عبد الله منصور الصوفي*: إن الشباب هم عماد كل أمة وأساسها، فهم قادة سفينة المجتمع نحو التقدم والتطور، ونبض الحياة في عروق الوطن، ونبراس الأمل المضيء، وبسمة المستقبل المنيرة، وأداة فعالة للبناء والتنمية.. وحينما يغيب دور الشباب عن ساحة المجتمع أو يُساء ممارسته، تتسارع إلى الأمة بوادر الركود و تعبث بها أيادي الإنحطاط وتتوقف عجلة التقدم. وللشباب القدرة والقوة والطاقة والحيوية تؤهلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجة للأمة إذا ما ساروا على الطريق الصحيح المرسوم في اتجاه التنمية والتقدم، واستغلوا نشاطهم لما فيه منفعة لهم ولغيرهم خدمة للوطن والوطنية. ولكم أنا سعيد جدا، وبمعيتي مجموعة من الشباب الرائعين، في منظمة “نظرة شباب للتنمية”.. شباب طامحون للمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة، بعيدا عن التعصب السياسي والمناطقي والعقائدي، ليس لها هدف إلى الربح، بقدر إيماننا بضرورة وجودها في الحياة العامة، تنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها ، استناداً إلى اعتبارات أخلاقية و ثقافية وسياسية وعلمية و دينية وخيرية ووطنية بالدرجة الأولى. إننا في منظمة “نظرة شباب”، ندرك جيدا بأن منظمات المجتمع المدني أصبحت لاعبا رئيسيا وفاعلا، ومن هذا المنطلق، نطمح أن تكون منظمة “نظرة شباب للتنمية”، قناة هامة في تقديم الخدمات الاجتماعية وتنفيذ برامج التنمية حيث يحدونا الأمل بأن تلعب دورا متمما للعمل الحكومي. ولإيماننا العميق بأهمية المجتمع المدني في اليمن، خاصة، في المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد، ولما يمكن أن تقوم به مؤسساته من دور في تفعيل مشاركة عدد أكبر من المواطنين في تقرير مصائرهم والتفاعل مع السياسات التي يمكن أن تؤثر إيجاباً على حياتهم، فإننا في منظمة “نظرة شباب” سنسعى إلى خلق دور مؤثر و فعال في المجتمع يهدف إلى التنمية مع وجود علاقة متوازنة بيننا وبين الحكومة أساسها الاحترام المتبادل. ومن الاهمية بمكان، فهم الادوار الأساسية التي يمكن لمنظمة “نظرة شباب” أن تلعبها في عملية التنمية، لكي تتمكن من صياغة البرامج الملائمة لمشاركتها في كل مراحل العملية التنموية، خاصة، إذا علمنا أن الحق في التنمية أصبح حقا دوليا وجزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وأن التزام الأممالمتحدة ب “إعلان الحق في التنمية، كحق من حقوق الإنسان عام 1986 ” يؤكد على أن التنمية هي عملية شاملة تتناول الحقوق الاقتصادية والثقافية والسياسية. وربما هذا ما يتلاءم مع سعينا الحثيث في منظمة “نظرة شباب للتنمية”، لتحقيق أهدافها المرتكزة على التوعية المجتمعية بمخاطر الإرهاب والتطرف، وتدريب وتأهيل الشباب وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، والمساهمة الفاعلة في محاربة الفساد، وكذلك المساهمة في الدعم والتوعية حول مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بالإضافة إلى دعم المرأة اليمنية في كافة المجالات، ومحاربة الظواهر والعادات السيئة في الأوساط الشبابية، ودعم ومساندة الدولة في تثبيت الأمن والاستقرار من أجل بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة. إننا في منظمة “نظرة شباب للتنمية” نحلم بمستقبل أكثر إشراقا وسلاما، يتمتع فيه المواطنون بالديمقراطية، وتحترم فيه حقوقهم وترعى شؤون حياتهم ويؤخذ برأيهم.. مستقبل يستطيع فيه الناس أن يعيشوا بكرامة. نحلم ب”يمن” متطور وديمقراطي شأنه شأن البلدان الأخرى. * الأمين العام لمنظمة نظرة شباب للتنمية.