ان الشباب هم ساس الجنوب وعمادها المتين، وهم طاقم سفينة المجتمع نحو التطور والتقدم، وشريان الحياة في عروق الجنوب ، ونور الأمل المضيء، وبسمة المستقبل المشرق، وأداة البناء والتنمية ..فعند ما يغيب دور الشباب عن ساحة المجتمع أو ينحرف عن مسارة الصحيح، تتسارع إلى الشعوب بوادر الركود و تعبث بها ايادي الإنحطاط وتتوقف عجلة التقدم والازدهار. و للشباب القدرة والقوة والطاقة والحيوية تؤهلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجة للجنوب وشعبه إذا ما ساروا على الطريق الصحيح المرسوم في اتجاه التقدم والبناء، واستغلوا نشاطهم لما فيه منفعة لهم اولا ثم للوطن والشعب.
ودور الشباب على مر العصور كثيرة جدا لا يسع المجال لذكرها، وتبقى هي تلك الأدوار التي يسطر بها التاريخ بما الذهب في تقدم الشعوب والدول وازدهارها.
لكن حينما نتأمل حالة هذا المجتمع المزرية ونحاول أن نرصد نشاط شبابه عن قرب، نجده منصرف إلى ما يهدم دعائم هذا الوطن بدل بنائها و إقامتها، إذ يختفي حس المسؤولية وينعدم الواجب وتغيب التضحية وراء ستائر العبث والإستهتار واللامبالاة، فلا يبقى إلا الدور السلبي الذي أصبح يلعبه معظم الشباب إذا لم نقل كلهم استثناء لفئة قليلة جدا.
وبناء على ذلك، فليس غريبا أن تستغلهم الجماعات المتطرفة وزعماء العصابات لتنفذ بهم مخططاتها الإجرامية وعملياتها الإرهابية التي تدمر الاوطان والشعوب، وايضا نجد فئات واسعه من الشباب في عمر الزهور يقتلون وقتهم في الاسواق التجارية او في المقاهي ، وفي أحسن الأحوال يمكثون في مجالس القات الى ساعات متأخرة جدا من الليل.
ولتفادي كل هذه الأدوار السلبية التي يقوم بها الشباب في المجتمع، لازم أن تسعى كل العناصر المسؤولة في هذا الوطن والجهات النافذة ذات السلطة ، إلى خلق أساليب وآليات تؤدي إلى استثمار طاقة الشباب وقوتهم فيما يرجى نفعه وفائدته من فرص للعمل لامتصاص أكبر قدر من البطالة التي باتت تنخر في عظام المجتمع الجنوبي وادخلت أكثر أفراده حيوية بالضياع والفقر والتشرد، وخلق أنشطة ثقافيه وتعليمية وفنية ورياضيه واجتماعية ..إلخ؛ للنهوض بهذه الفئة الشابة ورفع من مستواها ومعنوياتها بدل إهمالها والتخلي عنها في عتمة اروقة الضياع.
وفي الأخير ان اعتزاز الامم بنفسها هو اعتزازها بالشباب التي تبني بها صروح أمجادها حاضرا ومستقبلا كي تبقى صامدةً أمام عواصف الزمان التي لا تبقي ولا تضر، وكي يبقى عزها ورقة خالدة بين طيات كتاب التاريخ.