قليلة هي الجهات الرسمية والجمعيات القبلية التي كانت مواقفها سلسبيل مثلج تطفي حرارة ولهيب الحرب التي طحنت الجنوب وأهلة ولعل، حلف قبائل يافع يأتي في مقدمة هذه الجهات ،ونادرون الأشخاص من رجال العلم والإعلام والذين وقفوا كالصقور الكاسرة يطيرون في كل مكان لينقلوا لنا أمور يعاني منها أبناء الجنوب بسبب الحرب الطاحنة ولعل(أيمن السالمي)هو الرقم واحد من أولئك الأشخاص ،هذا الصقر الذي حلق في سماء الإعلام المرئي والمسموع كانا جناحاه القويان هم هيئة تحرير صحيفة الصرح والمركز الإعلامي للصرح وما دفعني للإشادة بهؤلاء هو ذلك البرنامج التلفزيوني طيب الصيت والذكر(مأساة نازح) والذي لامس هموم النازحون في مدينة عدن في كل زقاق وحارة وحافة وشارع ومدينة من مدنها الجميلة الطيبة واستطاع هذا البرنامج بأسلوبه الباهر وإنتاجه الابهر وإخراجه العظيم اللافت للأنظار أن يجذب كثير من الجمعيات والمؤسسات ورجال الخير والوكالات الدولية المتخصصة في الإغاثة للنزول وتقديم العون والدعم لأولئك النازحون الذين تناولهم البرنامج ،لا أريد أن أطيل ولا استطيع أن احصر كل اللمسات الطيبة الجميلة لذلك البرنامج على شريحة النازحين واكتفي بالقول أن هذا البرنامج كان عصير من الجميل والعرفان والمعروف حب في كوب فنهل منه من يستحق أن يشرب ولن ينساه الجنوب وأبناءه طالما تذكروا هذا الحرب وويلاتها. تقرير / محمد المسيحي
المواقع التي عاش فيها النازحون (دلالة المكان وصعوبته وخطورته) استطاع البرنامج الوصول إلى مواقع وحارات وأزقة عاش فيها النازحون وكانت منسية وهذه دلالة كبيرة على أن معدي ومخرجي البرنامج ومقدمة لم يكن هدفهم السبق الصحفي أو المادة الإعلامية التي تغطي مساحة القناة وإرسالها اليومي بل أن الهدف كان المعاناة والمقاساة التي يتكبدها النازحون في تلك الأماكن المنسية والصعب الوصول إليها وهذا ما دفع رجال الخير المخلصون بعطائهم لله ووجه الكريم أن يوصلوا إلى هذه الأماكن فلولا هذا البرنامج لعاش أولئك النازحون طيلة الحرب في مقاساة والألم لم يستطع احد أن يخففها عنهم والسبب في ذلك أن بعض الجمعيات والوكالات الاغاثية ورغم ما قدمته من أمور بسيطة لم ترتقي إلى المستوى الذي كان العشم والرجاء أن تقدمة في نفس الوقت فإنها كانت تقوم بواجب قانوني وأسلوب عملي يلزمها عقود عمل وشراكة سابقة أن تقدمة وكان الهدف من وراء الإغاثة لديها براءة الذمة المالية أمام تلك الجهات وتعزيز مكانتها العملية ونشاطها الخيري لديها فكان الاستهداف يتم للنازحين في الأماكن العامة والمطلع عليها الجميع أنها مكان للنازحين ،،لكن البرنامج استطاع بأسلوبه وتقديمه أن يستدر العطف ويبعث الشفقة والرحمة في قلوب الخيرين للوصول إلى تلك الأماكن المنسية الصعبة إضافة إلى ذلك استطاع البرنامج تصوير المأساة في الواقع كما هي في الواقع فضيق المكان الذي يأوي فيه النازحون في هذه الأماكن وعدم توفر الأثاث الكامل بالإضافة إلى تكبد المشاق في جلب المياه وانعدام الكهرباء بل وحتى الحمامات جعل من الأمر مبعثا على الرحمة والشفقة والواجب الديني الإسلامي تجاههم ،واستطاع أن يعين ويساعد ويدعم أولئك النازحون رغم كل الصعوبات والمعاناة .
بل أن الأمر تعدى ذلك فلقد وصل البرنامج إلى أماكن متاخمة لساحات المعارك والاقتراب لدرجة أن بعض القذائف كانت تصل إلى القرب من فريق البرنامج ،لعمري جسارة ومخاطرة خاضها فريق البرنامج واثبت انه في مواجهه مع الموت كما يفعل الأبطال في ميادين المقاومة والتحرير.
زمن النزوح دلالة الزمن وتغيره على النازحون. استطاع البرنامج أن يصور بأسلوب بارع أمور زمنية عاشها النازحون في تلك الفترة وكيف كان يعيش هذا النازح أو ذاك في بيته وان كان متواضعا وكيف تغير الزمن بشكل قاسي واليم إضافة إلى ذلك واكب البرنامج فترة زمنية صعبة استطاع فيها أن يفضح أسلوب العدوانيين الحوثيين وحلفائهم مهما حاولوا أن يتلونوا أو يصوروا أنفسهم بالملائكة وهم شياطين فلقد كشف باطل وزيف ادعاءاتهم بعدم الاعتراض لقوافل الإغاثة أو أنهم قاموا بتوزيعها على الناس كما واجه وبكل شجاعة صمت الحكومة الشرعية في الرياض وكان يدعي إلى بذل قصارى الجهد في إيصال الإغاثة والتي كانت تلك الفترة الزمنية ملحة وماسة للحصول عليها بل انه قارع التخاذل والتعمد الذي سلكته الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة التابعة لها في إيصال الغوث والمعونة إلى شواطئ الحديدة وغيرها وهو أسلوب فضح العدوانيين الحوثيين وحلفائهم بشكل مخزي أمام الأممالمتحدة عندما قاموا بضرب واعتراض السفن التي أبحرت قبالة سواحل عدن ،إضافة إلى الدلالة الزمنية للبرنامج ومواكبته للحرب قد أشعل فتيل الوطنية والانتماء للجنوب وحب التضحية والفداء من أجلة بالذات لمن كان متخاذل ومحايد في بيته أو قريته أو مدينته فتلك الصور البلاغية للبرنامج عن النازحين دفعت بالكثير إلى ترك البيوت والقرى والإسراع للانضمام إلى المقاومة لتخليص النازحون وجميع البسطاء والضعفاء من تلك الويلات.