استنكر الشيخ عارف علي الصبيحي إمام وخطيب أحد أقدم وأشهر مساجد مديرية المنصورة القصف العشوائي الحوثي العنيف بصواريخ الكاتيوشا، الذي حدث يوم الثلاثاء الماضي في أول ليلة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، على حي وديع حَدَّاد بالمنصورة، مخلفاً أعداد من القتلى والجرحى بينهم أطفال ونساء في صفوف المدنيين الآمنين. جاء ذلك في كلمة عامة للشيخ عارف الصبيحي إمام وخطيب مسجد الرحمة بمديرية المنصورة وجهها إلى السياسيين العرب والمسلمين، واصفاً ذلك القصف الحوثي على المواطنين الآمنين بالإجرامي البشع من عصابة مجرمة متعطشة للدماء، مضيفاً أن الحوثيين بهذا العمل الإرهابي الجبان يظنون أنهم سيعملون على إرباك الجبهات، ليسهل اختراقها، ولكن بفضل الله عز وجل ثم بفضل رجال المقاومة في الجبهات لم تتحقق للحوثيين نواياهم السوداء الغادرة، مردفاً قوله: "إن الصغار والكبار والرجال والنساء قرروا قتال مليشيات المدعو عبدالملك الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، مهما كان الثمن". ونظَّم الشيخ عارف الصبيحي في كلمته العامة للسياسيين العرب والمسلمين أبيات من الشعر يمتدح فيها أهل مدينة عدن، قائلاً: "اثبتوا أهل عدن في وجه الطغاة.. وافتحوا بوابة للمكرماتِ. اغلقوا الباب في وجه كل عميل.. للأعادي غارقٍ في الموبقاتِ. اجمعوا الشمل على منهج حق.. يُزهق الباطل من غير أباةِ. أنتِ يا عدن تاريخ عظيم.. حافلٌ بالمجد محمود الصفاتِ إن الحوثي سطرٌ من كتاب.. أعجمي اللفظ دامي الصفحاتِ. اثبتوا أهل عدن لا تستكينوا.. لبغاة عكروا صفوة الحياةِ. واستعينوا بإله العرش وكونوا.. عند حُسْن الظن يا دار الأُباةِ. وكشف إمام وخطيب مسجد الرحمة بالمنصورة أن هدف الدول الكبرى من فرض هذه الهدنة المزعومة هو لجعل عدن ملفاً للمفاوضات فيما بينها، حول قضايا دولية كسوريا، بالإضافة إلى ملف إيران النووي، مبيناً أن تلك الدول الكبرى لا تكترث للدماء البريئة التي تنزف كل يوم في مدن ومحافظات الجنوب، وأن كل ما يهمها هو فرض الهدنة في جبهات القتال ليس من أجل حقن الدماء أو إدخال المساعدات الغذائية إلى مدينة عدن، وإنما لخدمة المجرمين علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي ليلتقطا أنفاسهما ويعيدا تموضع قواتهما من جديد، مشيراً إلى أن عدن بالمرصاد لمليشياتهما وقواتهما، وستكون مقبرة للغزاة، مؤكداً بأن التاريخ سيشهد بذلك إن شاء الله. وبعث الشيخ عارف علي الصبيحي برسالة في حديثه قائلاً فيها: "ليعلم الجميع أن دفاع أهل مدينة عدن عن مدينتهم هو دفاع عن الجزيرة العربية بأكملها"، مستطرداً قوله: "لا أبالغ إن قلت صمود عدن يُعَد صمود المشروع العربي والإسلامي في وجه المشروع الفارسي". وقال الشيخ الصبيحي: "على السياسيين العرب الإدراك أن خذلان أهل مدينة عدن ستكون نكسة عليهم جميعاً"، مضيفاً أن الساسة العرب مثلما اتخذوا قرار عاصفة الحزم، فإن أهالي عدن يطالبونهم بقرار عاصفة الحسم، مشدداً على أنه إن لم تتبع عاصفة الحزم بالحسم على الأرض فستكون الضريبة كبيرة ليست على أهل مدينة عدن فحسب بل على كل العرب والمسلمين. ووجه الخطيب عارف الصبيحي أبياتاً من الشعر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية حيث قال فيها: "يا خادم الحرمين الشريفين لو أبصرتنا.. لعلمت أنك بحوارك لصنعاء تتعبُ. مكر صالح وخداعه في دموعه يتصببُ.. ومتاريس عدن عنكم وعن الجزيرة بدماء شبابها تتخضبُ. لسنا من أهل الجحود لجميلكم.. لكن لبطء إغاثتكم لنا نعتبُ. وكل طفل من عدن عن داره مشردٌ.. يستوجب قرار حسمكم ويُطلبُ. من جانب آخر تحدث الشيخ عارف علي الصبيحي إمام وخطيب مسجد الرحمة بمديرية المنصورة في رسالته عن فضائل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، داعياً المسلمين إلى اغتنام حلولها بالقيام بالأعمال الصالحة بمختلف أنواعها، لا سيما منها الصلوات الخمس وصلاتي التراويح، والتهجد، وكذلك قراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى تجنب الأعمال التي نهانا عنها رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وهي كثير أهمها ترك الصلاة، والإفطار في نهار رمضان، وكذا الغيبة والنميمة، والكذب، والسباب وغيرها من المعاصي والمنكرات التي تؤدي بصاحبها إلى الهلاك إن لم يستغفر الله ويتب إليه توبة نصوحاً. كما تطرق الشيخ عارف الصبيحي إلى إكرام الله عز وجل للمسلمين في العشر الأواخر بليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، والتي لا تأتي إلا مرة واحدة في العام فقط. وختم شيخ مسجد الرحمة كلمته بحث المسلمين على ضرورة إخراج زكاة الفطر في موعدها امتثالاً لحديث النبي عليه الصلاة والسلام، وهو قبل صلاة العيد، مبيناً أن علماء الأمة حددوا مقدارها بثلاثة كيلو من طعام وقوت أهل البلد الذي تُخرج فيه زكاة الفطر