اقتصاد الظل في الطيران المدني: المال الطائر... بلا رقيب التشخيص العالمي والحلول العربية    ضمت 85 مشاركة.. دائرة المرأة في الإصلاح تختتم دورة "التفكير الاستراتيجي"    رايتس رادار تدين حملات الاختطافات الحوثية في إب وتطالب بالإفراج عن المختطفين    خبير في الطقس يتوقع موجة أمطار جديدة تشمل اغلب المحافظات اليمنية    خبير نفطي يكشف معلومات جديدة عن ظهور الغاز في بني حشيش ويحذر    أما الدولة وسلطتها.. أو هائل سعيد وبلاطجته هم الدولة    مافيا "هائل سعيد".. ليسوا تجار بل هم لوبي سياسي قذر    ذا كرديل تكشف عن الحرب الإلكترونية الأميركية الإسرائيلية على اليمن    غزة: 20 شهيداً إثر انقلاب شاحنة محملة بالغذاء تعرضت لقصف صهيوني    مصرع 4 ركاب في تحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا    زيدان يقترب من العودة للتدريب    اجتماع طارئ وقرارات مهمة لاتحاد السلة    قتلة وجلادي أمن مأرب يزهقون حياة طفل يتيم عمره 13 عاما    المواجهة مع هائل سعيد.. آخر معارك الوحدة اليمنية اللعينة    تخرج 374 مستفيدًا ومستفيدة من مشروع التمكين الاقتصادي بمحافظتي تعز ولحج    رئيس هيئة مستشفى ذمار يعلن تجهيز 11 غرفة عمليات وعناية مركزة    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لاعب برشلونة يوافق على تجديد عقده    اعتراف صهيوني: اليمن بدّد هيبة أمريكا في البحر    طيران اليمنية لا تعترف بالريال اليمني كعملة رسمية    هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج نكاتا مضحكة؟    رسميّا.. حرمان الهلال من سوبر 2026    كأس آسيا.. الأردن تكسب الهند والعراق يخسر أمام نيوزيلندا    من ضمّني لن أتركه وحده.. وكلمة السامعي بلاغ رسمي قبل السقوط!    سفير إسرائيلي سابق يطالب ماكرون بفرض عقوبات فورية على إسرائيل وعزلها جغرافيًا    لا قضاء ولا قدر في اليمن    عدن.. البنك المركزي يعلن سحب تراخيص منشأتين جديدتين للصرافة ويغلق فروعهما    حجة.. وفاة امرأة وإصابة طفلة بصاعقة رعدية    أسبانيا تُفكك شبكة تهريب مهاجرين يمنيين إلى بريطانيا وكندا باستخدام جوازات مزوّرة    اجتماع أمني بالعاصمة عدن يبحث تنظيم العمل وضبط السوق السوداء    ستبقى "سلطان" الحقيقة وفارسها..    أياكس الهولندي يتعاقد مع المغربي عبدالله وزان حتى 2028    فريق شباب الحزم يتوج ببطولة العدين الكروية بنسختها الرابعة    مقتل مرتكب المجزرة الاسرية بإب    انتشال جثث 86 مهاجرًا وإنقاذ 42 في حادثة غرق قبالة سواحل أبين    لا تليق بها الفاصلة    البنك المركزي يسحب تراخيص منشأتين للصرافة ويغلق فروعهما    النفط يتراجع وسط تصاعد المخاوف من فائض المعروض    اتهامات لمليشيا الحوثي بخطف نجل نائب رئيس مجلس النواب السابق في صنعاء    تعز.. اختتام دورة الرخصة الآسيوية (C) لمدربي كرة القدم    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    وزارة الزراعة تناقش استعدادات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    إصابات إثر تصادم باصين للنقل الجماعي بمحافظة حضرموت    عدن.. البنك المركزي يحدّد سقف الحوالات الخارجية للأغراض الشخصية المُرسَلة عبر شركات الصرافة    أيادي العسكر القذرة تطال سينما بلقيس بالهدم ليلا (صور)    النائحات المستأجرات    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    الحديدة: فريق طبي يقوم بعمل معجزة لاعادة جمجمة تهشمت للحياة .. صور    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة (الغفوري - حميد الأحمر) اخر الطبخات الاعلامية لحزب الاصلاح اليمني .. ماذا يراد منها؟
نشر في عدن الغد يوم 10 - 10 - 2015

يجري هذه الأيام لترويج لمزعوم حوار ودي دار مع حميد الأحمر والصحافي اليمني المقرب منه (مروان الغفوري) يتحدث فيه عن مزاعم كثيرة بلسان الأحمر، المدينة ومصادفة اللقاء والفندق، والصديق الاخر الناصري الذي انظم اليهما، بالاضافة إلى الحديث عن معاتبة الأحمر للصحفي الغفوري الذي تزعم الرواية انهما كانا على قطيعة وان الغفوري كان يستهدف الأحمر وما شابه ذلك من رتوش جاءت كل إيماءة منها تعزز وتسند نقطة من النقاط لتمنح القصة بعدا واقعيا يسهل بلوغ واجتياح المتلقي المستهدف من الرسالة، ويعد الاخراج الذكي كان لابد أن تصل القصة إلى الجميع لهذا جرى تناولها بشكل اعلامي واسع من خلال اهتمام وسائل الاعلام بنشرها في قوالب وتحليلات متنوعة تصب جميعها في خانة المصلحة المشتركة لعصابة الاحتلال اليمني. اقتراب موعد حسم المعركة مع الحوثيين ويستعرض راوي القصة (مروان الغفوري) ان حميد الأحمر ظهر أكثر ثقة باقتراب ساعة النصر، ومن اهم ما حاول ذلك الصحافي اليمني هو تسريب الكثير من الأمور اهمها، أن حزب الاصلاح في اوج قوته وانه يتواجد في كل منطقة جنوبية، واكد انه سيعود الى صنعاء في رسالة لقبيلة حاشد التابعة للشيخ ال الأحمر، اذ يلمح بانه لن يساعد افراد قبيلته لانهم كما قال لم يقوموا بحماية امواله، وهنا تتضمن الرسالة لوم وتهديد، لكن المطبخ الاخواني تعاطى مع هذه النقطة بذكاء شديد ويظهر ذلك من خلال اقرار الأحمر باخطاء سابقة في معاملتهم (اي اولاد الأحمر) مع قبيلته اذ يروي كيف اقتصر دعمه لافراد القبيلة على مجرد (حسنات) مبررا ذلك بان افراد قبيلته كانت مطالبهم لا تتعدى وظيفة حارس أو سائق، ويقر حميد الأحمر بانه واخوانه استخدموا رجال قبيلته مجرد استخدام مبررا أن استخدامهم كان خدمة للوطن.
النقطة الأخرى وهي الرسالة المبهمة التي تناول فيها شخص الرئيس هادي، فهو يتهمه يالوقوف الى جانب الحوثيين والتواطؤ معهم اثناء دخولهم عمران ومن ثم صنعاء، وعلل سبب التواطؤ ذلك الى ان لدى الرجل مشروع صغير - حد وصفه- وهنا لم يظهر هدف المطبخ من هذه الرسالة والى من يريد توجيهها بالتحديد.
فالرئيس هادي يتخذون منه حتى هذه اللحظة غطاء شرعي لتدخل دول التحالف في الحرب الراهنة، وليس من مصلحة أبناء العربية اليمنية في هذا الوقت بالذات ابداء اي تصريحات تنال من هادي أو تكشف ما يخفونه في قلوبهم.
لكن ارى ان المطبخ الاصلاحي اراد توجيه عدة رسائل في هذه النقطة ابرزها تطمين الجنوبيين بأن هادي يعمل لصالح قضية الجنوب وما على الجنوبيين الا اتباع ما يسير عليه الرجل من خطة ابرزها رغبته في ارسال الجنوبيين لقتال الحوثيين في الشمال.
النقطة الأخرى في هذه الرسالة موجهة نحو ابناء الشمال وفحواها تحذير لهم بخطر استقلال الجنوب وانهم سيفقدونه اذا ما وقفوا بقوة ضد الحوثيين قبل فوات الأوان، لهذا ربط المطبخ بين كلام حميد الأحمر عندما تحدث عن ما زعم انها نوايا هادي في الانفصال وبين اشارته الى تواطؤه مع الحوثيين بتسهيل مهمة اجتياح عمران وصنعاء حد وصف القصة (المطبخ).
كما احتوت قصة ورواية الغفوري التي اخرجها مطبخ الاصلاح بصورة اعلامية سياسية خطيرة على رسائل أخرى كثيرة من خلال الحديث عن السعودية وعلاقتها مع حزب الاصلاح اليمني في الظروف الراهنة..
سنترك لكم قراءة القصة بتمعن واستنباط ماهية الرسائل التي يريد مطبخ الاصلاح توجيهها إلى الجميع..
ومن المؤكد أن تصوير شكليات ورتوش القصة وعناصرها الثانوية ليست حقيقية وواقعية فهي ايضا تحمل كثير من المسائل التي لا تقل اهمية عن مضمون الحديث المروي بلسان الأحمر، المدينة ومصادفة اللقاء والفندق، والصديق الاخر الناصري الذي انظم اليهما، بالإضافة إلى الحديث عن معاتبة الأحمر للصحفي الغفوري الذي تزعم الرواية انهما كانا على قطيعة وان الغفوري كان يستهدف الأحمر وما شابه ذلك من رتوش جاءت كل إيماءة منها تعزز وتسند نقطة من النقاط لتمنح القصة بعدا واقعيا يسهل بلوغ واجتياح المتلقي المستهدف من الرسالة، ويعد الاخراج الذكي كان لابد أن تصل القصة إلى الجميع لهذا جرى تناولها بشكل اعلامي واسع من خلال اهتمام وسائل الاعلام بنشرها في قوالب وتحليلات متنوعة تصب جميعها في خانة المصلحة المشتركة لعصابة الاحتلال اليمني.
وهنا نعيد نشر القصة كما وردت في صفحة الصحافي اليمني مروان الغفوري كالاتي:
"سألني رجل الأعمال والسياسي المعروف حميد الأحمر ما إذا كان ممكناً أن نلتقي مساء الأربعاء في مدينة دوسلدورف.
لم يسبق أن التقيت الأحمر من قبل، وكان بيننا هاتف وحيد قبل دخول #الحوثيين الجوف.
قلت لنفسي: أوه، الأربعاء! سيكون قد مضي علي أكثر من خمسين ساعة لم أنم فيها سوى ثلاث ساعات، واليوم التالي سأكون على سفر لأكثر من ست ساعات..
في دوسلدورف، في لوبي الفندق، انتظرته. كلمني: أنا الآن في غرفتي، لي ربع ساعة أدور القبلة، شصلي وشنزل، أنت قد صليت؟
قلت له: أنا أصلي على طريقتي.
ضاحكاً: المفروض طريقتنا واحدة.
بعد عشرين دقيقة، تقريباً، نزل حميد إلى اللوبي. كان يحمل بيده ملفاً طبياً صغيراً، وفي الأخرى هدية صغيرة "طبق حلوى تركية".
كان قادماً من تركيا عبر برلين.
- زرت دوسلدورف قبل عشرة سنوات في زيارة عمل، قدنا الليلة "قالها بالإنجليزية".
قلت:لنسأل الريسبشن عن أفضل طريقة للوصول إلى شارع الملك بوسط المدينة.
راح حميد يتحدث إليهم بالإنجليزية وهم رسموا له على الخريطة خطوطاً. كان المكان بالقرب من الفندق، بالفعل.
في شارع الملك نزلت زخة من الأمطار وعندما كنا نجتاز جسراً صغيراً على الأقدام كان حميد يمتدح التنظيم الناصري ليس كحزب وحسب، بل كحزب وإيديولوجيا. قال إن الإصلاح بشكل عام يجد الأنس إلى جوار التنظيم الناصري، وأنه شخصيا ومن خلال تجربته في اللجنة التحضيرية اقترب من الناصريين كثيراً وارتبط بهم عبر علاقات عميقة.
"لماذا يبدو صالح وكأنه لا يرى في العالم سواك" سألته.
"يعتقد صالح أني سبب تحريك حزب الإصلاح. اعتاد صالح على حزب مملوء بالحسابات ويقوده كهول طيبون لا يحبون المغامرة، إلى أن جاء الجيل الجديد، أنا وحميد شحرة وآخرون وحركنا الحزب وسحبنا شيوخنا إلى الأمام. وعندما تحرك الإصلاح بكل حجمه اهتز صالح واهتز الكرسي" أجاب حميد.
"هل فعلاً وضعت جائزة بمبلغ 50 مليون ريال لمن يلقي القبض على صالح؟" سألته.
وهو يضحك: مش باسمي، باسم المجلس الوطني، والجائزة عادها قائمة لمن يلقي القبض عليه.
"اللوموند قالت قبل شهر إن السعودية عثرت على صديقها الحقيقي بعد أن ضلت الطريق إليه: حزب الإصلاح. أنت كنت في السعودية مرات عديدة خلال هذه الفترة. ما تعليقك على ذلك؟"..سألته.
"حتى الآن لا نزال رفاق سلاح، ما قد صرناش أصدقاء بمعنى الصداقة. يا أخي إحنا حزب موجود في كل قرية في اليمن، وهذا الأمر يقلق السعوديين وهم صارحونا بمخاوفهم" قال.
قلت له: أرسلت أنا، قبل عاصفة الحزم، رسالة مطولة إلى رئيس اللجنة الخاصة "أبو فارس" عن خارطة الحلفاء والأصدقاء. قلت له: لا يطمح حزب الإصلاح لأفضل من أن يكون صديقاً للملكة. رد على رسالتي عبر الواتس أب، قال إن كل المسائل التي طرقتها صارت مواضيع مفتوحة للنقاش.. إلى آخره.
قاطعني: حتى الآن لم يلتق الإصلاح ولا علي محسن القيادات العليا في المملكة. لا نزال رفاق سلاح إحنا والسعودية ونحن نحاول تبديد مخاوفها..

فقدنا الطريق مرة ومرتين، وكانت سماء دوسلدورف تشع مطراً خفيفاً. عبرنا شارع هاينرش هاينه. قلت له:
كان هاينه شاعر ألمانيا الأعظم في القرن التاسع عشر، قال عنه ماركس إنه يضاهي غوته.
وما إن تجاوزناه حتى قال حميد، رداً على سؤالي:
لواء هاشم الأحمر يتألف من سبعة آلاف مقاتل مزودون بأفصل السلاح وسيقتحمون إقليم آزال عندما يعطون الإشارة.
قلت له: وصعدة؟
قال: هناك جيش سعودي عربي من عشرات الآلاف.

ثم راح يشرح خارطة القبائل والحروب بين مأرب وصنعاء وفي صعدة وما خلفها.
سألته: والمحويت، حجة؟
قال: هذه محافظات هادئة تقع في الأطراف تسلم شأنها لكل من يصل صنعاء.

جلسنا، بعد ساعة ونصف من الحركة، إلى مطعم ألماني. طلب حميد سمكاً مشترطاً أن يكون عشاء خالياً من الزيت.
سألته: ماذا عن أموالك في اليمن؟
قال: مجمدة ومنهوبة. نهبوا كل شيء.
"والقبائل، لماذا لم تدافع عنكم؟"
هنا تدفق حميد بالكلام موجها عباراته تجاهي بشكل مباشر:
أنتم المثقفين من تعاليتم على شعبكم.
وراح يحكي عن ظروف القبيلة. قال إن 50% من قبيلته تقاتل مع الحوثي، ليس لأنها تؤيده بل لأن جزء من القبيلة يعتقد أنه خلق للقتال. نحن كنا نلجم القبيلة ، قال، ونستخدم غريزتها لمصلحة الدولة كما فعلنا في حروبنا ضد الحوثي وفي الانتخابات. الآن خرجنا نحن وجاء من يستخدمها ضدكم كلكم وضد الدولة ويخوض بها حرب غير وطنية وغير شريفة. هل تصدق يا دكتور أن القبيلي كان يجي لشركاتي ويشتي يشتغل حارس أو سواق؟
لم أستطع أن أخرجهم من هذه الرغبة: حارس أو سائق.
أنتم ظلمتم القبيلة وتعاليتم عليها كما فعل النعمان ورفاقه. تعالوا عليها وهي قاتلت معهم. في الأخير القبيلي معه صميل وأنت ما معكش. المثقف تعالى والقبيلي خبطه بالصميل وشل الدولة. وهذه هي النتيجة. القبيلي ما يعرفش يدير دولة والمثقف يحتقر القبيلي والقبيلي معه صميل، المثقف معرفش يستغل طاقة القبيلي ودخل معه في صراع واحتقره وحاول يبعده والنتيجة خسرنا الدولة.أنا مرتاح لأن القبيلة ما حمتش أموالي. قريبا جداً سنعود إلى صنعاء. سأقول للقبائل: الآن بيننا دولة، علينا كلنا، لم تحموا أموالي ولا حافظتم على أرواحكم، ليس لكم أي فضل علينا، ولم تعودوا تحرسوننا، ف، فأنتم لم تفعلوا ذلك وتفرجتم على أموالنا وهي تنهب. الآن ستكون هناك دولة فوقنا جميعا ولا فضل لأحد على أحد.

وماذا عن هادي؟
أخذ نفساً عميقاً "رحت له وعمران محاصرة وكنت أعرف إنه متواطئ مع #الحوثيين. قالت لي السفيرة البريطانية الناس يسيئون تقدير #الحوثيين، لن يتوقفوا سوى في صنعاء،لديهم أجندة خاصة وسيخلقون الذرائع لأجلها. رحت لهادي وجلست على ركبتي قدامه، وهو فوق الكرسي. قال لي قوم قلت له: لا والله لن أكلمك إلا هكذا، أتوسل إليك، افعل شيئاً. سأغادر اليمن إذا شئت وأعلن اعتزالي العمل السياسي لخمس سنوات. سنخرج أنا وإخواني من اليمن إذا شئت. إذا كنت تريد الخلاص من عيال الأحمر أرجوك لا تجعل هذه الرغبة سبباً في تدمير اليمن، والحوثيون لا يريدون عيال الأحمر بل هذ الكرسي . أرجوك افعل شيئاً. وبقي هو صامتاً.
عند تلك الكلمات صمتنا.
قطع حميد حجاب الصمت: ب
عد ذلك راح علي محسن وقال له نفس الكلام.
"لماذا فعل هادي كل ذلك"سألته.
"كان صاحب مشروع صغير مثل صالح" أجاب.
سألته:
ماذا يفعل الآن في الرياض؟
ابتسم محاولاً الهرب من شيء ما بداخله:
في الأيام التي فاتت قرر إقالة بحاح وتعيين رشاد العليمي رئيساً للحكومة وتشكيل حكومة جديدة. يشتي يجمد بحاح عبر فكرة إنه لا يجوز أن يكون نائبا للرئيس ورئيساً للوزراء. راح إليه الإرياني وقال له: من سيمنح حكومتك الثقة؟ هذه الحكومة هي آخر تشكيلة شرعية ممكنة لأنها استمرار لحكومة التوافق.
رشاد العليمي ذهب إليه واعتذر. أما اليدومي فقال له: نحن الآن في حرب، ثم لكل حادث حديث.

قبل ذهابي إلى دوسلدورف هاتفت صديقي زياد قاسم، طالب الدكتوراه في البرمجيات، فوافق على الحضور. رحنا معاً، وكنا في تلك السهرة المتحركة ثلاثة.

الدقائق الأخيرة، الواحدة فجراً، أوصلتنا إلى مطعم ماكدونالدس في وسط مدينة دوسلدورف..هناك شربنا قهوة، فبعد خمس ساعات سيكون علي أن أعود إلى المشفى ومن الأفضل أن أبقى مستيقظاً.
هناك سأله زياد، وهو ناصري سابق:
هل حزب الإصلاح مستعد للتنازل عن الوحدة؟
حميد: إذا كانت رغبة الجنوبيين في الانفصال على عيني وراسي
سأله: ولن تقاتلوا؟
أجاب وهو يحاول أن يضع رجلا على رجل: نحن لا نقاتل ضد رغبات الناس.
زياد:لكنكم حزب وحدوي
حميد:#نعم، وحزبنا موجود في الجنوب، وهو وحدوي. المعركة الأخيرة ضد صالح والحوثي أظهرت قوتنا ووجودنا وشاهد كل الناس حقيقتنا في الجنوب. نحن حزب موجود في كل قرية.
وبدت عليه ملامح ثقة عالية وهي يلفظ تلك الكلمة.

أخبرنا عن أمور ربما لن يكون يكون سعيداً لو قرأها الناس، حالياً. وذكر لنا مسؤولاً كبيرا من صنعاء، ومن كبار رجال صنعاء المقربين من صالح، وصل مؤخراً إلى تركيا . المسؤول الكبير "ع. ه" يبحث عن وسطاء يقربونه من السعودية ويطلب خمسة مليون دولار قال إنه مستعد لأن يشتري ولاء قبائل صنعاء وفتح أبوابها للشرعية. فقط بخمسة مليون دولار. معترفاً أن صالح يقامر حالياً، وأن لعبته تلك قد تتسبب في تدمير صنعاء.

في منتصف المشي وفي الطريق قال لي:
شوف، أنت كتبت ضدي عدة مقالات، وكنت أرفض قراءتها. لأني متأكد أن الأيام ستجمعنا بمناسبة أو أخرى ومن الأفضل أن لا يكون في قلبي شيء. أما أنت فمن متابعتي لأغلب ما تكتبه رأيت أنك شخص يكتب فقط قناعاته، وفي أحيان كثيرة كانت تخونك معلوماتك.

------

هذا ملخص بسيط لليلة حافلة، بدا فيها حميد الأحمر واثقاً كل الثقة أن صنعاء ستعود عاصمة، وأن نهاية صالح والحوثي مسألة وقت قريب.
وفي لغة لم تخذلها المجاملة قال:
قلت للتحالف حرروا لنا تعز لكي نعود إليها، تعز مدينة لا ترد أحداً ولو تحررت لعدنا.

على أن كل ما سردته على لسانه، وما سمعته ولم أذكره تبقى هي رواية حميد الأحمر وطريقته في رؤية العالم، وموقفه وتأويله..

غير أن أكثر ما لفت انتباهي هو أن حزب الإصلاح لا يوجد في قمصان حميد الأحمر بل في خلاياه. وهذا ما لم أكن أتوقعه.
------
غادرناه وعدنا بالقطار. في الطريق قال زياد:
إذا كان حميد الأحمر واثقاً من النصر فأنا واثق.
قلت له: في الصباح سأعمل طيلة النهار وأسافر حتى منتصف الليل.
وقد صحوت، أخيرا، قبل قليل. أجواء الفندق والبلدة ملأتني بالسحر. ستبتدئ الورشة العلمية بعد ساعة في مكان قريب من الفندق، هنا في لايبتسيج، في أقصى شرق ألمانيا"..
انتهت القصة..
والصديق الاخر الناصري الذي انظم اليهما، بالاضافة إلى الحديث عن معاتبة الأحمر للصحفي الغفوري الذي تزعم الرواية انهما كانا على قطيعة وان الغفوري كان يستهدف الأحمر وما شابه ذلك من رتوش جاءت كل ايمائة منها تعزز وتسند نقطة من النقاط لتمنح القصة بعدا واقعيا يسهل بلوغ واجتياح المتلقي المستهدف من الرسالة، ويعد الاخراج الذكي كان لابد أن تصل القصة إلى الجميع لهذا جرى تناولها بشكل اعلامي واسع من خلال اهتمام وسائل الاعلام بنشرها في قوالب وتحليلات متنوعة تصب جميعها في خانة المصلحة المشتركة لعصابة الاحتلال اليمني. اقتراب موعد حسم المعركة مع الحوثيين ويستعرض راوي القصة (مروان الغفوري) ان حميد الأحمر ظهر أكثر ثقة باقتراب ساعة التصر، ومن اهم ما حاول ذلك الصحافي اليمني هو تسريب الكثير من الأمور اهمها، أن حزب الاصلاح في اوج قوته وانه يتواجد في كل منطقة جنوبية، واكد انه سيعود الى صنعاء في رسالة لقبيلة حاشد التابعة لمشيخ ال الأحمر، اذ يلمح بانه لن يساعد افراد قبيلته لانهم كما قال لم يقوموا بحماية امواله، وهنا تتضمن الرسالة لوم وتهديد، لكن المطبخ الاخواني تعاطى مع هذه النقطة بذكاء شديد ويظهر ذلك من خلال اقرار الأحمر باخطاء سابقة في معاملتهم (اي اولاد الأحمر) مع قبيلته اذ يروي كيف اقتصر دعمه لافراد القبيلة على مجرد (حسنات) مبررا ذلك بان افراد قبيلته كانت مطالبهم لا تتعدى وظيفة حارس أو سائق، ويقر حميد الأحمر بانه واخوانه استخدموا رجال قبيلته مجرد استخدام مبررا أن استخدامهم كان خدمة للوطن.
النقطة الأخرى وهي الرسالة المبهمة التي تناول فيها شخص الرئيس هادي، فهو يتهمه يالوقوف الى جانب الحوثيين والتواطؤ معهم اثناء دخولهم عمران ومن ثم صنعاء، وعلل سبب التواطوء ذلك الى ان لدى الرجل مشروع صغير - حد وصفه- وهنا لم يظهر هدف المطبخ من هذه الرسالة والى من يريد توجيهها بالتحديد.
فالرئيس هادي يتخذون منه حتى هذه اللحظة غطاء شرعي لتدخل دول التحالف في الحرب الراهنة، وليس من مصلحة أبناء العربية اليمنية في هذا الوقت بالذات ابداء اي تصريحات تنال من هادي أو تكشف ما يخفونه في قلوبهم.
لكن ارى ان المطبخ الاصلاحي اراد توجيه عدة رسائل في هذه النقطة ابرزها تطمين الجنوبيين بأن هادي يعمل لصالح قضية الجنوب وما على الجنوبيين الا اتباع ما يسير عليه الرجل من خطة ابرزها رغبته في ارسال الجنوبيين لقتال الحوثيين في الشمال.
النقطة الأخرى في هذه الرسالة موجهة نحو ابناء الشمال وفحواها تحذير لهم بخطر استقلال الجنوب وانهم سيفقدونه اذا ما وقفوا بقوة ضد الحوثيين قبل فوات الأوان، لهذا ربط المطبخ بين كلام حميد الأحمر عندما تحدث عن ما زعم انها نوايا هادي في الانفصال وبين اشارته الى تواطوءه مع الحوثيين بتسهيل مهمة اجتياح عمران وصنعاء حد وصف القصة (المطبخ).
كما احتوت قصة ورواية الغفوري التي اخرجها مطبخ الاصلاح بصورة اعلامية سياسية خطيرة على رسائل أخرى كثيرة من خلال الحديث عن السعودية وعلاقتها مع حزب الاصلاح اليمني في الظروف الراهنة..
سنترك لكم قراءة القصة بتمعن واستنباط ماهية الرسائل التي يريد مطبخ الاصلاح توجيهها إلى الجميع..
ومن المؤكد أن تصوير شكليات ورتوش القصة وعناصرها الثانوية ليست حقيقية وواقعية فهي ايضا تحمل كثير من المسائل التي لا تقل اهمية عن مضمون الحديث المروي بلسان الأحمر، المدينة ومصادفة اللقاء والفندق، والصديق الاخر الناصري الذي انظم اليهما، بالاضافة إلى الحديث عن معاتبة الأحمر للصحفي الغفوري الذي تزعم الرواية انهما كانا على قطيعة وان الغفوري كان يستهدف الأحمر وما شابه ذلك من رتوش جاءت كل ايمائة منها تعزز وتسند نقطة من النقاط لتمنح القصة بعدا واقعيا يسهل بلوغ واجتياح المتلقي المستهدف من الرسالة، ويعد الاخراج الذكي كان لابد أن تصل القصة إلى الجميع لهذا جرى تناولها بشكل اعلامي واسع من خلال اهتمام وسائل الاعلام بنشرها في قوالب وتحليلات متنوعة تصب جميعها في خانة المصلحة المشتركة لعصابة الاحتلال اليمني.
وهنا نعيد نشر القصة كما وردت في صفحة الصحافي اليمني مروان الغفوري كالاتي:
"سألني رجل الأعمال والسياسي المعروف حميد الأحمر ما إذا كان ممكناً أن نلتقي مساء الأربعاء في مدينة دوسلدورف.
لم يسبق أن التقيت الأحمر من قبل، وكان بيننا هاتف وحيد قبل دخول #الحوثيين الجوف.
قلت لنفسي: أوه، الأربعاء! سيكون قد مضي علي أكثر من خمسين ساعة لم أنم فيها سوى ثلاث ساعات، واليوم التالي سأكون على سفر لأكثر من ست ساعات..
في دوسلدورف، في لوبي الفندق، انتظرته. كلمني: أنا الآن في غرفتي، لي ربع ساعة أدور القبلة، شصلي وشنزل، أنت قد صليت؟
قلت له: أنا أصلي على طريقتي.
ضاحكاً: المفروض طريقتنا واحدة.
بعد عشرين دقيقة، تقريباً، نزل حميد إلى اللوبي. كان يحمل بيده ملفاً طبياً صغيراً، وفي الأخرى هدية صغيرة "طبق حلوى تركية".
كان قادماً من تركيا عبر برلين.
- زرت دوسلدورف قبل عشرة سنوات في زيارة عمل، قدنا الليلة "قالها بالإنجليزية".
قلت:لنسأل الريسبشن عن أفضل طريقة للوصول إلى شارع الملك بوسط المدينة.
راح حميد يتحدث إليهم بالإنجليزية وهم رسموا له على الخريطة خطوطاً. كان المكان بالقرب من الفندق، بالفعل.
في شارع الملك نزلت زخة من الأمطار وعندما كنا نجتاز جسراً صغيراً على الأقدام كان حميد يمتدح التنظيم الناصري ليس كحزب وحسب، بل كحزب وإيديولوجيا. قال إن الإصلاح بشكل عام يجد الأنس إلى جوار التنظيم الناصري، وأنه شخصيا ومن خلال تجربته في اللجنة التحضيرية اقترب من الناصريين كثيراً وارتبط بهم عبر علاقات عميقة.
"لماذا يبدو صالح وكأنه لا يرى في العالم سواك" سألته.
"يعتقد صالح أني سبب تحريك حزب الإصلاح. اعتاد صالح على حزب مملوء بالحسابات ويقوده كهول طيبون لا يحبون المغامرة، إلى أن جاء الجيل الجديد، أنا وحميد شحرة وآخرون وحركنا الحزب وسحبنا شيوخنا إلى الأمام. وعندما تحرك الإصلاح بكل حجمه اهتز صالح واهتز الكرسي" أجاب حميد.
"هل فعلاً وضعت جائزة بمبلغ 50 مليون ريال لمن يلقي القبض على صالح؟" سألته.
وهو يضحك: مش باسمي، باسم المجلس الوطني، والجائزة عادها قائمة لمن يلقي القبض عليه.
"اللوموند قالت قبل شهر إن السعودية عثرت على صديقها الحقيقي بعد أن ضلت الطريق إليه: حزب الإصلاح. أنت كنت في السعودية مرات عديدة خلال هذه الفترة. ما تعليقك على ذلك؟"..سألته.
"حتى الآن لا نزال رفاق سلاح، ما قد صرناش أصدقاء بمعنى الصداقة. يا أخي إحنا حزب موجود في كل قرية في اليمن، وهذا الأمر يقلق السعوديين وهم صارحونا بمخاوفهم" قال.
قلت له: أرسلت أنا، قبل عاصفة الحزم، رسالة مطولة إلى رئيس اللجنة الخاصة "أبو فارس" عن خارطة الحلفاء والأصدقاء. قلت له: لا يطمح حزب الإصلاح لأفضل من أن يكون صديقاً للملكة. رد على رسالتي عبر الواتس أب، قال إن كل المسائل التي طرقتها صارت مواضيع مفتوحة للنقاش.. إلى آخره.
قاطعني: حتى الآن لم يلتق الإصلاح ولا علي محسن القيادات العليا في المملكة. لا نزال رفاق سلاح إحنا والسعودية ونحن نحاول تبديد مخاوفها..

فقدنا الطريق مرة ومرتين، وكانت سماء دوسلدورف تشع مطراً خفيفاً. عبرنا شارع هاينرش هاينه. قلت له:
كان هاينه شاعر ألمانيا الأعظم في القرن التاسع عشر، قال عنه ماركس إنه يضاهي غوته.
وما إن تجاوزناه حتى قال حميد، رداً على سؤالي:
لواء هاشم الأحمر يتألف من سبعة آلاف مقاتل مزودون بأفصل السلاح وسيقتحمون إقليم آزال عندما يعطون الإشارة.
قلت له: وصعدة؟
قال: هناك جيش سعودي عربي من عشرات الآلاف.

ثم راح يشرح خارطة القبائل والحروب بين مأرب وصنعاء وفي صعدة وما خلفها.
سألته: والمحويت، حجة؟
قال: هذه محافظات هادئة تقع في الأطراف تسلم شأنها لكل من يصل صنعاء.

جلسنا، بعد ساعة ونصف من الحركة، إلى مطعم ألماني. طلب حميد سمكاً مشترطاً أن يكون عشاء خالياً من الزيت.
سألته: ماذا عن أموالك في اليمن؟
قال: مجمدة ومنهوبة. نهبوا كل شيء.
"والقبائل، لماذا لم تدافع عنكم؟"
هنا تدفق حميد بالكلام موجها عباراته تجاهي بشكل مباشر:
أنتم المثقفين من تعاليتم على شعبكم.
وراح يحكي عن ظروف القبيلة. قال إن 50% من قبيلته تقاتل مع الحوثي، ليس لأنها تؤيده بل لأن جزء من القبيلة يعتقد أنه خلق للقتال. نحن كنا نلجم القبيلة ، قال، ونستخدم غريزتها لمصلحة الدولة كما فعلنا في حروبنا ضد الحوثي وفي الانتخابات. الآن خرجنا نحن وجاء من يستخدمها ضدكم كلكم وضد الدولة ويخوض بها حرب غير وطنية وغير شريفة. هل تصدق يا دكتور أن القبيلي كان يجي لشركاتي ويشتي يشتغل حارس أو سواق؟
لم أستطع أن أخرجهم من هذه الرغبة: حارس أو سائق.
أنتم ظلمتم القبيلة وتعاليتم عليها كما فعل النعمان ورفاقه. تعالوا عليها وهي قاتلت معهم. في الأخير القبيلي معه صميل وأنت ما معكش. المثقف تعالى والقبيلي خبطه بالصميل وشل الدولة. وهذه هي النتيجة. القبيلي ما يعرفش يدير دولة والمثقف يحتقر القبيلي والقبيلي معه صميل، المثقف معرفش يستغل طاقة القبيلي ودخل معه في صراع واحتقره وحاول يبعده والنتيجة خسرنا الدولة.أنا مرتاح لأن القبيلة ما حمتش أموالي. قريبا جداً سنعود إلى صنعاء. سأقول للقبائل: الآن بيننا دولة، علينا كلنا، لم تحموا أموالي ولا حافظتم على أرواحكم، ليس لكم أي فضل علينا، ولم تعودوا تحرسوننا، ف، فأنتم لم تفعلوا ذلك وتفرجتم على أموالنا وهي تنهب. الآن ستكون هناك دولة فوقنا جميعا ولا فضل لأحد على أحد.

وماذا عن هادي؟
أخذ نفساً عميقاً "رحت له وعمران محاصرة وكنت أعرف إنه متواطئ مع #الحوثيين. قالت لي السفيرة البريطانية الناس يسيئون تقدير #الحوثيين، لن يتوقفوا سوى في صنعاء،لديهم أجندة خاصة وسيخلقون الذرائع لأجلها. رحت لهادي وجلست على ركبتي قدامه، وهو فوق الكرسي. قال لي قوم قلت له: لا والله لن أكلمك إلا هكذا، أتوسل إليك، افعل شيئاً. سأغادر اليمن إذا شئت وأعلن اعتزالي العمل السياسي لخمس سنوات. سنخرج أنا وإخواني من اليمن إذا شئت. إذا كنت تريد الخلاص من عيال الأحمر أرجوك لا تجعل هذه الرغبة سبباً في تدمير اليمن، والحوثيون لا يريدون عيال الأحمر بل هذ الكرسي . أرجوك افعل شيئاً. وبقي هو صامتاً.
عند تلك الكلمات صمتنا.
قطع حميد حجاب الصمت: ب
عد ذلك راح علي محسن وقال له نفس الكلام.
"لماذا فعل هادي كل ذلك"سألته.
"كان صاحب مشروع صغير مثل صالح" أجاب.
سألته:
ماذا يفعل الآن في الرياض؟
ابتسم محاولاً الهرب من شيء ما بداخله:
في الأيام التي فاتت قرر إقالة بحاح وتعيين رشاد العليمي رئيساً للحكومة وتشكيل حكومة جديدة. يشتي يجمد بحاح عبر فكرة إنه لا يجوز أن يكون نائبا للرئيس ورئيساً للوزراء. راح إليه الإرياني وقال له: من سيمنح حكومتك الثقة؟ هذه الحكومة هي آخر تشكيلة شرعية ممكنة لأنها استمرار لحكومة التوافق.
رشاد العليمي ذهب إليه واعتذر. أما اليدومي فقال له: نحن الآن في حرب، ثم لكل حادث حديث.

قبل ذهابي إلى دوسلدورف هاتفت صديقي زياد قاسم، طالب الدكتوراه في البرمجيات، فوافق على الحضور. رحنا معاً، وكنا في تلك السهرة المتحركة ثلاثة.

الدقائق الأخيرة، الواحدة فجراً، أوصلتنا إلى مطعم ماكدونالدس في وسط مدينة دوسلدورف..هناك شربنا قهوة، فبعد خمس ساعات سيكون علي أن أعود إلى المشفى ومن الأفضل أن أبقى مستيقظاً.
هناك سأله زياد، وهو ناصري سابق:
هل حزب الإصلاح مستعد للتنازل عن الوحدة؟
حميد: إذا كانت رغبة الجنوبيين في الانفصال على عيني وراسي
سأله: ولن تقاتلوا؟
أجاب وهو يحاول أن يضع رجلا على رجل: نحن لا نقاتل ضد رغبات الناس.
زياد:لكنكم حزب وحدوي
حميد:#نعم، وحزبنا موجود في الجنوب، وهو وحدوي. المعركة الأخيرة ضد صالح والحوثي أظهرت قوتنا ووجودنا وشاهد كل الناس حقيقتنا في الجنوب. نحن حزب موجود في كل قرية.
وبدت عليه ملامح ثقة عالية وهي يلفظ تلك الكلمة.

أخبرنا عن أمور ربما لن يكون يكون سعيداً لو قرأها الناس، حالياً. وذكر لنا مسؤولاً كبيرا من صنعاء، ومن كبار رجال صنعاء المقربين من صالح، وصل مؤخراً إلى تركيا . المسؤول الكبير "ع. ه" يبحث عن وسطاء يقربونه من السعودية ويطلب خمسة مليون دولار قال إنه مستعد لأن يشتري ولاء قبائل صنعاء وفتح أبوابها للشرعية. فقط بخمسة مليون دولار. معترفاً أن صالح يقامر حالياً، وأن لعبته تلك قد تتسبب في تدمير صنعاء.

في منتصف المشي وفي الطريق قال لي:
شوف، أنت كتبت ضدي عدة مقالات، وكنت أرفض قراءتها. لأني متأكد أن الأيام ستجمعنا بمناسبة أو أخرى ومن الأفضل أن لا يكون في قلبي شيء. أما أنت فمن متابعتي لأغلب ما تكتبه رأيت أنك شخص يكتب فقط قناعاته، وفي أحيان كثيرة كانت تخونك معلوماتك.

------

هذا ملخص بسيط لليلة حافلة، بدا فيها حميد الأحمر واثقاً كل الثقة أن صنعاء ستعود عاصمة، وأن نهاية صالح والحوثي مسألة وقت قريب.
وفي لغة لم تخذلها المجاملة قال:
قلت للتحالف حرروا لنا تعز لكي نعود إليها، تعز مدينة لا ترد أحداً ولو تحررت لعدنا.

على أن كل ما سردته على لسانه، وما سمعته ولم أذكره تبقى هي رواية حميد الأحمر وطريقته في رؤية العالم، وموقفه وتأويله..

غير أن أكثر ما لفت انتباهي هو أن حزب الإصلاح لا يوجد في قمصان حميد الأحمر بل في خلاياه. وهذا ما لم أكن أتوقعه.
------
غادرناه وعدنا بالقطار. في الطريق قال زياد:
إذا كان حميد الأحمر واثقاً من النصر فأنا واثق.
قلت له: في الصباح سأعمل طيلة النهار وأسافر حتى منتصف الليل.
وقد صحوت، أخيرا، قبل قليل. أجواء الفندق والبلدة ملأتني بالسحر. ستبتدئ الورشة العلمية بعد ساعة في مكان قريب من الفندق، هنا في لايبتسيج، في أقصى شرق ألمانيا"..
انتهت القصة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.