعلى رأسها العربية السعودية لها نظرتها في ارض الجنوب وما ينبغي ان تكون علية من منطلقات وحسابات لا إنسانية ولا أخلاقية لا صله بها للآدمية ولا تقيم للإنسان الجنوبي أي قيمة بل تريد ان تجعل من ارض الجنوب خلفية لنفايتها ورفضها لا بناء الجمهورية العربية الإقامة على أراضيها وترحيل الغير مرغوب فيهم من دواعش ومنظمات إرهابية ومحاربتهم مع حليفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية على ارض الجنوب واستباحة وقتل الأبرياء من أبناء الجنوب تحت ذريعة محاربة القاعدة والدواعش وبعيدا عن أراضيها وهو الأمر المفهوم والسائد لدى أبناء الجنوب، ولكن ما لم نفهمه ولا نعرفه اليوم هو ما يحدث بين الجنوبيين من تفكك وتشرذم في المكون الواحد والمكونات المختلفة والقفز بسرعة عالية مع قدرة عجيبة في تغير الاتجاه والمواقف لبعض القيادات وانقيادها السهل لتكوينات جديدة والتخلي السريع عن مواقفها المعلنة في خطاباتها للجماهير الثائرة دون ان نري لذلك تأثير ايجابي ولو في حده الأدنى غير التفكك والتحلل للمكونات الكبيرة وواسعة الانتشار. إذن لم أخطئ عندما قلت "لم اعد افهم" وإلا ما معني كل ذلك, هل أصبح الجنوبيين المتصدرين للمشهد السياسي وأصحاب المواقع البارزة في المكونات الثورية خونه وعملاء تم دسهم وبعناية فائقة في صفوف قوى الثورة المؤمنة بالتحرير والاستقلال, وعندما تنضج الثورة وتكون الظروف متهيئة لها لتحقيق هدف الشعب وإرادته يتم النسف والتعطيل وهو ما يجري اليوم وعلى أيادي قيادية بارزة هتف لها الشعب ورفعها على الأكتاف, أو هم ممن أعيتهم الحيلة على إيجاد طرق وسبل للوصل للمال والاستثمار بعيدا عن تقمص ثوب ثورة الجنوب (واه مصيبتاه واه مصيبتاه) أو إن الأمر لعنة من الله أصابت شعب الجنوب في ذاته وأدواته وليظل تحت الاحتلال، فإذا كان الأمر كذلك فما الضير في ان نبحث لنا عن استعمار متحضر أو لنعوذ ونكون تحت التاج البريطاني وإذا كان ولابد ان نكون تحت الاستعمار عربي ليكن ذلك تحت راية الإمارات العربية المتحدة، ونقول وداعا للكرامة والعزة والإباء، وهلا بعيشة الأبهة والكروش الكبيرة والسيارات الفارهة والقمصان المطرزة وتقبيل الأيادي وطأطأت الرؤوس هذا.. إلا إذا كان للأحرار وللجبال العالية والكهوف رأياً آخر.