تسجيل أربعة أحداث زلزالية في المياه الإقليمية اليمنية    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    قبائل بني نوف في الجوف تُعلن النفير العام والجهوزية لمواجهة الأعداء    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    تعادل الامارات مع العراق في ذهاب ملحق المونديال    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    شرطة العاصمة: نسبة الضبط تجاوزت 91% .. منها 185 جريمة سرقة    الرئيس المشاط يعزي رئيس مجلس النواب    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    طائرة الاتفاق بالحوطة تتخطى تاربة في ختام الجولة الثانية للبطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    الغرابي.. شيخ قبلي متهم بالتمرد وارتباطات بشبكات تهريب في حضرموت والمهرة    البطاقة الذكية والبيومترية: تقنية مطلوبة أم تهديد للسيادة الجنوبية    صنعاء: تحذيرات من 3 ليالي صقيع    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    دنماركي يحتفل بذكرى لعبه مباراتين في يوم واحد    المقاتلتان هتان السيف وهايدي أحمد وجهاً لوجه في نزال تاريخي بدوري المحترفين    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    نائب وزير الخارجية يلتقي مسؤولاً أممياً لمناقشة السلام    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    ريال مدريد يختصر اسم "البرنابيو" ويحوله إلى ملعب متعدد الأغراض    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    واشنطن تفرض عقوبات على 32 فردا وكيانا على علاقة بتهديد الملاحة الدولية    واشنطن تكشف عن التنازلات التي قدمها الشرع في البيت الأبيض    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف عن لقاءات بقيادات حوثية وزيارة لمسقط .. الرئيس علي ناصر : هذه هي مبادرتنا لحل الأزمة باليمن


حوار : أحمد أبو هارون
علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابق حكم لفترتين رئاسيتين منذ عام 1978حتي 1986. . وقف علي مسافة واحدة من جميع الأطراف في الأزمة الحالية،يحظي باحترام من كل الفصائل اليمنية، عرضت عليه رئاسة اليمن أثناء أزمة الأشهر الماضية لكنه رفضها،ومازال الرجل يمثل أملا للكثيرين باعتباره أحد الحكماء ولديه القدرة علي إخراج اليمن من أزمته خاصة أنه يحظي بقبول واسع من أهل الشمال وشعبية طاغية في جنوب اليمن .. تقدم بمبادرة لحل الأزمة تقوم علي الوقف الفوري للحرب والانسحاب غير المشروط لوحدات الجيش واللجان و تسليم المحافظات لقيادات عسكرية وأمنية من أبنائها . «الأخبار» استطاعت اختراق فترة الصمت الإعلامي الذي فرضها علي نفسه واستطاعت أن تكون أول صحيفة مصرية تحاوره منذ سنوات طويلة. وإلي نص الحوار:
كيف تري الوضع الآن في اليمن ؟
الوضع في اليمن معقد جداً علي كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ولم يسبق ان شهد مثله في كل تاريخه القديم والحديث.
وقد زادت الحرب الأخيرة التي تشمل الوطن في شماله وجنوبه في تعقيد الأزمة التي يعيشها اليمن اليوم ومنذ عدة سنوات وأسبابها باتت معروفة ولا داعي للخوض في تفاصيلها الآن، لكن التحديات كبيرة وتزيد من تعقيد الوضع اليمني الذي تحول مع الحرب الأخيرة إلي مشهد دموي ومأساوي بكل اسف، وأضاف عاملاً جديداً إلي عوامل تعقد الوضع في اليمن والمنطقة. وهناك مخاوف جدية إذا لم يعمل العقلاء بجد لإنهاء هذه الحرب، ان تنزلق اليمن الي المصير السوري أو الليبي وهو ما سينعكس سلباً علي كل دول الجزيرة العربية والأمن القومي العربي.
حوار جينيف
ماذا عن حوار جنيف ؟
استلمنا دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لحضور مؤتمر جنيف بتاريخ 22 مايو 2015، وقد تأجل انعقاد هذا الاجتماع كما هو معروف، ونأمل أن ينعقد الاجتماع بأسرع وقت من اجل وقف الحرب والبدء في اعمال الاغاثة الانسانية واجراء الحوار الوطني. ونري في لقاء جنيف فرصة تاريخية لأن يعود اليمنيون، وخاصة الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي إلي طاولة الحوار و أن يجدوا لغة تنهي خلافاتهم واختلافاتهم وتضع حداً للحرب الطاحنة في اليمن والتي تأكل الأخضر واليابس وتقتل البشر وتقتلع الحجر وتدمر كل ما بني خلال اكثر من نصف قرن، وأن يصلوا من خلال الحوار والتفاوض إلي تفاهمات وطنية في أسرع وقت ممكن للحفاظ علي ما تبقي.
موافقة الحوثيين

هل سيوافق الحوثيون علي سحب قواتهم ؟!
لقد طالبناهم بالانسحاب واحلال قوة بديلة لهم، وبحسب ما ينقل عنهم، وبحسب ماسمعت من البعض الذين التقيت بهم من أنصار الله فإنهم مستعدون للانسحاب من المدن والمناطق التي وجدوا فيها إذا كان هناك بديل من أبناء تلك المحافظات يحل محلهم، وعلي كل الأطراف تقديم التنازلات لإيقاف الحرب وتجنيب بلادنا الويلات.

ما الحل الأمثل للأزمة من وجهة نظرك؟
لا يوجد حل أمثل جاهز للأزمة، وهي كما قلت شديدة التعقيد والخطورة، ونتاج سنوات طويلة سابقة للحرب الاخيرة الدائرة في اليمن، لكن الأولوية في الوقت الراهن هي لوقف الحرب فوراً، والشروع الفوري في اعمال الإغاثة الإنسانية، وعلاج الجرحي، وإطلاق سراح الأسري والمعتقلين، وعودة المهجرين والمشردين إلي ديارهم، وتعويض المتضررين، وإعادة بناء ما دمرته الحرب وهو ليس بالقليل ويحتاج إلي أموال طائلة، وإلي وقت وجهد، والعودة إلي الحوار الوطني الذي عليه وضع الحلول للأزمة وتقديم بديل سلمي للحرب التي لا تجلب سوي القتل والدمار والخراب فالعنف لا يولد إلا العنف، وهذا تقريباً أهم ما تتضمنه المبادرة التي تقدمنا بها مع أخي المناضل محمد علي أحمد رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب في 10 مايو الماضي.
حل الأزمة
هل تتواصل مع أطراف الأزمة؟
نحن علي تواصل دائم مع كل القوي السياسية والإجتماعية في اليمن والاقليم، وخاصة مع أطراف الأزمة قبل الأزمة وبعدها، قبل إطلاق مبادرتنا لوقف الحرب وبعدها، وهدفنا هو وضع حد لإراقة الدماء وإهدار مقدرات الوطن وجمع الكل إلي طاولة الحوار لوضع الحلول والمعالجات، وتدارك الأخطار التي تحدق بالوطن وتهدد وجوده، وحاضره ومستقبله.

ذهبت إلي سلطنة عُمان.. ماذا عن مباحثاتك هناك ؟
جوهر مانقوم به من تحرك سياسي سواء مع الأطراف اليمنية، أو مع دول الجوار أو مع بقية الدول الشقيقة والصديقة بما في ذلك زيارتنا الأخيرة إلي سلطنة عُمان يصب في العمل من أجل وقف الحرب، وقد التقينا المسؤولين في السلطنة الذين يتفقون معنا في هذه الرؤية ويبذلون جهوداً كبيرة ومشكورة علي هذا الصعيد لإحلال السلام في ربوع اليمن شعوراً منا ومنهم بأن أمن اليمن واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي وأمن واستقرار هذه المنطقة الاستراتيجية، مما يجعلنا نقول إن الحكمة ليست يمانية فقط بل عُمانية أيضاً.
دور مصر
كيف تري الدور المصري ؟
بكل تأكيد لمصر الشقيقة الكبري دور محوري ليس في اليمن فحسب، بل في الوطن العربي، وربما أبعد من ذلك في إفريقيا ومناطق أخري في العالم بحكم ثقلها التاريخي والحضاري والفكري والبشري، وقد ظلت تلعب هذا الدور طوال تاريخها وأثرت في حاضر وماضي الأمة العربية والإسلامية، ولا أحد يستطيع تغييب هذا الدور، وهي قادرة علي أن تلعب دوراً مهماً في حلحلة الأزمة التي تعيشها اليمن بحكم هذا الدور التاريخي القومي، وبحكم العلاقات التاريخية المميزة بين مصر واليمن قديماً وحديثاً، ولدينا القناعة بأن مصر شريك لا غني عنه في أي حل سياسي للأزمة اليمنية الراهنة، وقوة العرب تكمن في نهضة مصر .

ماذا تعول علي مصر؟
نعول علي مصر بأن تقدم بديلاً سياسياً لحل الأزمة، وهي قادرة علي تقديم هذا البديل بحكم شعورها بأن أمن اليمن واستقراره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
وقد اسهمت مصر أكثر من أي قطر عربي آخر في مساندة الثورة اليمنية وتثبيت النظام الجمهوري في شمال اليمن، وفي دعم ثورة الجنوب واستقلاله، وهذا من حقائق تاريخ العلاقات الحديثة بين مصر واليمن، وقد أسهم اليمن الجنوبي بدوره القومي في حرب أكتوبر عندما أغلق باب المندب في وجه إسرائيل بمساعدة البحرية المصرية.. مما يؤكد وحدة الأمن القومي العرب
البعض يهاجم الجامعة العربية وينتقد دورها من الأزمات كيف تري ذلك؟
الجامعة العربية هي بيت العرب، وقوتها تكمن في موقف الدول العربية من الجامعة وبموقف عربي موحد لتطوير مؤسسات الجامعة لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، ونحن لا ننسي دور الجامعة في حل النزاعات العربية - العربية و اليمنيةاليمنية، وفي الجامعة العربية وقعت في اكتوبر 1972م أول اتفاقية للوحدة مع الأستاذ محسن العيني، ومطلوب من الجامعة ان تساهم في : احلال السلم في اليمن بوقف اطلاق النار فوراً، وفي اعمال الاغاثة الانسانية لليمنيين الذين يتوزعون اليوم في أكثر من بلد عربي واجنبي وهذا لم يحدث في تاريخ اليمن لا قديماً ولا حديثاً.

التدخل البري

بعد انتهاء عاصفة الحزم والدخول في عملية إعادة الأمل هل تري التدخل البري حلاً للأزمة؟
نحن نبحث عن حل فوري لوقف الحرب وليس لتوسيعها لأن معني هذا إدامة أمد الحرب، وإراقة المزيد من الدماء، وتدميراً لما تبقي من مقدرات اليمن، وزيادة كلفة الحرب مادياً وبشرياً، وإغراق المنطقة في مستنقع جديد لا قرار له.. وهذا لا يصب في مصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة، ولا في مصلحة الأمن القومي العربي والشعب اليمني وحده يدفع ثمن الحرب، وإذا تنبهنا إلي ما يجري في الوطن العربي، في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها فإن المنطق والحكمة يستدعيان أن نتمعن في حقيقة ما يحدث ولمصلحة من؟!...

كيف تري مستقبل الرئيس السابق علي صالح ونجله في ظل قرار مجلس الأمن ؟
حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح اليمن قرابة 33 عاماً، منها 21 عاماً رئيساً لدولة الوحدة التي تحققت في 22 مايو 1990 بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفترة حكمه انتهت في 2011م، والتاريخ هو من سيحكم (له أو عليه) علي فترة حكمه الطويلة في إطار الظروف التاريخية والسياسية التي حكم فيها، أما فيما يتعلق بمستقبله السياسي ومستقبل نجله فالرئيس صالح نفسه صرح أكثر من مرة بأنه لن يترشح لا هو ولا نجله أو أحد من أسرته إلي منصب الرئاسة، لكن المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه بالرغم من الانقسامات التي حدثت فيه في الفترة الاخيرة سيظل جزءاً من العملية السياسية في اليمن.

هل أخطأت حساباته بتحالفه مع الحوثيين ؟
ليست عندي كل المعطيات والأسباب التي جعلته يتحالف مع الحوثيين خصومه بالأمس، لكن هذا التحالف يؤكد أن لا شيء ممنوع في السياسة، فخصوم الأمس يمكن أن يصبحوا اصدقاء اليوم، والعكس صحيح..
ما القوي السياسية المؤثرة في الساحة اليمنية ؟
القوي الرئيسية اليوم علي الساحة اليمنية وعلي الأرض فيها هي : حزب المؤتمر الشعبي العام، وحركة انصار الله (الحوثيين)، والحراك الجنوبي، وحزب التجمع اليمني للاصلاح، والقوي السياسية الأخري والقاعدة.
ماذا عن الأوضاع الإنسانية ؟
الأوضاع الإنسانية سيئة جداً ومأساوية حسبما تشير كل التقارير بما في ذلك تقارير المنظمات الدولية الإنسانية، وهذه نتيجة طبيعية للحرب الجارية في اليمن، هناك آلاف القتلي،
وعشرات الآلاف من الجرحي والمشردين والنازحين والأسري من كل الأطراف بالاضافة الي نحو ثمانية ملايين يحتاجون الي الغذاء. وهذا الوضع الإنساني المأساوي يحتاج إلي وقف فوري للحرب والشروع فوراً في أعمال الإغاثة الإنسانية، نحن نحتاج إلي هدنة إنسانية دائمة ربما كمرحلة أولي تمهيداً إلي وقف دائم للحرب، ومما يفاقم من الأوضاع الإنسانية البنية الهشة للبلد في الأساس، والمستوي المتدني في الخدمات الصحية وانعدام الأمن الغذائي، وعدم وجود دولة أو مؤسسات توصل المساعدات للمحتاجين، وبالرغم من هذا الوضع الانساني المأساوي نجد بكل أسف بعض الأصوات المحسوبة علي حقوق الأنسان تطالب باستمرار الحرب دون حساب لشهر رمضان والصيف الشديد الحرارة في بلدنا وانقطاع الكهرباء والمياه عن السكان أو لمعاناة الشعب الشديدة جراء هذه الحرب.
ماذا عن جنوب اليمن والقضية الجنوبية ؟
تعتبر القضية الجنوبية العادلة جوهر وأساس الازمة اليمنية الراهنة المستفحلة منذ حرب صيف العام 1994م، وعدم حل هذه القضية في حينه، أو فيما بعد، وحتي اليوم أحد أهم الأسباب للتداعيات التي تشهدها اليوم في المشهد اليمني الدامي، والقضية الجنوبية قضية وطنية وسياسية وتاريخية بامتياز، وهي حاضرة بقوة في كل الحوارات التي جرت والتي سوف تجري، ومن وجهة نظرنا فإنها القضية الأساس وبدون حلها حلاً عادلاً يرضي الشعب عنه في الجنوب لا يمكن حل بقية القضايا والمشكلات، إذ نعتبرها الأساس والمفتاح لحل أزمة اليمن والمنطقة، ويخوض الشعب في الجنوب منذ 7 يوليو 2007م نضالاً سلمياً فيما بات يعرف في الأدبيات السياسية والإعلام بالحراك السلمي الجنوبي الذي نقل الإرادة السياسية لشعب الجنوب إلي مستوي الاعتراف ليس علي المستوي الوطني بل والإقليمي والدولي وبعدالة القضية الجنوبية.
كيف تري مستقبل الجنوب سياسياً ؟
هناك عدة رؤي مطروحة لحل القضية الجنوبية، فهناك الطرح الذي يطرحه البعض باستعادة الدولة الجنوبية السابقة علي قيام الوحدة، وهناك الرؤي التي تقدم بها المؤتمر الجنوبي الأول في القاهرة نوفمبر 2011م القائمة علي قيام دولة فيدرالية من اقليمين شمالي وجنوبي كحد أدني لمطالب الجنوبيين العادلة والمشروعة، وهناك مشاريع أخري مطروحة لحل الأزمة اليمنية علي أساس التقسيم الي ستة أقاليم أو ثلاثة، وهناك من يطرح الحكم المحلي الواسع الصلاحيات، لكن القرار في الاخير يعود الي الشعب في الجنوب.
هل مازالت هناك مخاوف علي مضيق باب المندب ؟
مضيق باب المندب الإستراتيجي، ممر هام للملاحة الدولية كما هو معروف فهو الشريان الذي يتدفق منه نفط الخليج إلي سائر انحاء العالم، كما انه البوابة الجنوبية لقناة السويس.. وبالتالي فهو يشكل أهمية إستراتيجية للأمن القومي العربي وجميع الدول تدرك تلك الأهمية التي لباب المندب، وبالتالي فلن تجازف أية دولة في إغلاق الممر أو غيره من الممرات الدولية المعروفة في وجه الملاحة الدولية.

اشغال الدول
هل هناك دول تسعي لتوريط الدول العربية في اليمن ؟
من الشواهد الحالية الملموسة والتي نراها منذ سنوات، وخاصة الأخيرة في سورية والعراق وليبيا، وحالياً اليمن نستطيع أن نقول نعم.. هناك محاولة من الغرب لتأسيس مشروع شرق اوسط جديد، وهذا المشروع يقوم علي إشغال الدول العربية في صراعات داخلية علي مستوي كل قطر وفي حروب بين بعضها البعض والهدف منها هو تدمير المقدرات الاقتصادية والعسكرية والبشرية لهذه الدول والمستفيد من كل هذه الصراعات هم أعداء الأمة العربية والاسلامية.
هل طلبت منكم بعض الاطراف التدخل لحل الأزمة في اليمن ؟
لم يطلب أحد مني التدخل لحل الأزمة اليمنية، فنحن معنيون بذلك قبل غيرنا، ولهذا بادرنا باطلاق مبادرة مع الأخ محمد علي احمد انطلاقاً من حرصنا علي وطننا واهلنا وشعبنا من الدمار الذي لحق به، ونحن نأمل أن يستجيب الاشقاء والاصدقاء لهذه المبادرة وأن تتوقف هذه الحرب فوراً حرصاً علي امن واستقرار اليمن والمنطقة.
المبادرة
ما مبادرتكم لحل الأزمة ؟
تقدمنا بهذه المبادرة بتاريخ 10 مايو الماضي وكنا نأمل أن تكون أساساً لإيقاف الحرب وتداعياتها، بما يفتح الطريق نحو حوار وطني يقدم حلاً مستداماً لليمن يكفل للجميع حق المشاركة وبناء مستقبله بعيداً عن الصراعات السياسية والحروب المدمرة التي عصفت بالوطن.. وتضمنت النقاط التالية:
أولاً: الوقف الفوري للحرب من قبل جميع الأطراف. ونرحب بالهدنة الإنسانية المعلنة من قبل المملكة العربية السعودية ونشيد بموافقة الأطراف عليها آملين أن تكون أساسا لوقف إطلاق النار الدائم.
ثانياً: الانسحاب الفوري غير المشروط لوحدات الجيش واللجان الشعبية من محافظة عدن ومن جميع المحافظات.
ثالثاً: يتزامن مع الانسحاب لوحدات الجيش واللجان الشعبية، تسليم المحافظات لقيادات عسكرية وأمنية من أبنائها تقوم بحفظ الأمن فيها، والشروع في انشاء قوة عسكرية وأمنية لحماية المواطنين.
رابعاً: البدء الفوري في تقديم الإغاثة للمواطنين في كافة المحافظات المتضررة وسرعة حل مشكلة العالقين في البلدان المختلفة.
خامساً: الإفراج عن جميع المعتقلين وفي مقدمتهم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع وزملاؤه.
سادساً: إيقاف كل الحملات الإعلامية المتبادلة بين جميع الأطراف وتهيئة الوضع لبدء حوار سياسي لبناء اليمن.
سابعاً : عودة كل القوي السياسية اليمنية بدون استثناء وبدون شروط إلي حوار وطني شامل تحت إشراف الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
ثامناً: الالتزام بأن تكون القضية الجنوبية محوراً أساسياً للمناقشة في أي حوار للتوصل الي حل عادل يرتضيه شعب الجنوب ضمن حقه في تقرير مصيره.
تاسعاً : ندعو كافة الأطراف الإقليمية والدولية القيام بواجبها نحو اليمن بما يعزز الأمن والاستقرار فيه وكذلك الأمن الإقليمي والدولي وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الشأن.
عاشراً : ندعو الأطراف الإقليمية والدولية الإسهام في وضع إستراتيجية تنموية شاملة تضمن إعادة أعمار ما دمرته الحرب وتعويض المواطنين عن ممتلكاتهم، وتأهيل اليمن ليكون جزءاً من محيطه الإقليمي بما يسهم في امن واستقرار المنطقة كلها وازدهارها.
هل هناك تواصل مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح ؟
أنا علي تواصل مع كافة القوي السياسية في الداخل والخارج بمن فيهم الرئيس علي عبد الله صالح الذي تربطني به علاقة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
متي تتوقع انتهاء الحرب ؟
نأمل أن تتوقف الحرب اليوم قبل الغد، ولكن بعض القوي وتجار الحروب لايريدون نهاية لها مع الأسف لأن في ذلك مصدرا للكسب ولو كانت علي حساب دماء ودموع الشعب واقرب الناس لهم.
هل لديكم طموح للعب أي دور سياسي، وهل توافق علي تولي اي منصب أو الترشح للرئاسة في الفترة القادمة؟
سبق وأن عُرض عَلَيَ العودة للسلطة والرئاسة ولكني رفضت ذلك لأن هذه العروض تقدم في الأزمات والصفقات، ولهذا ارفضها، ولا تهمني السلطة بقدر ما يهمني الخروج من هذه الأزمة التي تمر بها البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.