بعد فشل ثورة ما عُرف بالربيع العربي في تحويل اليمن إلى النموذج العراقي أصبح الوضع محيرا للقوى التي لا تريد الخير لليمن ولا لغيره من البلدان العربية وظلت اجهزتها الاستخبارية وعملائها المحليون يجمعون المعلومات ويبحثون عن الفجوات التي يمكن من خلالها اختراق نسيج اليمن الاجتماعي وتفكيكه ونفخ كير الحقد بين فئاته الى اعلى حد يضمن من خلاله اعداء اليمن استمرار الاقتتال بشكل يومي عشوائي ومنظم وتم الوصول إلى السيناريو المكون من اربع مراحل او اجزاء, وتم تحديد الاطراف التي سيتم توسيع الفجوة العدائية بينها وتحويل خلافاتها من خلاف سياسي إلى خلاف عقائدي طائفي يحترق في بركانه أبناء المجتمع اليمني. الجزء الأول: بدأ التوجه الدولي نحو السماح لأنصار الله بالظهور بحجة مظلوميتهم وهي كلمة حق يراد بها باطل, ثم تم فتح المجال أمامهم للسيطرة على محافظات عدة واهمها العاصمة ومقر الرئاسة وسُمح لهم بضرب خصومهم وتشريد الشخصيات المناوئة لهم, حتى فُتحت شهية الناس للانضمام اليهم والتفاخر بالانتماء اليهم, وكان يعتقد انصار الله وانصارهم أن ذلك تمكين إلهي نتيجة صدق مسيرتهم القرآنية, واستمرت الانتصارات والفتوحات دون أي ردود قوية من المجتمع الدولي أو خصومهم. الجزء الثاني: توجيه الدعم المادي والاستخباري والغطاء الاعلامي نحو الأطراف الاخرى التي تضررت من افعال انصار الله والتي كانت تنتظر الفرصة الذهبية للانتقام باسم رد العدوان بالمثل والحفاظ على الدين والمعتقد وهي اطراف كثيره منها سياسية ومنها عقائدية وهي الأخطر. الجزء الثالث: دعم الطرفين عبر وكلاء اقليميين لدعم هذا وذاك حتى يستمر مسلسل الفوضى الموجود في دول أخرى كالعراق وسوريا وليبيا, وحتى يشعر كل طرف بقدرته على الاستمرار وجني الفوائد من هذا الدعم. الجزء الرابع والاخير: ايقاف الدعم عن الطرفين إلا فيما ندر وعندما يقتضي الأمر إشعال الفتنة مجددا اذا هدأت ورأى المخرج ضرورة اكمال الحلقات والاجزاء ليستمتع المشاهد وحتى لا تتوقف الأحداث ويعزف المشاهد عن متابعتها بشغف, وتوجيه اهتمام الاطراف المتصارعة نحو الثروات ومصادر استخراجها وذلك لتصبح الحرب اكثر ضراوة واشد فتكا باليمن ومكنوناتها.